قال قيادي عسكري كبير في حركة طالبان في أفغانستان لشبكة 'سي أن أن' الإخبارية الأمريكية إن مقاتلي الحركة باتوا على تخوم العاصمة كابول وهم على استعداد لمهاجمتها أو ضرب أي موقع فيها. أكد مسئولون أمريكيون أن قائد عمليات طالبان الجديد بجنوب أفغانستان كان معتقلاً سابقاً في سجن جوانتانامو, فيما لقي 14 شخصا على الأقل مصرعهم بينهم 7 من حراس قوافل القوات الدولية في أفغانستان ومراسل كندي من أصل أفغاني لقناة تلفزيونيَّة كنديَّة في أعمال عنف متفرقة. وأكدت الشرطة الأفغانية صحة هذا الكلام، وقال الضابط محمد دود أمين، المسؤول عن الأمن في منطقة بكابول تضم القصر الجمهوري والعديد من الوزارات 'نعمل على وضع إستراتيجية أمنية جديدة للعاصمة، وإذا لم ننجزها بشكل صحيح، فإن طالبان قد تهاجمنا في أي لحظة'. وقال خبراء، إن ما يؤكد صحة تهديدات القيادي في طالبان، قيام ثمانية من عناصر الحركة مؤخراً باقتحام ثلاثة أبنية حكومية وسط العاصمة، وتمكنت الشرطة من قتلهم قبل تفجير أنفسهم في مواجهات أدت إلى مقتل 20 شخصاً وجرح العشرات. وقد شكل الهجوم أول عملية تستهدف بشكل مباشر المؤسسات الحكومية التابعة لسلطة الرئيس حامد كرزاي، ومؤشراً أكيداً على أن العاصمة الأفغانية باتت جزيرة معزولة وسط محيط تنشط فيه طالبان بكل حرية. يذكر أن الإدارة الأمريكية تدرس عدة خيارات للتعامل مع الوضع في أفغانستان، بينها زيادة عدد القوات المنتشرة هناك وإرسال 17 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان، إلى جانب ما كشف عنه الرئيس باراك أوباما مؤخراً، من أن إدارته قد تحاور المعتدلين في حركة طالبان. وقال المسئولون الأمريكيون أن قائد عمليات طالبان الجديد بجنوب أفغانستان, يدعى عبد الله غلام رسول, وتم إطلاق سراحه من جوانتانامو مع 13 أفغانياً آخرين نهاية 2007 وتسليمه إلى السلطات الأفغانيَّة التي بدورها أطلقت سراحه. وأضاف المسئولون أن رسول يعرف الآن باسم الملا عبد الله ذاكر, ويقود العمليات القتاليَّة ضد القوات الأمريكية والأفغانية بجنوب أفغانستان. في الوقت نفسه, ذكرت مصادر الشرطة الأفغانيَّة أن عبوة ناسفة انفجرت أمس في عربة حرس قافلة للقوات الدولية في منطقة دبكي بمديريَّة عليشرو في ولاية خوست الجنوبيَّة قرب الحدود مع باكستان, مما أسفر عن تدمير الآليَّة بكاملها ومقتل من كانوا على متنها وهم سبعة أفغان, إضافة إلى إصابة اثنين بجروح شديدة. وأعلنت حركة طالبان كعادتها المسؤوليَّة عن التفجير. كما قتل 4 مدنيين وأصيب 6 آخرون على الأقل, حالة بعضهم خطيرة, جراء انفجار عبوة في حافلة ركاب صغيرة في مقاطعة "نادعلي" بولاية هلمند المضطربة. وحمل المتحدث باسم حاكم الولاية داود أحمدي طالبان المسؤوليَّة عن زرع اللغم, في حين لم تعلق الحركة على الحادث. وأعلن قائد شرطة ولايَة لوجار غلام مصطفى محسني, في بيان أن مروحيات الجيش الأمريكي شنت غارة على مجموعة مقاتلي طالبان في قرية "شاه مزار" الليلة قبل الماضيَّة, عندما هاجم مسلحون من الحركة القوات الدوليَّة في المنطقة, مما أسفر عن مقتل عنصرين من مسلحي طالبان. وأكد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد مقتل العنصرين, إلا أنه قال أن مقاتلي الحركة دمروا دبَّابة القوات جراء تبادل لإطلاق النار مما أسفر عن مقتل من كانوا على متنها من الجنود. من جانبه, أكد مبعوث الأممالمتحدة السابق لأفغانستان الأخضر الإبراهيمي, أن هذا البلد ينهار، مشددا على أهمية المؤتمر المقبل في 31 مارس الجاري في لاهاي بعد ست سنوات طويلة ذهبت سدى. وقال الإبراهيمي, في مقابلة مع مجلة "ذي نيشن" أول من أمس, "نحن ندفع اليوم ثمن أخطاء ارتكبناها منذ اليوم الأول, كل شيء ينهار تقريبا, نحن الآن أمام وضع خطير جدا جدًا".