[email protected] هل أخطأ من أصر على الوصول إلى الجانب الآخر من سور تقسيم الوطن ليصل الرحم..!! هل أخطأ من قفز الأسوار لمواساة الأم الثكلى فى شهيدها الرضيع..!! هل أجرم من دفعه حب الوطن وانتمائه لأمته إلى إجتياز حاجز الوهن العربى..!! هل تجاوز القرار الجمهورى الخاص بالمعابر للشد على أيدى المقاومين للعدو، جريمة فى حق الوطن..!! هل دموع الثكالى التى تعمى العيون عن رؤية واقع التقسيم المصطنع فى خارطة الوطن.. دموع آثمة..!! هل النزوع إلى نصرة الأهل وأبناء الوطن والعقيدة، الذى يدفع بالجسد الكهل العليل لتجاوز حدود وضعها التوازن المختل فى القوى.. جريمة لا تغتفر..!! هل الإدارة السياسية المصرية أقل كفاءة من كسب أرض جديدة فى الصراع بمبادرات المتحمسين المخلصين من أبناء مصر، حتى لو أختلفت الإدارة معها..!! إن الإدارة السياسية فى مصر أمام إختبار كبير وصعب غدا.. فإما أن تثبت أن لديها المرونة اللازمة للتعاطى مع الصراع العربى الصهيونى الممتد والمعقد.. وأن لديها الثقة والقوة المطلوبة لاستخدام كل الأوراق الممكنة والتى تقدمها الظروف حتى وإن لم تكن من صنعها أو وفق رغبتها.. أو تتصرف بضيق أفق وبمنطق الصراع الشخصى القاصر.. فأمام الإدارة السياسية المصرية فرصة ذهبية لتؤكد أنها تعى الفرق بين الخطاب الإعلامى والتصرف السياسى.. وأنها تعرف الحدود والخطوط الحمراء بين ما هو تكتيكى وما هو إستراتيجى. أمام الإدارة السياسية فرصة لتثبت ما تدعيه بأنها تمثل كل المصريين بكل مشاربهم واختلافاتهم وتعددهم السياسى والمرجعى ومواقفهم السياسية. غدا تقول الإدارة السياسية فى مصر إجابة على السؤال الذى يجيبه الجميع بلا كبيرة.. ألا وهو.. هل هناك عقول وعزائم كبيرة فى تكوينتها، أم أن القرار السياسى فى مصر أصبح إحدى وسائل التعبير عن الصغار فى غيبة الكبار..!! غدا أمام المحكمة العسكرية فى الإسماعيلية، يعرف الجميع أى منطق هو السائد بين جماعة صناعة القرار السياسى المصرى.. الرشد.. أم الاستكبار الشخصى الأعمى.. والانتقام الفردى غير اللائق بقيادة دولة كبيرة.. وغدا لناظره قريب..