أعفت وزارة البحث العلمي بولاية شمال الراين الألمانية المستشرق "سفين كاليش" من منصبه كمدير لمعهد تأهيل معلمي الدين الإسلامي، بعد تشكيكه بالوجود التاريخي للرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم. وأحدث كاليش جدلاً إعلاميًا وأكاديميًا حادًا، بعد أن زعم في تصريحات نشرتها صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" عدم وجود أدلة تاريخية تؤكد وجود الرسول عليه الصلاة والسلام أو ثبوت القرآن الكريم، على حد افترائه. وأكد متحدث باسم الوزارة صحة ما ذكرته صحيفة دي فيلت عن إعفاء كاليش، مع إبقائه في منصب مدير مركز الدراسات الدينية التابع لجامعة مونستر. وأثارت آراء كاليش غضب الأقلية المسلمة بألمانيا، وأعلن المجلس التنسيقي للمنظمات الإسلامية إنهاء تعاونه مع معهد تأهيل معلمي الدين الإسلامي بالمدارس الحكومية الألمانية. وبرر المجلس قراره بأن ما أعلنه كاليش من آراء يتناقض مع ما يؤمن به المسلمون من قواعد دينية متعارف عليها. وأوضح رئيس المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا الدكتور أيوب كوهللر أن نظرية كاليش بنيت على أسس علمية خاطئة لا يمكن للمسلمين قبولها بأي حال. وقال كوهللر: إن المنظمات الإسلامية الألمانية لا تريد تكميم فم كاليش، وبرهنت مرارًا على احترامها لحرية الرأي والبحث العلمي، غير أنها لا تستطيع نصح الطلاب المسلمين بالدراسة في معهد يرأسه شخص ينكر أصل عقيدتهم. ونوه كوهللر بأن مجلسه ومنظمات إسلامية أخرى تلقوا منذ فترة شكاوى من طلاب مسلمين بمعهد تأهيل معلمي الدين الإسلامي، عبروا فيها عن استيائهم من إنكار كاليش لبعض الأنبياء ومما يدرسه وأسلوب تدريسه وطريقة تعامله معهم. جدل استشراقي: كما أثارت أراء كاليش الجدل بين المستشرقين وعلماء الدراسات الإسلامية الألمان، وأصدر عدد من الباحثين المشاركين بالمشروع الموسوعي الكبير لدراسة القرآن الكريم والسيرة النبوية بأكاديمية برلين– براندنبورغ للعلوم بيانًا رفضوا فيه التشكيك بوجود الرسول والقرآن. من جانبه ذكر المستشرق الألماني البارز تيلمان ناجيل أن نتائج دراسته "المبنية على مصادر علمية موثقة تؤكد أن محمدا كان حقيقة تاريخية". وأشار ناجيل إلى أن الآراء التي طرحها المستشرق كاليش حول الرسول (صلى الله عليه وسلم) والقرآن الكريم تعكس رؤية موجودة في علم الاستشراق منذ ثلاثين عامًا، واعتبر أن "المسلمين عليهم الرد على هذه النظرية بأسلوب علمي لا يستند إلى آيات من سور القرآن وآراء العلماء المسلمين المعاصرين" على حد قوله.