قالت صحيفة "هآرتس" إنَّ مصر نشرت مؤخرًا كتيبة من جنود المشاة في طابا بهدف حماية الطائرات الإسرائيلية المدنية في إيلات من الصواريخ التي يتم إطلاقها من المنطقة الملاصقة للحدود مع إسرائيل. وأضافت: "نشرت مصر مؤخرًا كتيبة مشاة جديدة في منطقة طابا بسيناء، جنوب إيلات. وقالت مصادر مصرية إن نشر الكتيبة جاء بالتنسيق مع إسرائيل، بهدف إحباط محاولات إطلاق النيران من قبل التنظيمات الإرهابية الجهادية من سيناء لإيلات ومحاولات محتملة لضرب الطيران المدني بإيلات". المحلل العسكري للصحفة "عاموس هرئيل" قال: "توطَد التنسيق الأمني بين إسرائيل ومصر للغاية خلال العام الأخير، تحديدًا منذ الانقلاب العسكري في يوليو من العام الماضي، الذي جاء بالجنرال السيسي إلى سدة الحكم". وتابع: "صعدت مصر من كفاحها ضد التنظيمات الإرهابية الجهادية بسيناء، وأغلقت غالبية أنفاق التهريب من سيناء لقطاع غزة عبر رفح. تلك الخطوتان قوبلا بالمديح من إسرائيل، التي تواصل إقامة علاقات وطيدة مع مصر بعيدًا عن الأنظار". "هرئيل" أشار إلى أنَّ إسرائيل وافقت في عدة مناسبات خلال الأعوام الماضية، على نشر محدود لقوات الجيش والشرطة المصرية بسيناء بهدف محاربة الإرهاب الجهادي، رغم أنَّ ذلك يخالف الملحق الأمني لمعاهدة السلام بين الدولتين الموقعة عام 1979، لافتًا إلى أنَّ عملية الانتشار الأخيرة غير مسبوقة، لقربها الكبير من منطقة الحدود مع إسرائيل. وترتبط الموافقة الإسرائيلية على ما يبدو والكلام ل "هرئيل"- بمستوى التهديد الذي تمثله العمليات الجهادية على مقربة من الحدود. منذ إسقاط نظام حسني مبارك بداية 2011، تزايدت محاولات العمليات من سيناء ضد أهداف إسرائيلية. وإلى جانب عمليتي اختراق للأراضي الإسرائيلية (في عين نتافيم أغسطس 2011 وبالقرب من كرم أبو سالم في أغسطس 2012)، حيث قتل ثمانية إسرائيليين في الأولى، تم إطلاق صواريخ في عدة مناسبات تجاه إيلات، وفي إحدى المرات أيضًا تجاه قواعد عسكرية في النقب، لكن لم تكن هناك خسائر في الأرواح. واعتبر "هرئيل" أنَّ القلق المصري تزايد بعد عملية وقعت في يناير الماضي، أسقط فيها متشددون إسلاميون من التنظيم الإرهابي الأكبر بسيناء "أنصار بيت المقدس" مروحية عسكرية وقتل خمسة جنود. وأظهر الفصح أنَّ الصاروخ المضاد للطائرات الذي أطلقه ناشطو الإرهاب كان من طراز إس- اي- 7 المتقدم نسبيًا، والقادر أيضًا على تهديد طائرات إسرائيلية. وعلى هذه الخلفية في الغالب تقرر تعزيز الوجود المصري في منطقة الحدود بالقرب من إيلات بموافقة إسرائيل، وفقًا للمحلل العسكري الإسرائيلي.