الانتفاضة الثالثة..هل بدأت!، بات هذا السؤال الأكثر تناولاً بالنقاش والتحليل عبر الإعلام الفلسطيني والإسرائيلي على حد السواء ، خاصة في ظل انسداد الأفق السياسي وفشل المفاوضات السلمية في إيجاد حل سلمي يضع حداً لمعاناة المواطنين في الضفة الغربية التي تتعرض لحملات تنكيل واعتداءات منظمة من قبل المستوطنين على أملاك وأراضي الفلسطينيين ، فضلا عن الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك .. واستشهد أكثر من90 فلسطينيًا في فترة استئناف المفاوضات التي استمرت تسعة أشهر وانتهت قبل شهر ، فضلا عن الحصار المتواصل لقطاع غزة والقصف المتكرر له. زادت الأحداث سخونة مع استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية في إطار بحثها عن الجنود المفقودين قبل أسبوعين في الخليل، ارتقى خلالها ستة شهداء بينهم مسنة، واعتقال قرابة 600 فلسطيني بينهم نواب وقيادات حماس وأسرى محررين ، إضافة إلى تفتيش المنازل والمؤسسات. وشهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة ثلاث انتفاضات ، أولها انتفاضة الحجر عام 1987 التي استمرت حتى مجيء سلطة الحكم الذاتي عام 1993 ، ثم عادت وتجددت عام 2002 عقب تدنيس رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق “أرئيل شارون” للمسجد الأقصى في القدس ثم خمدت شعلتها بعد أحداث الانقسام بين غزة والضفة منتصف 2007وحالة التنسيق الأمني بين السلطة و”إسرائيل” لملاحقة خلايا المقاومة في الضفة. الإعلام العبري بدأ الحديث عن الانتفاضة مع تصاعد عمليات المقاومة ضد المستوطنين بشكل منفرد في نقاط التماس واشتباكات الشبان مع القوات الإسرائيلي التي تقتحم مناطق فلسطينية بشكل شبه يومي، وعملية الاختفاء الأخيرة لثلاثة مستوطنين مجندين في الجيش الإسرائيلي واتهام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحماس بالمسؤولية عن “اختطافهم”. وضع الضفة ينذر بانفجار ورغم حديث رئيس السلطة محمود عباس المتكرر أنه لن يسمح باندلاع انتفاضة اعتبرها مدمرة للشعب الفلسطيني وأكد على التنسيق الأمني مع “إسرائيل”، قالت النائب سميرة الحلايقة في رام الله إن الوضع في الضفة مظلم وضبابي، والأوضاع تتجه نحو الانفجار في وجه المحتل، وإذا ما قرّر الشعب أن ينتفض فلن ينتظر إذنناً من أحد”. وأضافت الحلايقة في تصريح صحفي حصل التقرير على نسخة عنه الخميس أن استمرار الحملة الإسرائيلية هو جزء من حملة الاستئصال التي يقوم الاحتلال ضد المقاومة وحركة حماس بشكل خاص”، مؤكدةً أن هذه الحملة هي الأضخم والأكبر، وأن هدف الحملة تخريبي وجزء من الحصار والعقاب الجماعي على الشعب الفلسطيني. وأشارت الحلايقة أن الشعب الفلسطيني في كل ليلة يخرج ليحمي نفسه وأهله ووطنه، ويخوض اشتباكات عنيفة مع المحتل ويسط الشهداء والجرحى وهذه هي مقدمة اندلاع الانتفاضة، مؤكدةً أن اندلاع الانتفاضة ليست احتمالية واردة وإنما هو حقيقة قريبة. وشددت النائب في التشريعي على أن الشعب الفلسطيني قاب قوسين أو أدني من انتفاضة عارمة في وجه المحتل؛ مستدركةً أن كثير منة مظاهر الانتفاضة لم تنقطع، والأهالي على موعد مع الانتهاكات الليلية، ولا يوجد من يحمي ظهر هذا الشعب”.