طالبت منظمات نسائيّة ومجموعة رجال ونساء تقدميّين بإقالة المحاضر المستشرق مردخاي كيدار من جامعة بار إيلان في تل أبيب، من منصبه. وذلك على خلفيّة التصريحات العنصريّة التي أدلى بها للإذاعة العبريّة "ريشيت بيت" داعياً من خلالها جهاراً إلى اغتصاب نساء عناصر حركة حماس في خلال الحرب على غزّة. وكان كيدار، وهو أستاذ في قسم الدراسات العربيّة وباحث في معهد بيغن–السادات للدراسات الاستراتيجيّة في جامعة بار إيلان الإسرائيليّة، قد قال في المقابلة الإذاعيّة معه في 21 يوليو الجاري، إن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يردع "مخرّباً انتحارياً" ويمنعه من تفجير نفسه، هو إخباره في حال تمّ القبض عليه أن أمه أو أخته ستغتصب". ووجّهت جمعيات نسائيّة فلسطينيّة رسالة إلى رئيس الجامعة احتجاجاً على تصريحات كيدار، مطالبة بإقالته. كذلك، وضعت عريضة في الأيام الأخيرة وقّع عليها أكثر من 1500 شخص من رجال ونساء تقدميّين عرباً ويهوداً، تطالب بإقالة كيدار. وقالت منسّقة المشروع التربوي في جمعية "السوار" أو الحركة العربيّة النسويّة لدعم ضحايا الاعتداءات الجنسيّة لمياء نعامنة ل"العربي الجديد"، إن "هذا المستشرق يحاول في مكان ما أن يغذّي الفكرة القائلة بأننا شعب متخلّف". أضافت: "الاغتصاب هو أحقر أنواع الأسلحة. طائرات أف 16 لم تستطع أن تقهر الشعب، فيقترحون اللجوء إلى الاغتصاب لتهديد كيانه". وتابعت نعامنة أن "طرح فكرة سلاح الاغتصاب يأتي انطلاقاً من ضعف تجاه كون المقاومة تأخذ دوراً وحجماً كبيرَين، فلا تستطيع الطائرات المقاتلة قهرها. وهذا يخيفهم". ولفتت نعامنة إلى أنه "لا مكان لكيدار في المجال الأكاديمي. فأي فكر يستطيع أن يبرّر هذا الفكر الذي أكل الدهر عليه وشرب؟ المجتمع الإسرائيلي اليوم في أضعف حالاته وهو يبحث عمن هو أضعف منه، فيبحث عن الأطفال والنساء". من جهتها، قالت مديرة جمعيّة "نعم" في مدينة اللد سماح سلايمة إنه "لأمر مخجل أن يستخدم محاضر مختصّ هذا الأسلوب، والتفوّه بكلام تفوح منه رائحة العنصريّة. وصلنا إلى مكان مخزٍ ومؤذٍ جداً. هل هذا حال المجتمع الإسرائيلي؟ العنصريّة باتت متفشّية بين الأكاديميّين والمهنيّين، وثمّة منافسة ونقاش في داخل المجتمع الإسرائيلي حول من هو عنصريّ أكثر، على حساب العرب". ولفتت إلى أن كيدار تحدّث إلى إذاعة يسمعها الملايين قائلاً "يجب أن تغتصب نساء فلسطين حتى نعلمهم درساً". أضافت "نساء العالم جميعهن يحاربن العنف في الحروب وعدم انتهاك جسد المرأة، إلا في إسرائيل. لقد ظننت أن عصر البرابرة والمغول ولّى إلى غير رجعة، لكن كيدار، وتحت غطاء الخبرة الأكاديميّة، يريد أن يحارب رجلاً عن طريق أخته وأمه". وفي السياق نفسه، صدر عن مكتب النائب مسعود غنايم بيان صحافي جاء فيه: "بعث النائب مسعود غنايم برسالة مستعجلة إلى وزير التربية والتعليم شاي بيرون بصفته رئيس مجلس التعليم العالي في إسرائيل، وإلى جامعة بار إيلان يطالب من خلالها بمعاقبة مردخاي كيدار وإقالته من وظيفته كمحاضر في الجامعة بسبب أقواله الإجراميّة".