منذ انتهاء موسم الحج في العام الماضي 1428ه شرعت وزارة الأوقاف والشئون الدينية بالحكومة الفلسطينية الشرعية برئاسة أ. إسماعيل هنية بكافة الترتيبات اللازمة لموسم الحج لهذا العام 1429ه. وقد آثرت الحكومة ووزارة الأوقاف أن يكون موسم الحج في هذه العام خالياً من أية مناكفات سياسية أو حزبية، وفضلت تحييد الحجاج عن تلك المناكفات التي جرت في العام الماضي، مما أثر على موسم الحج وعلى الحجاج. وتمنت الوزارة أن يكون موسم الحج فرصة طيبة لتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني، كما يوحد أبناء الأمتين العربية والإسلامية، لاسيما أن الوزارة أطلقت العديد من المبادرات وتعاطت مع كافة المبادرات التي أطلقتها بعض الجهات، إلا أن حكومة رام الله لم تتعاطى مع تلك المبادرات. وكما هو متعارف عليه في كل عام أعلنت وزارة الأوقاف والشئون الدينية عبر وسائل الإعلام المحلية لشركات الحج والعمرة بالتسجيل لدى الوزارة للحصول على الترخيص حسب شروط ومواصفات محددة مسبقاً. وقد سجلت الكثير من الشركات العاملة في مجال الحج والعمرة للحصول على الترخيص الذي يؤهلها للعمل في هذا المجال حسب القوانين والأنظمة المعمول بها، ومنحت الوزارة تراخيص ل 54 شركة انطبقت عليها الشروط. وبعد ذلك أعلنت وزارة الأوقاف عبر وسائل الإعلام المحلية ومكاتب الحج والعمرة للراغبين بالتسجيل لأداء فريضة الحج بالتسجيل لدى مكاتب الحج والعمرة، حيث سجل ما يقارب (19295) حاجاً وحاجة. وبتاريخ 22/6/2008م وبحضور لفيف من العلماء والقادة والشخصيات السياسية والاعتبارية وشركات الحج والحجاج، وبتغطية مباشرة من كافة الفضائيات أجرت وزارة الأوقاف قرعة قانونية وعلنية ورسمية بطريقة شفافة ونزيهة محوسبة لاختيار الحجاج حسب الحصة المخصصة لمحافظات غزة والبالغة (2200) حاج، حيث تمت طباعة كشوفات الحجاج مباشرة ووقع عليها العلماء ومندوبين من الشركات ومن الوزارة، وقد استلم أصحاب شركات الحج والعمرة نسخة عن أسماء الحجاج الذين خرجت أسماءهم ضمن القرعة في حينه. علماً بأن الوزارة اقتطعت من هذه الحصة عدد (800) حاج، للحجاج الذين خرجت أسماءهم في العام الماضي ولم يذهبوا لأداء فريضة الحج بسبب استيلاء حكومة رام الله على ذلك العدد في العام الماضي. كما استولوا على تأشيرات البعثة الإدارية في غزة وقاموا ببيعها للحجاج وهذا ما صدر عن هيئة الرقابة وتناولته كثير من وسائل الإعلام مع العلم أن هذا مخالف للوائح الحج. وبذلك يكون عدد الذين فازوا بالقرعة في هذا العام هو (1400) حاج من بين (19295) ممن سجلوا للحج. كما أن الوزارة اختارت عن طريق القرعة عدد احتياطي قدره (2200) من الحجاج للخروج إلى الحج في حال تم منح فلسطين زيادة في عدد الحجاج. ومن الجدير بالذكر أن الوزارة شكلت لجان من وزارة الصحة والأوقاف، لفرز واختيار عدد من الحالات المرضية والإنسانية حيث بلغ عدد الحجاج من الحالات المرضية (130) حالة مع مرافقيهم، و(30) حالة إنسانية، و(40) حاجاً من ذوي الأسرى والشهداء، و(3) حجاج من المتقاعدين و(80) حاجاً من المعاقين وجرحى الانتفاضة مع مرافقيهم. والجدير بالذكر أيضاً أن حكومة رام الله وضمن خططها التي تهدف إلى إفساد موسم الحج قامت بالاتصال على أفراد لا علاقة لهم بتسجيلات الحج والعمرة والذين قاموا بدورهم بإرسال أسماء الحجاج إلى رام الله دون أدنى مسئولية، ومن ثم قامت بالإعلان عن أسماء حجاج لقطاع غزة في يوم عطلة رسمية (يوم الجمعة) بدون إجراء قرعة بل بطريقة عشوائية وفقاً لمصالح حزبية وشخصية، مما أدى الى تشجيع عمليات النصب والاحتيال حيث قام بعض الناس البسطاء بالتسجيل لديهم ولم يقوموا بإرسال أسماءهم الى رام الله وأكلوا أموالهم وقد تقدمت شكاوى بهذا الخصوص لدى دائرة الحج والعمرة بعزة، كما أنها منعت دخول جوازات السفر لقطاع غزة مما أثر على الكثير من الحجاج حيث لم يتمكنوا من استكمال إجراءاتهم. واستكمالاً لإجراءاتها طلبت وزارة الأوقاف من الحجاج المسجلين لديها من خلال مكاتب الحج والعمرة المؤهلة والمرخصة أن يقوموا بتسليم جوازات سفرهم وكافة الأوراق المطلوبة لوزارة الأوقاف. وفي ذات الوقت أنهت الوزارة استعداداتها المتعلقة باستئجار السكن الخاص بالحجاج في مكةالمكرمة والمدينة المنورة واتفقت مع شركات النقل داخل الديار الحجازية لنقل الحجاج، وجهزت شيكات الطوافة والزمامة، واتفقت أيضاً مع شركات النقل لنقل الحجاج من قطاع غزة إلى معبر رفح ومن ثم إلى مطار القاهرة وبعدها إلى الديار الحجازية. وأخيراً طالبت الوزارة من الحجاج بالذهاب إلى المراكز الصحية المنتشرة في القطاع للحصول على التطعيم الخاص بالحجاج. وبذلك تكون وزارة الأوقاف أنهت كافة استعداداتها الخاصة بموسم الحج، بالرغم من منع جوازات السفر من قبل حكومة رام الله، وهي تنتظر الحصول على تأشيرات للحجاج ليتمكنوا من أداء الفريضة. وتناشد وزارة الأوقاف والشئون الدينية المملكة العربية السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين بإصدار تعليماته الواضحة للجهات المختصة والمعنية في المملكة لمنح التأشيرات لحجاج قطاع غزة، وإعطاء قطاع غزة حصته من الإداريين الذين يقومون بخدمة الحجاج ويشرفون على موسم الحج، وكذلك منح غزة نصيبها من الزيادة والبالغة (1100) حاج التي تكرم بها خادم الحرمين الشريفين لفلسطين. فضيوف الرحمن من حجاج غزة ينتظرون على أحر من الجمر استجابة خادم الحرمين الشريفين لنداءاتهم ومناشداتهم، فهم منذ أشهر عديدة باعوا ما باعوا ليوفروا ثمن الحج، وهيئوا أنفسهم لأداء فريضة الحج، وتخيلوا أنفسهم وهم يطوفون بالبيت العتيق، وأعدوا حقائبهم للسفر وكتبوا وصاياهم لأهلهم، وأملهم بالله أولاً ثم بخادم الحرمين أن ييسر لهم السبيل للوصول إلى البيت الحرام وأداء الفريضة.