سؤال للقادة العرب: هل حقاً الكيان الصهيوني له حقوق وطنية، وسياسية، وسيادية) في القدس وأرض فلسطين؟ وهل حقاً القدس هي شعار الوطن اليهودي كما يدعي بابا الفاتيكان ؟.. وهي الوطن الروحي لليهودية كما يقول الكونجرس الأمريكي ؟ وهل بالفعل هناك علاقة دينية وروحية بين الديانة اليهودية، ومدينة القدس ؟! ** الإجابة المنطقية والعلمية، وجدتها في التفنيد الموضوعي والمجرد للعالم والمفكر الدكتور محمد عمارة، في كتابه[ القدس بين اليهودية والإسلام ]حيث يقول:" قطعاً ليس هناك أية علاقة دينية، أو روحية بين الشريعة اليهودية ونبي اليهودية، ومدينة القدس !!؛ فنبي اليهودية موسى عليه السلام قد ولد ونشأ وعاش ومات ودفن في مصر، ولم ترى عينه القدس في يوم من الأيام .. وإن توراة اليهودية وشريعتها ووحيها قد نزلت في مصر، وباللغة الهيروغليفية – وقبل وجود اللغة العبرية – ولم تشهد مدينة القدس عبر تاريخها الطويل شيئاً من ذلك في يوم من الأيام.. فأين هي العلاقة الروحية وعلاقة( الوطن الروحي ) التي يتشدق بها الصهاينة بين اليهودية، وبين القدس؟" ** وإذا كان اليهود يصلون في اتجاه القدس، فهل صلاة أبناء دين من الأديان تجاه مدينة من المدن، يُعطي لأبناء هذا الدين حقوقاً( وطنية، وسياسية، وسيادية ) في هذه المدينة؟!... فمثلا كل الشعوب والأجناس المسيحية يصلون جميعاً تجاه القدس ويحجون إليها؛ فهل هذا التوجه في الصلاة، يعطيهم حقوقاً ( وطنية، وسياسية، وسيادية، واستعمارية) في القدس وأرض فلسطين ؟! إن القول بهذا( المنطق) جدير بعالم النكات وهلوسات ضحايا المخدرات.. ولا علاقة له بأدنى مستويات العقل والعقلاء !!... وقس على ذلك توجه جميع المسلمين، من مختلف الأمم والأوطان إلى مكة في الصلاة.. وهو الذي لا يعطي لشعوب المسلمين في مكة أية حقوق( وطنية، أو سيادية، أو سياسية )، ** وإذا قالوا: لقد عاش وحكم في القدس داود، وسليمان عليهما السلام، وفيها بني سليمان هيكلاً لليهود .. نقول لهم نعم! .. ولكن هذا لا يقيم علاقة بين اليهودية وبين القدس.. وذلك لعدة أسباب تاريخية ومنطقية وواقعية، منها: 1- أن داود وسليمان – بمنطق اليهود واليهودية – هم ملوك وليسوا من الرسل والأنبياء، ومن ثم فإقامتهم في القدس وعلاقتهم بها هي علاقة الاستيلاء السياسي والحربي، وليست علاقة دينية بين القدس وبين اليهودية كدين .. 2- وأن علاقة داود وسليمان وكل العبرانيين بالقدسوفلسطين كانت علاقة عارضة وطارئة وسريعة الزوال، لم تدم أكثر من 415عاماً فقط بالنسبة لعمر مدينة القدس، الذي يبلغ الآن ستة آلاف عام منذ أسسها( اليبوسيون أجداد العرب الفلسطينيين) .. وقس على ذلك مثلا، لقد أقام( الإسكندر الأكبر المقدوني )في مصر وغيرها من بلاد الشرق مدناً ومعابد وإمبراطورية دام حكمها وحكم خلفائه فيها قرابة العشرة قرون – فهل يرتب ذلك للشعب المقدوني أو الإغريقي أو الروماني – حقوقاً وطنية، وسيادية، وسياسية – في مصر والمشرق؟! ** وهذا المعبد والهيكل المزعوم الذي بناه سليمان عليه السلام – وقد دمره البابليون مع مملكة يهوذا قبل