قال المحلل العسكري الإسرائيلي" روني بن يشاي" إن الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي فعل الصواب بعدم دعوته شمعون بيريز وبنيامين نتنياهو لحضور حفل تنصيبه، لأن ذلك كان ليضر بموقفه، مشددًا على ضرورة أن تساعد إسرائيل بهدوء النظام الجديد في مصر، وأن يعمل نظام السيسي بهدوء أيضًا لأجل مصالحه، التي تخدم أيضًا إسرائيل. وأضاف في مقال بصحيفة" يديعوت أحرونوت": طالما لم تستقر الأمور في مصر، وفي العالم العربي كله، يجب ألا تلفت إسرائيل الأنظار سياسيًا وإعلاميًا فيما يتعلق بعلاقاتها مع القاهرة. يجب تنفيذ ذلك ليس فقط مع النظام الجديد في مصر بل في علاقاتها بكل دول المنطقة، التي يتحدث بعضها معنا من تحت الطاولة".
المحلل المخضرم قال إن "على إسرائيل أن تكون منفتحة لاستغلال الفرص التي تمخض عنها "الربيع العربي"، وذلك لتنمية وتطوير علاقات جيدة مع الجيران، وفي نفس الوقت عليها ألا تكون متجانسة أكثر مما يجب مع دولة بعينها".
ولفت إلى أن " علاقة واضحة أكثر من اللازم خلال الوضع الراهن بين القدس ونظام أو عنصر عربي نسعى لإقامة بنية من التفاهمات والتعاون معه من الممكن أن تدمر العملية بأسرها". مشيرًا إلى أن التقارب الإسرائيلي مع أي دولة عربية سوف يضر إسرائيل على الساحة الدولية والإقليمية، طالما لم ينقشع غبار الهزات في المنطقة في إشارة إلى ثورات الربيع العربي.
"يجب أيضًا أن نذكر أنه في هذا العالم صديق عدوي هو عدوي اللدود، لذلك لا يجب أن نضر بمصداقية المصريين من خلال علاقات وطيدة، وبارزة أكثر من اللازم مع النظام العسكري الذي يقف السيسي على رأسه. علينا أن نذكر أن المصريين يجب أن يحافظوا على موقعهم كمنسق نزيه فيما يتعلق بغزة وكمقاتل من أجل المصلحة المصرية ضد الجهاديين والجماعات غير المشروعة بسيناء".
واستطرد" بن يشاي" قائلا: "يجب أيضا اعتبار مصر عنصرًا يرسخ الاستقرار بالمنطقة، وهو ما يساعدنا، لأن مصر معنية بالحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل وذلك للاستمرار في علاقاتها الجيدة مع الولاياتالمتحدة والحصول على مساعدات".
" كذلك فيما يتعلق بالعلاقات مع السعودية، فمن مصلحة إسرائيل أن يتغلب النظام الحالي في مصر على المشاكل الاقتصادية في بلاده وأن يعيد مصر إلى موقع الزعامة بالعالم العربي. لكن إسرائيل ليست بحاجة، كما يوصي وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان، لأن تعلن الدول العربية علانية عن علاقاتها الوطيدة مع إسرائيل".
محلل" يديعوت" لخص الأسباب وراء ضرورة الحفاظ على العلاقة سرًا مع نظام السيسي بالقول:" في أعقاب الهزات العربية حدث بالفعل شراكة مصالح هادئة بين إسرائيل والأردن والسعودية ومصر، لكننا لا يجب أن نصرخ بذلك على الملأ. لماذا؟ لأن هناك احتمال أيضا أن يواصل الاقتصاد المصري الانهيار، وقتها سوف يتجه غضب الملايين ضد إسرائيل وربما أيضا يضطر الجيش المصري للعمل".
وزاد بالقول:" لذلك فمن الأفضل أن تساعد إسرائيل في هدوء النظام الجديد في مصر، وأن يعمل هو في هدوء لأجل مصالحه، التي تخدم أيضا إسرائيل".
" بن يشاي" اعتبر أن هذا التطور يلزم إسرائيل بتغيير استراتيجية الأمن الخاصة بها، القائمة على الردع والإنذار والحسم، على أن تلعب الشراكة الهادئة مع دول المنطقة دورًا فيها.
واختتم بالقول إن النظام الجديد في القاهرة يمثل بالنسبة لإسرائيل " حالة نادرة" حيث تحمل تل أبيب لأجله " تذكرة الدخول" لواشنطن والحصول على المساعدات الاقتصادية والعسكرية، فيما يحمل النظام الجديد في مصر بيده مفتاح الهدوء على الحدود الغربية لإسرائيل.