نفى الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني عثمان الأغبش أي وجود لقواته أو أي مليشيات تابعة في جنوب السودان خاصة مدينة ملكال. وطالب الأغبش بإجراء تحقيق مشترك للفصل في اتهامات حكومة الجنوب للقوات المسلحة بالسعي لإشعال حرب أهلية جديدة عقب اندلاع قتال بين جيش حكومة الجنوب ومليشيا قيل إنها موالية للجيش السوداني في ملكال، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات. وأوضح في تصريحاته أنه "لا توجد مليشيا تتبع للقوات المسلحة السودانية بالجنوب منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2007 تاريخ نهاية عمل لجنة التعاون المشترك مع بعثة حفظ السلام الأممية جنوب السودان". وأضاف الناطق أن القوات التي ترابط بجنوب السودان حاليا هي الجيش الشعبي لتحرير السودان الجناح العسكري للحركة الشعبية لتحرير السودان التي تدير الجنوب وقوة حفظ السلام الأممية قائلا "إن الجيش الشعبي بهذه الأحداث المتكررة إنما يفقد سيطرته على قواته". ودعا الأغبش إلى إجراء تحقيق مشترك في اتهامات حكومة الجنوب للقوات المسلحة. وكانت حكومة الجنوب اتهمت الجيش السوداني بمحاولة إشعال الحرب الأهلية مرة أخرى بعد الاشتباكات العنيفة بين مليشيا قال إنها بقيادة غبريال تانغ وقوات جنوب السودان. وأفاد بيان صادر عن وزير الإعلام بحكومة الجنوب أن القوات المسلحة السودانية تستخدم قائد هذه المليشيا لإشعال حرب أهلية جنوب السودان.
وكان القتال قد اندلع فى أعقاب وصول تانغ -وهو حاليا برتبة لواء بالجيش السوداني- والذي كان يقود مليشيا موالية للجيش السوداني قبل اندماجها بالقوات المسلحة إلى ملكال في زيارة عائلية. وتانغ يطالب الجنوبيون باقبض عليه لدوره حسب زعمهم في إشعال قتال أسفر عن سقوط 150 قتيلا بنفس البلدة عام 2006. ونقلت صحيفة الرأي العام السودانية عن تانغ قوله إنه سعى للحصول على حماية من قواته عندما علم أن قوات الجنوب تعتزم القبض عليه، مشيرة إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مصرع 11 مدنيا وخمسة من قوات تانغ. ولم يتسن الحصول على عدد ضحايا جيش جنوب السودان. ويقول المراقبون أنه من المحتمل أن تكون نتائج الإحصاء السكاني والانتخابات المقررة هذا العام عناصر مسببة للخلاف.