قوات أمن باكستانية تفتح النار على طائرات أمريكية انتهكت الأجواء أعلن مستشار الحكومة الباكستانية للشؤون الداخلية، الاثنين 22-9-2008، أنه كان من المقرر أن يتناول الرئيس علي زرداري ورئيس وزرائه يوسف رضا جيلاني العشاء في فندق ماريوت مساء السبت ليلة استهدفته العملية الانتحارية، غير أنهما بدلا رأيهما. وفجر انتحاري شاحنته المفخخة ب600 كلغم من المتفجرات، السبت خلال الإفطار، عند السياج الأمني للفندق الفخم في قلب العاصمة؛ ما أدى إلى تدميره وسقوط ما لا يقل عن ستين قتيلا. ويقع الفندق على مقربة من البرلمان، حيث ألقى الرئيس الجديد بعد ظهر اليوم نفسه أول خطاب له أمام النواب. وقال مستشار رئيس الوزراء للشؤون الداخلية رحمن مالك، للصحافيين، "كان من المقرر أن يقيم رئيس الجمعية الوطنية حفل عشاء في ماريوت لجميع أعضاء الحكومة ورئيس الدولة ورئيس الوزراء وقادة الجيش". وتابع أن "الرئيس ورئيس الوزراء بدلا رأيهما، وأقيم العشاء في مقر رئيس الوزراء". وقال بعد ثلاثة أيام على المأساة "لقد نجا جميع القادة من الاعتداء". وتوعدت الحكومة الباكستانية بشنِّ حملة عسكرية تستهدف معاقل المسلحين المتشددين، بينما بدأ في باكستان تشييع جنازات القتلى في التفجير الذي استهدف فندق ماريوت وسط العاصمة إسلام أباد. وقال مستشار وزارة الداخلية رحمن مالك: في التفجيرات السابقة كانت كل الطرق تؤدي إلى منطقة القبائل. إن العمليات العسكرية ستنفذ في بعض المعاقل في المنطقة القبلية الواقعة قرب الحدود مع أفغانستان. وأضاف أن جميع الطرق المؤدية إلى هذه المنطقة مغلقة حاليًا. ولم تعلن أية جهةٍ عن مسؤوليتها عن الهجوم، غير أن "مالك" أعرب عن اعتقاده بمسؤولية القاعدة أو مسلحي طالبان الباكستانيين من منطقة القبائل. وقال مالك "في التفجيرات السابقة كانت كل الطرق تؤدي إلى منطقة القبائل". وفي الوقت ذاته أكد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلانى أن الانفجار أسفر عن مصرع 53 شخصًا، بينهم السفير التشيكي وأمريكيان وفيتنامي، وإصابة أكثر من 266 آخرين. وقد أعلنت الخطوط الجوية البريطانية "بريتيش أيروايز" الاثنين تعليق كل رحلاتها إلى باكستان، وأرجع متحدثٌ باسم الشركة ذلك للمخاوف الأمنية بعد تفجير فندق ماريوت. ميدانيا، فتحت قوات الأمن الباكستانية النار على مروحيات عسكرية أمريكية انتهكت المجال الجوي الباكستاني فوق المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان، على ما أعلن مسؤولون الاثنين 22-9-2008. وقال أحد المسؤولين في أجهزة الأمن المحلية إن "قوات باكستانية أطلقت النار على مروحيتين قتاليتين أمريكيتين (..)، وأرغمتهما على العودة إلى أفغانستان". ووقع الحادث الذي لم يحدد تاريخه بشكل دقيق، قرب قرية لوارا موندي في منطقة شمال وزيرستان القبلية، حيث تواجه القوات الباكستانية مقاتلين إسلاميين من طالبان والقاعدة. وكان متحدثٌ عسكري باكستاني قد حذر من أن قوات بلاده لن تتسامح مع أية عمليات تسلل داخل الأراضي الباكستانية، وذلك بعد قيام قوات باكستانية بإطلاق النار في الهواء لمنع جنود أمريكيين من اجتياز الحدود من أفغانستان إلى إقليم وزيرستان الباكستاني. على صعيدٍ آخر يتوجه الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن المتوقع أن يلتقي بالرئيس الأمريكي جورج بوش الأسبوع القادم على هامش تلك الاجتماعات. ويأتي الاجتماع وسط توترٍ بين البلدين بسبب الهجمات التي تشنها القوات الأمريكية على المسلحين داخل الأراضي الباكستانية. فقد شهدت المنطقة الحدودية في الأسابيع الأخيرة عدة هجمات صاروخية نفذتها القوات الأمريكية من عمق الأراضي الأفغانية. وردت باكستان بغضبٍ عندما أنزلت طائرات هليكوبتر أمريكية جنودًا في وزيرستان في الثالث من الشهر الجاري، وكانت تلك المرة الأولى التي تشن فيها القوات الأمريكية هجومًا بريًا داخل الأراضي الباكستانية.