اعترفت صحف العدو الصهيوني اليوم الجمعة أن اغتيال تل أبيب لثلاثة من قادة كتائب القسام في رفح أمس لن يؤثر علي قدرة الحركة علي إدارة المعركة، وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" أن محاولة اغتيال القائد العام للقسام محمد الضيف واغتيال رائد العطار ومحمد أبو شمالة ومحمد برهوم في رفح لن تعطي "إسرائيل" صورة للنصر على حركة حماس، فيما قالت "هأرتس" في افتتاحيتها اليوم أن "الاغتيالات ليست حلاً" ومن مصلحة إسرائيل وقف الحرب. حيث أكدت"يديعوت احرونوت" في تقرير لمحللها العسكري "رون بن يشاي" على أن "عمليات الاغتيال لن تؤثر على الجهاز العسكري لحركة حماس بشكل ملموس"، موضحاً أنها ستؤدي إلى تقصير مدة العملية والحيلولة دون الانجرار إلى حرب استنزاف، على حد تعبيره، لأن نتنياهو يرغب في إظهار أنه حقق نجاحا في غزة عبر الاغتيالات. وأشارت الصحيفة إلى أن اغتيال العطار وأبو شمالة وبرهوم المسئول عن الدعم اللوجستي في لواء رفح "لن يؤثر على حركة حماس"، مؤكدة على أن حركة حماس تتمتع بحنكة عسكرية قوية، حيث يتم تعيين قادة جدد في حال تم اغتيال قادة الحركة أو العسكريين منهم بأسرع وقت ممكن . وأضافت الصحيفة: "إن اغتيال القادة العسكريين في رفح لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على منظومة حماس الصاروخية"، وزعمت أن عملية الاغتيال ستؤثر على العمليات الهجومية التي بحاجة إلى قادة وذو تجربة وشخصية قوية تمكنهم من اتخاذ قرارات جريئة لتنفيذ عمليات هجومية خلف خطوط العدو. ووفقاً لما جاء في الصحيفة فإنه: "على الرغم من أن المهام القيادية في الذراع العسكري لحركة حماس ستتأثر، لكنه من الصعب جداً التقدير ما هو حجم التأثير على القدرة في إدارة المعركة ضد إسرائيل".
ويضيف "بن يشاي": "قد رأينا سابقاً عند اغتيال القائد العام أحمد الجعبري في مطلع عملية عامود السحاب كيف استوعبت حركة حماس الصدمة وتعيين خليفة له بشكل سريع ومباشر وقد استمر التنظيم بإدارة المعركة وإطلاق الصواريخ حتى نهاية المعركة". وفي افتتاحية "هآرتس"، اليوم 21 أغسطس تحت عنوان: (الاغتيالات ليست حلاً)، كتبت الصحيفة تقول: "إن محاولة اغتيال محمد ضيف، قائد الجناح العسكري ل"حماس" في غزة، "هي في الأساس ذات أهمية شكلية، وتشكل جزءاً من صورة الانتصار المطلوبة (لدي نتنياهو) من أجل إنهاء الاشتباكات الحالية". وأضافت : "عملياً، لن يؤثر مقتل ضيف على قوة "حماس"، فقد تعلمت إسرائيل من تجربة الماضي أن تأثير الاغتيالات محدود وليس بالضرورة إيجابياً، فقد أدى اغتيال أبو جهاد المسئول عن العمليات العسكرية لدى ياسر عرفات إلى خسارة عرفات لشريك مهم خلال عملية أوسلو، كما أن قتل الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وصلاح شحادة، وأحمد الجعبري لم يؤدّ إلى "كبح حماس" أو جعلها أكثر مرونة، بل هذا ما أدى إلى بروز محمد ضيف. وشددت "هأرتس" علي أنه "لا تزال إسرائيل بحاجة إلى سياسة حكيمة تتيح وقف الاشتباكات بينها وبين حماس في المستقبل"، مشيره لأن "رفع الحصار عن غزة ليس مصلحة فلسطينية فقط، بل هو مصلحة إسرائيلية واضحة أيضاً، فكلما نجحت إسرائيل في تقديم تسهيلات إلى سكان غزة مثل الموافقة على فتح المعابر، ودعم إعادة إعمار غزة، وموافقتها لاحقاً على بناء مرفأ، كلما تراجع الغضب والعنف تجاه إسرائيل، وتراجعت قوة حماس" بحسب الصحيفة. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قال إن قرار استهداف قادة "حماس" اتخذ بعد معلومات استخباراتية "استثنائية" قام جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) بجمعها، وهو ما يؤكد ما ذكرته حماس من أن إسرائيل أفشلت المفاوضات وخرقت وقف إطلاق النار بعد وصول معلومات خاطئة لها بمكان "الضيف" ولكنها قتلت زوجته وطفله الصغير في قصف منزل.