اعتقلت السلطات العُمانية الناشط الحقوقى نوح السعدى، السبت الماضى، ولم تورد السلطات العمانية حتى هذه اللحظة سببًا لذلك. وقال ناشطون حقوقيون عمانيون إنّ السعدى تلقى صباح السبت مكالمة هاتفية من جهاز الأمن العمانى تضمنت استدعاءه للمثول أمام القسم الخاص للشرطة فى مسقط، وأبدى «السعدى» استعداده للحضور فى اليوم التالى. وأضافوا أنه وبالرغم من ذلك، فقد تمّ اختطافه من أحد شوارع منطقته «شناص» من قِبَل مجموعة غير معروفة يعتقد أنها تابعة للأمن، ونقل إلى جهة مجهولة. فى حين ناشد مركز الخليج لحقوق الإنسان السلطات العمانية بإطلاق سراح “السعدى” على الفور ودون شروط، مؤكدًا أنه مستهدف بسبب نشاطاته السلمية والمشروعة فى مجال حقوق الإنسان فى السلطنة. وأفادت تقارير موثوقة، بحسب المركز الحقوقى، أنّ الحقوقى «نوح السعدى»، لا يزال محتجزًا بمعزل عن العالم الخارجى، منذ اعتقاله بتاريخ 13 يوليو/تموز الجارى، فى القسم الخاص فى الشرطة العمانيةبمسقط. وذكرت معلومات أخرى مؤكدة -بحسب ذات المصدر- أنه لم يُسمح له بتوكيل محام أو الاتصال بأسرته بالرغم من مراجعاتهم المستمرة، حيث تم إخبارهم أنه محتجز لديهم على ذمة التحقيق الذى يقوم به جهاز الأمن الدخلى. على الرغم من أن الجهات المختصة لم توجه للناشط الحقوقى أية اتهامات محددة. وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: “إن واقعة الخطف التى تعرض لها الناشط والمدون البارز (نوح السعدى) تحمل ضمن ملابستها ما يوجه أصابع اتهام إلى السلطات الأمنية، التى يجب أن تتوقف فورًا عن السياسات القمعية التى تنتهجها ضد النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان”. وطالبت الشبكة العربية لحقوق الإنسان سرعة إطلاق سراح الناشط “نوح السعدى” وإجراء تحقيق عاجل يتحرى الشفافية فى واقعة اختطافه. و«نوح السعدى»، هو طالب قانون يبلغ من العمر 32 سنة، من ولاية «شناص»، ويعتبر أحد مدافعى حقوق الإنسان المعروفين فى عُمان، ويتركز نشاطه على الكتابة فى صفحات التواصل الاجتماعى عبر صفحته «المهب السعدى» حيث كان يطالب عبرها بالإفراج عن معتقلى الرأي فى عُمان، ومنهم الدكتور «طالب المعمرى» و«صقر البلوشى»؛ وهما الناشطان المعتقلاْن على خلفية ممارساتهم السياسية فى عمان، واللذان رفضت المحكمة الإفراج عنهم بكفالة. ويعتبر هذا هو الاعتقال الرابع الذى يواجهه (السعدى) من قبل جهاز الأمن الداخلى العمانى، حيث سبق له أن اعتُقل فى مظاهرات صحار 2011، وقد برأته المحكمة من الاتهامات الموجهة إليه، كما تمّ اعتقاله فى شهر أبريل/نيسان 2013 بزعم التحقيق معه، وأفرج عنه بعدها بيومين دون توجيه أىّ اتهامات له، كما تم اعتقاله فى 13 سبتمبر/أيلول 2013 وأطلق سراحه فى 12 اكتوبر/تشرين الأول 2013.