الميلاد، هل حقاً ما يدعيه اليهود أن المسجد الأقصى قد بني على أنقاضه؟... فمع تكثيف البحث والتنقيب لم يجدوا له أدنى أثر على الإطلاق... ولقد حكمت اللجنة الملكية البريطانية سنة 1929م بأن ما يسميه اليهود( حائط المبكى )هو (حائط البراق) ومعراج رسول الإسلام وهو جزء من المسجد الأقصى ثالث الحرمين، ولا علاقة له بهيكل سليمان!! .... إذن بالمنطق والتفنيد الموضوعي، أين هي العلاقة بين الديانة اليهودية وشريعة موسى عليه السلام، وبين القدسوفلسطين العربية؟! ** نعم: إنه مخطط (صهيو- صليبي) دنيئ هدفه الأساسي الهيمنة والوصول التدريجي لاحتلال مصر؛ لأن نبي اليهودية ولد ونشأ وعاش ومات ودفن فيها، وتوراة اليهودية وشريعتها ووحيها قد نزلت فيها... وتم زرع الكيان الصهيوني الغريب في قلب العالم العربي بمؤامرة دولية دبرها الغرب بقيادة كل من بريطانيا وفرنسا، ثم تولت قيادتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتم ذلك دون أدنى حق ديني أو تاريخي أو عرقي أو لغوي أو قانوني، وقام الغرب بدعم هذا الكيان بالمال والسلاح، وبالدفاع عن جرائمه غير الإنسانية وغير الأخلاقية أمام جميع المحافل الدولية، وبتمكينه من القضاء التدريجي على الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يتعرض كل يوم للقتل والتنكيل والاعتقال والدمار، ** لتبقى هذه الدولة اللقيطة( إسرائيل )مصدراً لاستنزاف أرواح وأموال وطاقات أبناء المنطقة العربية، حتى تربكها وتحول دون نموها وتقدمها؛ لتظل وسيلة ضغط في يد أعداء الإسلام، وموطئ قدم لهم للانطلاق منه من أجل تأديب كل من يعتبرونه خارجاً على أوامرهم، وتبقى إسرائيل من أجل الحيلولة دون أي توحد لدول المنطقة أو أي تعاون حقيقي بين حكوماتها، ومن أجل إثارة الفتن والقلاقل التي تمكن الغرب من استنزاف ثروات المنطقة العربية بالكامل، وتبقى مصدراً من مصادر التدمير لأبناء وبنات المنطقة بما تصدره إليهم من مفاسد فكرية وسلوكية وأخلاقية مثل دعوات إدمان الخمور والمخدرات، والشذوذ، والإلحاد، والتغريب، وإفساد الكيان الإسلامي بالكامل، ** وللأسف الشديد: بحيلة خبيثة تم استدراج مصر وهي أكبر دولة عربية إلى توقيع اتفاقية الذل والمهانة (كامب ديفد) التي نتج عنها الاعتراف بهذا الكيان الصهيوني الغاصب، مما شجع العديد من الدول العربية والمسلمة على الاعتراف سراً أو جهراً بهذا الكيان الصهيوني المعتدي على البلاد الإسلامية، بل وإقامة علاقات ودية ودبلوماسية واقتصادية معه، في مخالفة واضحة لأوامر الله تعالى، قال:" لتجدن أشد الناس عداوة للذين ءامنوا اليهود والذين أشركوا" [المائدة:82]، وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: ( إذا ديس شبر من أرض المسلمين فالجهاد فريضة)... إذن لن تقوم للعرب قائمة حتى يعوا دلالة هذا الحديث الشريف، ويحققوا الوحدة الإسلامية، ويوحدوا صفهم وكلمتهم، ويخططوا لخوض المعركة الفاصلة بيننا وبين اليهود، والتي قال عنها رسول الله صل الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود" [ صحيح مسلم ].