انتظروا مفاجأه الموجة الثالثة ... فضحنا 100 من ضباط التعذيب.. وسنظل صامدون في انتفاضتنا الثورية رغم مفاوضات مساعدي وزير الداخلية لوقفها فلا مساومة ولا تراجع". ".
بسم الله الرحمن الرحيم "هنا سجون تل أبيب".. صرخة مدوية تحمل أنَّات المعذبين في أقبية السجون، وأحلام الشهداء الذين ارتقوا داخل سلخانات التعذيب، ومعاناة أسر المعتقلين الذين يعانون الويلات ويواجهون الصعاب من أجل رؤية ذويهم ولو لدقائق معدودة.. صرخة مدوية انطلقت في الموجة الثانية من انتفاضة السجون لتوقظ ضمير العالم.. انطلقت لتذكر الجميع أن المطالبة بالحرية ليست إرهابًا.. وأن سجون مصر يقبع بها قرابة 25 ألف معتقل سياسي، بما يمثل أكثر من ضعف عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأن أكثر من 500 طفل في سجون مصر بدون أي تهم حقيقية، بما يمثل 3 أضعاف عدد الأطفال الفلسطينيين المحتجزين في سجون الاحتلال الصهيوني، وأكثر من 700 امرأة في سجون مصر، بما يمثل أكثر من 25 ضعفًا لعدد النساء الفلسطينيات المحتجزات في سجون الاحتلال الصهيوني، في مشهد مأساوي يكشف الوجه الدميم للانقلاب العسكري في مصر، والذي فاقت جرائمه مجازر جيش الاحتلال الصهيوني، بما يؤسس لنازية جديدة ضاربًا بكل مواثيق حقوق الإنسان عرض الحائط، لينكشف العالم أجمع أمام نفسه، وتظهر حقيقة الادعاءات الزائفة بحماية المجتمع الدولي لحقوق الانسان بكل الدول.
أيها الأحرار خلف القضبان .. لقد سطرنا بنضالنا الثوري خلف القضبان، ومن داخل الزنازين صفحة جديدة سيذكرها التاريخ وستتدارسها الأجيال، عن صمود ثوري منقطع النظير داخل السجون رغم حفلات التعذيب الجماعية التي أدت لارتقاء شهيدين خلال الانتفاضة، ورغم الترهيب الشديد والتضييق، لقد أثبتنا للعالم أجمع بإضرابنا عن الطعام وامتناعنا عن المثول أمام جهات التحقيق، وامتناعنا عن الزيارات، والهتاف المتواصل ليل نهار من داخل العنابر والزنازين ضد السفاح والجلادين، أننا رجالا، لا نقبل المقايضة على حرية وطننا، ولا على كرامتنا، فنصنع بصمودنا كرامة هذا الوطن، ونرفع بثباتنا راية الحرية خفاقة في وجه الانقلابيين، وأصبح المعتقلون رقمًا جديدًا مُضافًا في معادلة الصراع بين الثورة والانقلاب العسكري، يكشف حقيقة الانقلاب أمام العالم، ويحرمه من أي تعاطف أو شرعية دولية.
إلى العالم وللتاريخ لقد شارك 80% من المعتقلين في سجون مصر في الموجة الثانية من انتفاضة السجون، حيث بلغ عدد المضربين عن الطعام 19700 معتقل، فيما امتنع عن المثول أمام جهات التحقيق منذ 30 مايو وحتى اليوم 5 يونيو 3114 معتقل، فيما أجبرت سلطات الانقلاب 751 معتقل على المثول أمام النيابة والمحاكم باستخدام العنف المفرط، ما دفعهم لإثبات وقائع الإجبار في محاضر التحقيق وعدم اعترافهم بجهات التحقيق من الأساس، كما هتف المعتقلون من داخل 113 مقر احتجاز موزعة على 20 محافظة في مصر، وفضحنا أسماء 100 من الضباط المتورطين في ملف التعذيب داخل السجون، تمهيدًا لمحاكمتهم محاكمات ثورية عقب سقوط الانقلاب، وحصارهم الآن داخليًّا وخارجيًّا.
كما شهدت انتفاضة السجون تفاعلاً باهرًا في الشارع المصري، فانطلقت 169 فعالية بجميع ربوع الوطن تضامنا مع المعتقلين، فيما أعلنت 6790 أسرة من أسر المعتقلين الإضراب عن الطعام خارج الأسوار تضامنًا مع الانتفاضة بإجمالي 57715 فرد، فيما نظم الأحرار فعاليات إحتجاجية تضامنًا مع انتفاضة السجون في عدد من عواصم العالم منها وقفة احتجاجية إمام السفارة المصرية في لندن، وفعالية احتجاجية بنيويورك، وفعالية احتجاجية أمام السفارة المصرية في السويد، كما أعلن عدد من رموز العمل الوطني في مصر، فضلا عن الأحرار بمختلف أنحاء العالم تضامنهم مع الانتفاضة.
