-قطار الصعيد يفترس 1000 ضحية وقال عنه عاطف عبيد" "نحمد ربنا ان مفيش أجانب ماتوا" فزادت كراهية الشعب له -هل تصبح تذكرة القطار تأشيرة خروج من الدنيا بسبب إهمال الحاكم والمسئولين؟ خطوط السكك الحديدية في مصر هي الأقدم و الأكبر في منطقة الشرق الأوسط حيث تمتد لنحو خمسة آلاف كيلو متر بحسب تقديرات هيئة السكك الحديدية المصرية, ويعمل في الهيئة نحو 86 ألف شخص وتعتبر القطارات وسيلة التنقل الرئيسية بين البلدات و المحافظات المصرية ويستخدمها يوميا الملايين. ووقد شهدت السنوات الأخيرة الكثير من الحوادث الدامية التي سقط خلالها الكثير من القتلى والجرحى. وبحسب تقديرات حكومية فمعظم الحوادث المرورية ترجع الى كثرة حوادث الطرق و عدم التزام السائقين بقواعدالسلامة مع غياب الصيانة والخدمات الأساسية والتاريخ يؤكد أن مصر فقدت خلال العشرين سنة الماضية عددا كبيرا من الأرواح فى حوادث قطارات وطرق، لم تفقدها خلال سنوات الحرب بيننا وبين إسرائيل والتى استغرقت 6 سنوات كاملة. وقد نشر موقع حقوق دوت كوم دراسة حول حوادث القطارات وكوارثها بداية من ديسمبر سنة 1993 حيث كان حادث تصادم قطارى القاهرة والدلتا، وعلى بعد 90 كيلو من العاصمة، وأدى إلى مقتل 12 مواطنا وإصابة 60 آخرين، ليأتى شهر مارس من عام 1994 ليقع حادث قطارى الدلتا والذى أدى إلى مقتل 75 راكبا، وأكدت التحقيقات وقتها، أن المسئولية تقع على سائق القطار الذي قام بتجاوز السرعة المسموح بها رغم وجود ضباب كثيف مما تسبب فى الحادث 1995... العام المشئوم احتل عام 1995 نصيب الأسد فى عدد حوادث القطارات، ففى فبراير قُتل 11 شخصاً كانوا يستقلون سيارة اصطدمت بقطار شمال القاهرة وبعد هذا الحادث بشهرين قٌتل 49 شخصا عندما اصطدم قطار بحافلة مزدحمة بعمال النسيج عند تقاطع قرب بلدة قويسنا في الدلتا.وفى شهر ديسمبر من نفس العام، قٌتل 75 آخرين، إثر اصطدام قطار بآخر وسط ضباب كثيف وتم تحميل السائق المسؤولية لزيادة سرعةالقطار عن الحد المسموح به الصعيد وكوارث القطارات وفى الصعيد تزداد الكوارث بسبب خلل فى الإشارات فى وقوع تصادم بين قطارين شمال أسوان، نتج عنه مقتل 11 شخصا، فى فبراير سنة 1997وبعدها بعام واحد، قٌتل 50 وأصيب أكثر من 80 في خروج قطار عن القضبان بالقرب من الإسكندرية حيث فشل سائق القطار في التوقف عند مصدات نهاية الخط الحديدي واخترق المحطة إلى سوق مزدحمة، وأشارت التقارير وقتها إلى احتمال عبث بعض المسافرين المنبطحين فوق سطح القطار بصمام فرامل الهواء مما أدى إلى إتلافها. وفى سنة 1999 أدى تصادم قطاري ركاب إلى مقتل 10 و إصابة أكثر من 50بإصابات خطيرة ,وفى نوفمبر من نفس العام قتل عشرة أشخاص وأصيب سبعة عندما دهس قطار مجموعة من العمال أثناء تقديمهم المساعدة في حادث سيارة بمحافظة القليوبية، وهو نفس الشهر الذى شهد حادثة اصطادم قطار متجه من القاهرة إلى الإسكندرية بشاحنة نقل و خرج عن القضبان متجها إلى الأراضى الزراعية مما أسفر عن وقوع 10 قتلى و إصابة 7 أخرين . عاطف عبيد.. وكراهية الشعب ومع نهاية عام 2000، اصطدم قطار بحافلة صغيرة عند تقاطع جنوبي القاهرة نتج عنه مقتل تسعة وإصابة اثنين، وذلك قبل ان يأتى اليوم الأسوأ فى تاريخ مصر والسكك الحديدة الشهير بحادث "قطار الصعيد" فى فبراير 2000، والذى راح ضحيته أكثر من 350 راكبا، بعد أن تابع القطار سيره لمسافة 9 كيلومترات والنيران مشتعلة فيهن وهو ما اضطر المسافرين للقفز من النوافذ، ولم يصدر بيان رسمى بالعدد النهائي للقتلى واختلف المحللون فى عدد الضحايا، وذكرت