قال البروفسور الإسرائيلى يحزكيل درور، الذى يوصف بأنه أبو الفكر الاستراتيجى الإسرائيلى، فى مقال له، نشرته صحيفة "هآرتس" فى عددها الصادر اليوم الأحد، : "إن الجيش والمؤسسة الأمنية فى تل أبيب فشلت فشلاً ذريعًا فى تطوير قدراتهما و"التفكير من خارج الصندوق". وأضاف "درور": "إن حركة حماس تفوقت على الجيش الإسرائيلى فى كل ما يتعلق ب "التفكير العسكرى الإبداعى". واستهجن أن تتفوق "حماس - التنظيم الصغير والمحدود الإمكانيات من ناحية إبداعية - على إسرائيل ذات القدرات المثبتة فى مجال التقنيات الحربية". وأشار إلى أن هناك ما يدلل على أن المؤسسة الأمنية "فشلت فى فهم قدرات عناصر حماس القتالية، ودور التعصب الدينى فى إذكاء دافعيتهم للحرب". وشدد "درور" على أنه كان يتوجب على الجيش الإسرائيلى تفهم البيئة الاجتماعية، والعوامل القيمية والواقع التنظيمى، والخلفية النفسية لقيادة حركة حماس، مشيرًا إلى أن "الإحاطة بهذا الواقع غير ممكنة عبر وسائل جمع المعلومات الاستخبارية التقليدية". وأكد على أن "نجاح إسرائيل فى ردع حماس لا يمكن أن يتسنى دون معرفة جملة المحددات المؤثرة على توجهاتها"، مستذكرًا حديث الساسة الإسرائيليين الذين اعتبروا استعادة الردع فى مواجهة حماس هو "الهدف الرئيس للحرب على القطاع". وأوضح "درور" أن "إسرائيل ارتكبت خطأ كبيرًا عندما اعتقدت أنه بإمكانها تحقيق هدف تفكيك حماس من سلاحها، وجعل قطاع غزة منزوع السلاح عبر المفاوضات، مشيرًا إلى أن تحقيق هذا الهدف يتم عبر إعادة احتلال القطاع والمس بقيادات حركة حماس". وتساءل: "ماذا كنا سنفعل فى حال تعرضنا لتحديات استراتيجية أكثر خطورة، مثل انهيار استقرار نظام الأردن، وتداعيات ذلك الكارثية، وما يمكن أن يتبعه أو فى حال نشب صراع مع إيران نووية، وغيرها من التحديات". من جانب آخر أجمعت وسائل الإعلام الإسرائيلية على أن المبادرة المصرية تمثل "إنجازًا لإسرائيل وتحرم مقاومة غزة من أى إنجازات حقيقية". وقالت القناة الإسرائيلية الأولى الليلة الماضية: "إنه من الواضح أن المبادرة المصرية تحرم حماس من أى إنجازات مباشرة وحقيقية، على اعتبار أنها تعتمد التدريج فى تنفيذ فك الحصار". وأشارت القناة إلى أن التدرج فى تنفيذ مظاهر فك الحصار يمنح تل أبيب هامش المرونة فى تنفيذها، وبأى درجة، أو حتى عدم التعاطى معها بجدية. وفى سياق متصل، أكد "رون بن يشاى" كبير المعلقين العسكريين فى صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن إسرائيل تراهن على دور مصر فى تشديد الحصار على المقاومة الفلسطينية، سواءً تم التوصل لاتفاق تهدئة طويل المدى أم لا. وفى مقال نشره موقع الصحيفة صباح اليوم الأحد، أوضح "يشاى" أن تل أبيب تراهن على دور جوهرى للقاهرة فى "تجفيف" منابع التسليح للمقاومة الفلسطينية. المصدر: عربى 21.