توصلت مصر إلى اتفاق مع حركة حماس حول خارطة طريق لإنهاء الانقسام الحالي على الساحة الفلسطينية ولكن قادة الحركة يحذرون من الإفراط في التفاؤل ويؤكدون أن "الشيطان يكمن في التفاصيل". وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن هناك بوادر إيجابية من محادثات الفصائل الفلسطينية التي تجرى بوساطة مصرية. وأوضح في ختام زيارة للهند أمس أنه سيتم اتخاذ قرار بشأن الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية بعد صياغة اقتراح عربي يستند إلى المحادثات التي تقوم فيها مصر بدور الوسيط. وذكر عباس أنه من المتوقع أن يكون المقترح جاهزا بنهاية أكتوبر الجاري أو مطلع نوفمبر المقبل. وأضاف عباس أنه وفقا للقانون الأساسي فإنه يجب إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في وقت واحد. وأكد القيادي في حماس محمود الزهار أنه تم التوصل إلى "اتفاق مبدئي" خلال اللقاء الذي عقده وفد الحركة أول من أمس مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان على القضايا التي ينبغي التوصل إلى تفاهم نهائي بشأنها بين فتح وحماس وعلى آلية لإنجاز هذا الاتفاق وتطبيقه على الأرض في مدى زمني يراوح بين ستة وتسعة أشهر. وقال الزهار إنه "تم الاتفاق على عقد لقاء ثنائي بين فتح وحماس في القاهرة في 25 أكتوبر" وعلى جدول أعماله الذي يتضمن حسم الخلافات بين فتح وحماس حول مجموعة من النقاط هي تشكيل حكومة وفاق وطني وإعادة تشكيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة تشكيل الأجهزة الأمنية الفلسطينية بمساعدة خبراء عرب يتولون التدريب والتنسيق". وأضاف الزهار أنه "كان مطروحا ثلاثة أشكال للحكومة: حكومة وحدة وطنية أو حكومة وفاق وطني أو حكومة تكنوقراط، موضحا أنه "تم الاتفاق على حكومة وفاق وطني أي حكومة يكون فيها تمثيل فصائلي إلى جانب شخصيات مستقلة ومهنية". وأكد أنه تم الاتفاق كذلك على "آلية" لبحث هذه النقاط "والتوصل إلى اتفاق تفصيلي حولها". وردا على سؤال حول المدى الزمني المفترض لإنجاز هذه الخطة، قال الزهار إن "تقديرات المصريين هي أن يستغرق ذلك من ستة أشهر إلى تسعة أشهر". ولم يوضح إن كان يفترض إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة في الأراضي الفلسطينية في نهاية هذه الفترة واعتبر أن "المهم الآن هو إعادة الأمور إلى ما كانت عليه ووحدة الموقف السياسي ووحدة الجغرافيا" في إشارة إلى ضرورة توحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة. وقلل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه من أهمية توافق حركة حماس مع المسئولين المصريين على تشكيل لجان لبحث تحقيق المصالحة الفلسطينية. وقال إن "طرح حماس لتشكيل لجان محاولة لتمييع وقتل للقضايا أكثر فأكثر". وأضاف "الموضوعات التي جرى بحثها مع وفد حماس لا تشير إلى تحقيق تقدم في جهود الحوار". بالمقابل قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب إن حركته "تنظر بكل جدية لإنجاح الحوار الوطني الفلسطيني" الجاري برعاية مصرية وعربية. وشدد حبيب على أن المخرج الوحيد من الأزمة الفلسطينية الداخلية والانقسام الحاصل " لن يتم إلا عبر الحوار الوطني الشامل بحيث يكون كل طرف مسؤولا في إنجاح الحوار".