بعض المصادر أن عددهم تجاوز 1000 قتيل، وتمت محاكمة 11 مسئولا بهيئة السكك الحديدية في مصر، بتهمة الإهمال الجسيم. وهو الحادث الذى استقال معه وزير النقل المصرى إبراهيم الدميري، وصدر خلاله التصريح المستفز للدكتور عاطف عبيد، رئيس الوزراء وقتها، والذى قال "نحمد ربنا ان مفيش أجانب ماتوا" وهو التصريح الذى زاد من كراهية الشعب المصرى له. وكان هذا الحادث هو الذى لفت الانظار للبرلمانى الدكتور محمد مرسى "رئيس الجمهورية الحالى" والذى كان استجوابه فى مجلس الشعب سببا فى إثارة الرأى العام على الحكومة
الوجه البحري.. دايما خارج القضبان وبعد حادث القطار بشهر واحد وفى 8 مارس 2002، خرج قطار قادم من الوجه البحري إلى الجيزة عن القضبان، وانفصلت إحدى عرباته وسقطت في نهر النيل؛ مما أسفر عن إصابة 31 شخصًا وفى 2006، اصطدم قطاران بالقرب من مدينة الإسكندرية مما إدى لإصابة نحو 20 شخصا، وفى شهر مايو من نفس العام، اصطدم قطار شحن بآخر قرب قرية الشهت بمحافظة الشرقية، مما أدى إلى إصابة 45 شخصا، وتستمر مهزلة الاهمال ليكون شهر أغسطس من العام نفسه هو الأسوأ خلال 2006 حيث اصطدم قطاران أحدهما قادم من المنصورة متجها إلى القاهرة و الأخر قادم من بنها على نفس الاتجاه مما أدى إلى مقتل 80 راكبا. كما شهد عام 2008 حادثتي تصادم، قتل فى أولها 44 شخصًا على الأقل عندما اصطدم قطار بحافلة ركاب بالقرب من مدينة مرسى مطروح الساحلية على البحر المتوسط شمال غرب البلاد، والثانية كانت عند اصطدام قطارين شمال القاهرة والذى راح ضحيته 58 شخصا وأصيب أكثر من 140 أخرين,وفى أكتوبر سنة 2009 تصادم قطاران في منطقة العياط على طريق القاهرة-أسيوط، حيث تعطل القطار الأول وجاء الثاني ليصطدم به من الخلف وهو متوقف مما أدى لانقلاب أربع عربات من القطار الأول أسفرت عن مقتل 50 وإصابة 300 آخرين، وفى 3 أبريل 2010 حدث حريق في إحدى عربات القطار الإسباني رقم 1902 بإدفو فى أسوان ليقتل 60 شخصا ويصيب 30 آخرين استقالة وزير... لامحاكمتة كما شهدت فترة الرئيس محمد مرسى بعد الثورة ثلاث حوادث متتالية ففى أغسطس عام 2012 كان حادث انقلاب قطار بضائع في محطة كفر داود بالمنوفية أسفر عن إصابة 3 أشخاص دون وقوع أى وفيات، وأتى يوم 20 أكتوبر 2012 ليشهد خروج قطار عن القضبان على خط "شبين قليوب"، عند قرية رمادة، حيث انتقلت الأجهزة الأمنية لموقع الحادث، وتبين أنه أثناء قدوم -القطار رقم "974" من شبين القناطر إلى قليوب، لم يتوقف في محطة رمادة، وتجاوزها، بسبب الإضاءة الخضراء للسيمافور، كما تجاوز التحويلة بسرعة وصلت إلى 100 كيلو، مما أدى إلى تدافع العربات، وتطاير الركاب على جانبي الطريق، وأسفل عجلات القطار، الذي توقف بعد قرابة 500 متر من المحطة، وفر سائقه هاربًا وسط الزراعات، وهو الحادث الذى أسفر عن مصرع 6 ركاب وإصابة 9 آخري - وفى 17 نوفمبر، شهدت منطقة منفلوط، عبور الأتوبيس الخاص بمعهد أزهرى، قيادة السائق علي حسين علي، لمزلقان السكة الحديد بقرية المندرة، فاصطدم بالقطار رقم 165 القادم من أسيوط تجاه المنيا، وأسفر عن وفاة عدد 62 طفلا وإصابة 13 آخرين، وانتقلت على الفورقيادات مديرية أمن أسيوط، ومسئولو وزارة الصحة، وتم نقل المصابين والمتوفين للمستشفيات، وتم التحفظ على عامل المزلقان المدعو سيد عبده رضوان، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة وقدم الوزير رشاد المتينى استقالته وتم قبولها. ويبقى السؤال ماثلا ومتكررا هل تصبح تذكرة القطار تأشيرة خروج من الدنيا، بسبب إهمال الحاكم والمسئولين؟