أدانت "الجماعة الإسلامية" بشدة عملية خطف السياح في إحدى المناطق النائية بالقرب من الحدود المصرية السودانية، ووصفتها بأنها "جريمة لا يبررها هدف سياسي أو طلب فدية مالية أو أي دوافع دينية"، رغم إشارتها إلى أنه من السابق لأوانه تحديد الجهة التي تقف وراءها والأهداف التي تسعي لتحقيقها. وأضافت في البيان الصادر عنها أن الإسلام منع بشكل قاطع استهداف الأبرياء حتى لو كانوا مخالفين له في الدين والعقيدة، مدللة بقوله تعالي "وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"، موضحة أن ذات الآية تقرر ألا يُضار بريء من أجل تحقيق مصلحة دينية أو دنيوية، أو للضغط على أي جهة أخري لتحقيق مكاسب سياسية. وكان خاطفون ملثمون احتجزوا الرهائن وهم خمسة إيطاليين وخمسة ألمان وروماني وثمانية مصريين خلال رحلة صحراوية قرب الحدود المشتركة بين مصر والسودان وليبيا يوم الجمعة الماضية ويعتقد أن الخاطفين نقلوهم إلى خارج مصر. وقالت الجماعة إن الخاطفين يستحقون جراء فعلتهم العقوبة التي يوجبها الإسلام، وهي حد الحرابة، مشيرة إلى أن الإسلام اعتبر كل من أخاف الأبرياء وقطع عليهم الطريق للحصول على فدية أو مال مُحاربًا لله ورسوله يستحق عقوبة قطاع الطريق، لقوله تعالى "إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ". وشدد البيان على حرمة المساس بالمدنيين الأبرياء الذين يقصدون البلاد للسياحة، لأنهم قد أمنوا على أنفسهم وأموالهم عند دخولهم البلاد من خلال الحصول على تأشيرة الدخول التي تعد بمثابة تأمين لهم من العدوان عليهم، ومن ثم فإن من اعتدى عليهم بعد حصولهم على مثل هذا الأمان يعد معتديًا آثمًا. ولم تتبن جهة حتى الآن المسئولية عن العملية، في الوقت الذي طالبت فيه "الجماعة الإسلامية"، كافة المنابر الإعلامية والمحللين ألا يسارعوا بإلقاء الاتهامات جزافًا على أحد قبل أن تتبين الحقائق المتعلقة بتفاصيل هذه العملية كي لا يصيبوا قومًا بجهالة بدون ذنب أو جريرة اقترفوها. وأوضحت أنها سعدت بالأنباء التي ترددت عن إطلاق سراح هؤلاء السياح وعدم إصابتهم بأذى ودون أي مشاكل، وأن هذا من حسن السياسة في هذه الأمور التي تحتاج إلي ضبط للنفس مع المعالجة الحكيمة لهذه القضايا حتى لا تراق الدماء فيها.