ترسو ولأول مرة في ميناء عسقلان الإسرائيلي يوم الجمعة , ناقلة النفط SCF Altai التي تحمل حمولة من النفط الخام القادم من كردستان العراق ، على الرغم من تهديدات بغداد باتخاذ تدابير قانونية اتجاه أي جهة تقدم على شراء ذلك النفط. وقد ذكر مصدر في ميناء عسقلان أن ناقلة النفط وصلت صباح الجمعة وبدأت في تفريغ حمولتها من النفط الكردي بحلول المساء. فيما رفضت سلطات الميناء التعليق على الأمر. وتسعى حكومة إقليم كردستان إلى تأمين استقلالها المالي عن حكومة بغداد المركزية؛ بسبب الحرب الطاحنة التي تمزق العراق حاليًا. إلا أن خط التصدير الجديد الذي يصل إلى ميناء جيهان التركي، المصمم لتجاوز نظام خطوط التصدير التابع للحكومة المركزية، قد خلق صراعًا حادًا على حقوق بيع النفط بين الحكومة المركزية والأكراد. ومن المعلوم أن الولاياتالمتحدة – أقرب الحلفاء إلى إسرائيل – لا تدعم عمليات البيع المستقلة للنفط من جانب إقليم كردستان وحذرت المشترين المحتملين من قبول مثل تلك الحمولات. إلا أن قادة إسرائيل قد انتابهم القلق مؤخرًا بسبب علامات تقارب محتمل بين واشنطن وطهران. ويقول مسئولون أن إسرائيل كانت حريصة على بناء علاقات طيبة مع الأكراد، على أمل توسيع شبكة علاقاتها الدبلوماسية المحدودة في الشرق الأوسط وتوسيع خيارات إمداد الطاقة الخاصة بها. لم يكن واضحًا ما إذا كان النفط الخام قد تم بيعه إلى مصفاة تكرير محلية أم جرى تفريغ الحمولة في أحد المخازن. وقد صرح متحدث باسم وزارة الطاقة الإسرائيلية “لا نبدي أي تعليقات على مصدر النفط المستورد من طرف مصافي التكرير الخاصة في إسرائيل”. لا تزال أول ناقلة نفط محملة بالنفط الكردي بلا مأوى بعد شحنها في مايو المنصرم. فبعد أن أبحرت نحو الولاياتالمتحدة، حولت وجهتها صوب مصفاة المحمدي في المغرب حيث رفضت السلطات المحلية السماح لها بتفريغ حمولتها. كما وصلت ناقلة ثانية إلى ميناء جيهان التركي محملة بالنفط عبر خط التصدير الكردي الأسبوع الماضي. ثم فرغت حمولتها قرب مالطا في الناقلة SCF Altai خلال الفترة بين 14- 16 يونيو الجاري. كما وصلت ناقلة ثالثة تحمل مليون برميل نفط إلى ميناء جيهان يوم الجمعة حسب تصريح مصدر من وزارة الطاقة التركية. وقد ذكرت مصادر عدة أن الناقلة United Emblem التي فرغت الحمولة الثانية، قد عادت إلى ميناء جيهان لجلب حمولة ثالثة. كانت مصافي النفط الإسرائيلية قد تسلمت النفط الخام التركي من قبل ولكن بشحنات صغيرة، وكان يجري شحنها عبر الموانئ التركية، بينما كان يجري تخزين بعضها. اللافت للنظر أن إسرائيل ليس لديها ما تخسره من هذه المخاطرة وذلك لأنها لم توقع عقودًا لاستيراد شحنات النفط العراقي؛ بسبب مقاطعة العراق لدولة إسرائيل. وقد حذرت إيطاليا المتاجرين من المخاطر القانونية من استيراد النفط العراقي. يذكر أن خط التصدير الكردي يقوم بتصدير نحو 120000 برميل يوميًا إلى ميناء جيهان التركي، وتهدف وزارة الموارد الطبيعية التابعة للإقليم إلى رفع الكميات المصدرة حتى تبلغ 400000 برميل يوميًا بنهاية العام الجاري.