في إشارة إلى عناصر أمن السلطة الذين ينسحبون فور توغل القوات الإسرائيلية. الانتفاضة انطلقت بدوره، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إن الانتفاضة انطلقت في الضفة الغربيةالمحتلة، وغزة ليست بعيدة عن صناعة الأحداث الكبيرة، مؤكدا أن القمع الإسرائيلي لن ينجح في كسر إرادة شعبنا، وتهديداته لا تخيف غزة والضفة. وأضاف هنية :”هذا الشعب العظيم الذي خرج من تحت الركام، وكسر نظرية الفلسطيني الجديد، وأثبت أن كل وسائل القمع الإسرائيلي لا يمكن لها أن تنجح في وضع حد لهذا الشعب وكسر إرادته”. وأكد هنية الذين تولى رئاسة الحكومة السابقة “أن العدو لا يستطيع وضع حد للمقاومة أو حماس في الضفة”. مطالبة بوقف التنسيق الأمني من جهته طالب الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري رئيس السلطة بضرورة وقف التنسيق الأمني فورًا من أجل وقف العدوان الإسرائيلي، لأن “إسرائيل” إذا وجدت أنها ستخسر من عدوانها أكثر مما تربح من خلال وقف التنسيق الأمني أو انهيار السلطة فإنها ستعيد النظر في العداون أو تخفف منه بدرجة كبيرة على الأقل. وحذر من انتفاضة تستهدف السلطة، بسبب التنسيق الأمني المرفوض شعبياً وفصائيلياً ، موضحا المطلوب “قف “محاربة المقاومة المسلحة واعتقال المقاومين وتصفية البنيّة التحتية لها، قبل خراب البصرة واندلاع انتفاضة تستهدفها، فالسلطة التي لن يحميها من شعبها عشرات الآلاف من أفراد الأجهزة الأمنيّة المسلحين والمدربين جيدًا، لأن هؤلاء لن يكونوا في النهاية إلا كما كانوا دائمًا وطنيين يقفون إلى جانب شعبهم. وأشار المصري في مقال له “ما جرى في مدينة رام الله من مهاجمة متظاهرين لمقر الشرطة احتجاجًا على التنسيق الأمني ووقوف الشرطة وأفراد الأجهزة الأمنيّة مكتوفي اليدين، بينما تعيث القوات الإسرائيليّة فسادًا وتخريبًا في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينيّة، وسط حملة تفتيش واعتقالات طالت العشرات من الشرطة وأفراد الأجهزة الأمنيّة، وبعد سلسلة من إجراءات قمع السلطة للصحفيين والمتظاهرين التي شهدناها في أكثر من مدينة فلسطينيّة، ما أدى إلى تنظيم احتجاجات أكبر، ومن خلال وسائل الاتصال الاجتماعي تدين السلطة والتنسيق الأمني المستمر، كما أعلن الرئيس بعظمة لسانه”. وشدد “لا بد من إتباع مسار جديد في ظل استمرار الاحتلال وتعميقه وتوسيع الاستيطان وتدنيس المقدسات واعتداءات المستوطنين اليوميّة واعتقال آلاف الفلسطينيين، العديد منهم من دون محاكمة، وحصار قطاع غزة، واستشهاد 90 فلسطينيًا في فترة استئناف المفاوضات، وإلى رفض إطلاق الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، بالرغم من أن القيادة الفلسطينيّة دفعت الثمن مقدمًا من خلال استئناف المفاوضات وفق الشروط الإسرائيليّة وتجميد التوجه نحو الأممالمتحدة لمدة تسعة أشهر”. ونبه إلى أنه “إذا فقدت السلطة المصداقيّة والشرعيّة الشعبيّة والوطنيّة والقدرة على تمثيل الفلسطينيين، فأول من سيتخلى عنها الاحتلال الذي لا يحتاج طويلًا لقيادة ليس لها تأثير على شعبها. المصدر: الصفوة