لا تفاوض.. لا تراجع لقد واجهت سلطات الانقلاب العسكري في مصر انتفاضة السجون بشكل وحشي وقمعي غير مسبوق، فبدأت حفلات التعذيب للمعتقلين بعدد من السجون على رأسها وادي النطرون وشبين الكوم قبل أن تبدأ فعاليات الانتفاضة من الأساس، وبمجرد الإعلان عن نية المعتقلين بدء الموجة الثانية من الانتفاضة، فيما انتشرت حفلات التعذيب بجميع السجون خلال أسبوع الانتفاضة، الأمر الذي أسفر عن ارتقاء الشهيدين البطلين محمد عبد الله "سجن وادي النطرون" وجمال مصطفى "سجن طرة" نتيجة للتعذيب والتضييق داخل السجون، فيما تم تغريب مئات المعتقلين من سجن إلى آخر وتمت مصادرة المتعلقات الشخصية لأكثر من 7 آلاف معتقل في كافة السجون، وتوزيع المضربين عن الطعام على الزنازين الانفرادية، ومنع الرعاية الطبية عنهم الأمر الذي أدَّى إلى تدهور الحالة الصحية ل90 سجين ممن تجاوزوا 50 عام، إلا أن المعتقلين ظلوا صامدين داخل الزنازين، لم تقل عزيمتهم، ولم تلين إرادتهم، وهو ما دفع مساعدو وزير الداخلية لمحاولة التفاوض مع عدد من قيادات الحركة الوطنية من المعتقلين داخل السجون لوقف فعاليات الانتفاضة مقابل تحسين الأوضاع داخل السجون، وبدء الإفراج عن الأطفال وبعض كبار السن، إلا أنهم تناسوا أن الثورة المندفعة لا تقبل التفاوض، وأن الانتفاضة الصارخة لا تتراجع، وأن أحدا لا يملك أن يوقف اندفاع الثورة، ولا يطفئ جذوتها إلا الثوار أنفسهم، فلن يتراجع المنتفضون في السجون عن مطالبهم، ولن يقايضوا على حرية الوطن ولا كرامته.
مطالبنا لقد أعلن الثائرون خلف القبضان 6 مطالب رئيسية، لا تقبل التفاوض، ولا يتراجع عنها ابدًا وهي: 1- إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين الذين تم القبض عليهم عقب الانقلاب العسكري. 2- إسقاط جميع الأحكام الصادرة بحق أنصار الشرعية. 3- وقف جميع أنواع التعذيب بجميع مقار الاحتجاز وخضوع كافة أماكن الاحتجاز للإشراف الدولي. 4- وقف حملات الاعتقال العشوائي وتلفيق الاتهامات. 5- تقديم المتورطين من ميلشيات الانقلاب العسكري في قتل المعتقلين وتعذيبهم إلى المحاكمة الثورية. 6- إحالة جميع القضاة المشاركين في المحاكمات الهزلية لأنصار الشرعية للتحقيق والصلاحية.
إن الأحرار القابعين خلف الأسوار يعلنون أنه لا توجد قوة على وجه الأرض تستطع أن توقف مسيرتهم الثورية، أو تجبرهم على التراجع عن مسارهم الذي ارتضوه بإرادتهم حتى تتحقق مطالبهم كاملة، ولن يقبلوا بأي تفاوض أو مساومات مهما كانت الإغراءات ومهما كانت التهديدات والعقبات، فسنظل أبدًا ودائمًًا رجالاً لا نقبل بالظلم والاستبداد، ولا نتعايش مع الظلم والقهر، ولن نخضع لظالم، ولن نركع لطاغية، وسنرفع رؤوسنا التي لا نحنيها إلا لله.
إن الثائرون خلف القضبان، يعلنون عن موجة ثورية ثالثة في حال عدم الاستجابة لمطالب اللجنة العليا للإنتفاضة، فلا مساومة ولا تراجع، وسنبدأ موجة ثالثة مفاجئة من الانتفاضة تبهر العالم أجمع، فستكون مفاجئة في توقيتها، وستكون مفاجئة في فعاليتها، التي ستشمل 9 مراحل تصعيدية غير مسبوقة.
الله .. الوطن .. الثورة
اللجنة العليا لانتفاضة السجون (الموجة الثانية- البيان الختامي) 6 يونيو 2014