فى كلِّ يومٍ يتجدد الجرحُ والألمُ... فالأحرارُ والثوارُ مازالوا قابعين خلف قضبانِهِم اللعينةِ .. أجسادٌ أثقلها القيدُ وأنهكها المرضُ وأعياها الإهمالُ ... فسجون الانقلابِ تحمل تاريخًا عريقًا، وأرقامًا مذهلةً، وانتهاكاتٍ لا حدودَ لها، ومعاناة يصعب وصفها".. فالزنزانةُ حجرةٌ صغيرةٌ مظلمةٌ وقذرة، تنبعث منها رائحةٌ كريهة، وترتفع فيها الرطوبة، وتمتاز بالبردِ الشديد شتاءً والحر الشديد صيفًا، جدرانها صماء، وقد تحتوى على نافذة صغيرة جدًّا تسمح بنور ضعيف، وقد تكون مظلمةً تمامًا. وأما الأحرار الذين وهبوا حياتهم، وقدموا أرواحهم ثمنًا للحريةِ ودفاعًا عنها، وقادوا حملات ضد منظومة الفساد التى تترعرع فى أركان الدولة الديكتاتورية؛ لتحقيق الدولة الديمقراطية التى تحترم الفرد، وحقوق الإنسان، وتطبيق منظومة تقول "لا سلطة تعلو على سلطة القانون". هؤلاء الأحرار الذين يحملون إرثًا هائلًا فى مجال الحريات على مدار40 عامًا، وشكلوا وقودًا لثورة يناير، التى اقتلعت جذورَ الفساد، وأطاحت بحاكم جثم على الأنفاس، والصدور؛ مازالوا قابعين خلف القضبان بلا تهمة أو اتهام يحرمون من كافة حقوقهم، ويمنع عنهم العلاج؛ لتصبح حياتهم فى مهب الريح. من بين هؤلاء الثوار القابعين فى سجن العقرب اللعين، أ. مجدى حسين (رئيس تحرير الشعب وزعيم حزب الاستقلال)، وأحد فرسان الكلمة، الذى ناضل خلالها ودفع الثمن الكثير من سنوات عمره خلف القضبان... فهو صاحب المقالات الشهيرة ضد السادات ونظامه الانفتاحى الذى جلب لنا الخراب, وأول من قاد الثورة ضد المخلوع، وطالب بالثورة عليه منذ عام 1990 بسلسة مقالات شهيرة... وهو أكثر من ناضل ضد العسكر، وطالب بإزالة دولتهم العميقة بداية من عصر السادات، حتى عصر الانقلاب؛ وارجعوا إلى مقالاته بالشعب التى تحولت إلى منشور تداوله الثوار فى السر والعلن. وأما الفارس الثانى الذى يقبع خلف الأسوار، فهو الدكتور. مجدى قرقر العالم الشهير والأكاديمى البارز الذى قاد الثورة ضد الظلم، والفساد؛ وقادها فى الشارع، وفى الميادين من خلال صوت حر أبى لا يهدأ ضد العسكر، وانقلاباته؛ وظل صامدا حتى اعتقل، وأصبح من نزلاء العقرب. هل من الطبيعى أن يتحول السجينُ إلى سجَّانٍ؟! وأن يصبح مصير الأحرار والثوار خلف القضبان؟! بعد أن تصدَّرَ الفلول المشهد السياسى، وسيطروا عليه بفعل إعلامهم الهزيل، وأفكارهم السطحية التى جلبت الكوارث والدمار... لن يصمدوا ولن يستمروا طويلا، ونراهن على صحوة الشعب المصرى، وثورته ضد الانقلاب .. ونؤكد أن دولة الظلم ساعة، أما دولة الحق حتى قيام الساعة. جريدة الشعب الجديد