كشف تقرير استخباراتي أمريكي، رفعت عنه السرية مؤخراً ونُشر الثلاثاء: أن غزو العراق واحتلال أفغانستان والعدوان الصهيوني على لبنان وما يقوم به الصهاينة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، كان سببا قويا في تنامي المد الجهادي ضد المخطط الصهيوأمريكي لاحتلال المنطقة العربية ومحاولة تهويدها أو تنصيرها، وأشار التقرير إلى أن مزاعم واشنطن بما يعرف الحرب على الإرهاب أفرخت تنظيمات فرعية بأجندة معاداة الولاياتالمتحدة. وكشف تقرير "تقدير الاستخبارات القومية" أن القاعدة تفتقد الإستراتيجية الدولية، إلا أن ظهور مرجح لخلايا مسلحة جديدة "سيجعل من مهام إيجاد تلك المجموعات الجهادية أكثر صعوبة."
وأضاف التقرير أن الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة لغزو العراق شكلت حافزاً للجهاديين كما أدت إلى تنامي مشاعر العداء المتأصلة للتورط الأمريكي في العالم الإسلامي وتزايد أنصار الحركة الجهادية الدولية.
ويقول إن نجاح "الجهاديين" في العراق سيؤجج المزيد من معاداة الولاياتالمتحدة وأنه "في حال تدارك فشل تلك المجموعة هناك فأننا نعتقد أن قلة من الجهاديين ستواصل القتال." ويقول تقرير "تقدير الاستخبارات القومية" إن الحرب المزعومة التي قادتها الولاياتالمتحدة بما يعرف بمكافحة الإرهاب أصابت قيادات القاعدة وعملياتها ب"أضرار خطيرة" إلا أن الحركة مازالت تمثل "خطراً داهماً على الأمن القومي والمصالح الأمريكية."
ويضيف التقرير إن المسلمين الذين يصنفون أنفسهم كجهاديين في تزايد "كمي وتوسع جغرافي.. وفي حال الاستمرار على هذا المنوال فأن التهديدات ضد المصالح الأمريكية - في الداخل والخارج - ستصبح أكثر تنوعاً مما سيؤدي إلى تصاعد الهجمات حول العالم."
ورهن التقرير الاستخباراتي توسع "الحركة الجهادية" حول العالم بخمسة عوامل هي: (1) ترسيخ الظلم ومنها استشراء الفساد وافتقاد العدالة والخوف من هيمنة الغرب (2) الجهاد في العراق(3) سرعة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم الإسلامي (4) تنامي مشاعر العداء للولايات المتحدة بين المسلمين، (5) مساعدة الكيان الصهيوني على مواصلة عملياته في فلسطين وفي عدوانه على لبنان.
ويقول التقرير إن الحل يتطلب أكثر من مجرد اعتقال زعيم تنظيم القاعدة "بل فقدان التنظيم لسلسلة من قياداته المحورية على رأسهم أسامه بن لادن وأيمن الظواهري وأبو مصعب الزرقاوي بضربات متلاحقة لتحطيم الشبكة وشرذمتها إلى مجموعات صغيرة."
ويشار أن التقرير قد أعد في إبريل الماضي وقبيل مقتل زعيم تنظيم جناح القاعدة في بلاد الرافدين في ضربة أمريكية بالعراق.
ويشير التقرير إلى وسائل أخرى لمواجهة تنامي المد الإسلامي وذلك بتعرية "الأيديولوجية المتشددة" لتلك الحركات وحث الرموز الدينية المرموقة في العالم الإسلامي على إدانة وشجب الهجمات المسلحة.
وفي هذا السياق يتطرق التقرير إلى أن إقامة حكومات تستند على الأحكام الإسلامية أو الشريعة لا تجد قبولاً بين غالبية شعوب العالم الإسلامي لذا فأن "الكشف عن أجندة "الجهاديين" السياسة سيؤدي لحدوث انقسام.
أما فيما يتعلق بدعوة رجال الدين إلى إدانة العمليات المسلحة، فيقول التقرير إن شجبهم للعنف والدعوة لحلول سلمية "سيفقد الراديكاليين قدرة الاستثمار من تلك العمليات وحشد المزيد من الأنصار.. التوجه الإسلامي يظهر هنا كأقوى سلاح في الحرب على ما يسمى الإرهاب."