أكد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري إصرار بلاده على منع أي انتهاك لسيادتها وذلك بعد قليل من عملية تبادل إطلاق النيران على الحدود الأفغانية الباكستانية بين قوات أمريكية وأخرى باكستانية إثر إطلاق الأخيرة النار على مروحيتين أميركيتين. وقال الجيش الأميركي إن المروحيتين كانتا ضمن الأجواء الأفغانية لتأمين تغطية لدوريات تقوم بملاحقة ناشطين حين تعرضت لإطلاق نار من القوات الباكستانية، ما أدى إلى تبادل إطلاق النار بين الجانبين. وأعلن الجيش الباكستاني أن قواته أطلقت نيران تحذيرية على المروحيتين، مصرا على أنهما "كانتا تحلقان في الأجواء الباكستانية". وحذر الرئيس الباكستاني من أن بلاده لن تسمح لأصدقائها بانتهاك سيادتها، في إشارة إلى الهجمات الأميركية الأحادية الجانب على المناطق القبلية شمال غرب باكستان. وقال زرداري في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن مثل هذه الهجمات تقوي من وصفهم بالإرهابيين الذين تحاول الولاياتالمتحدة وحلفاؤها القضاء عليهم. وأكد أن بلاده ليست سببا لما سماه الإرهاب ويتعين على العالم أن يفهم ذلك، مشيرا إلى أنها كانت الأسبوع الماضي الضحية الكبرى للحرب على الإرهاب وعلى نحو دفع الباكستانيين للتساؤل عما إذا كانوا يخوضون وحدهم هذه الحرب. معالجة المشكلة في المقابل رفضت رايس التعليق على الحادث الحدودي قائلة إنها لا تعرف كامل التفاصيل لكنها قالت "ذلك يؤكد ضرورة معالجة هذه المشكلة". وأضافت "سنعمل بشكل وثيق مع حكومة باكستان المنتخبة ديمقراطيا". غير أن ناطقا باسم الخارجية الأميركية قال في وقت سابق إن واشنطن تريد تفسيرا من باكستان قائلا إن "عناصر طالبان لا يقودون مروحيات". وأضاف "لقد بدأنا اتصالات مع الباكستانيين حول هذا الأمر وبالتأكيد نريد تفسيرا". في الأثناء أعلنت الولاياتالمتحدة أنها علقت عملياتها القنصلية في باكستان نتيجة المخاوف الأمنية بعد الهجوم على فندق ماريوت في إسلام آباد. ألف قتيل على صعيد آخر، أعلن الجيش الباكستاني أن قواته قتلت أكثر من ألف مسلح يشتبه في انتمائهم للقاعدة وطالبان بينهم خمسة قادة كبار في هجومها منذ شهر قرب الحدود الأفغانية. وقال المفتش العام لفيلق الجيش المنتشر على الحدود طارق خان إن 27 جنديا أيضا قتلوا في العملية في باجور بالمنطقة القبلية الباكستانية على الحدود مع أفغانستان. وأضاف للصحفيين الذين نقلوا عبر مروحية لمشاهدة موقع العملية في باجور أن "الحصيلة الإجمالية للقتلى تتجاوز ألف ناشط". يذكر أن باجور التي تقع بمحاذاة ولاية كونار الأفغانية شهدت معارك طاحنة بين القوات الباكستانية وناشطين إسلاميين منذ انضمام إسلام آباد إلى "الحرب على الإرهاب" بقيادة الولاياتالمتحدة عام 2001. كما شهدت ضربة صاروخية كادت أن تصيب الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في يناير 2006. إحباط هجوم في سياق متصل نقلت رويترز عن الشرطة الباكستانية أن مسلحين قتلا عندما داهمت الشرطة مخبأهما في مدينة كراتشيالباكستانية. وقال مسؤول كبير بالشرطة "هناك مواجهة جارية مع المتشددين، هم استخدموا قنابل وقتل اثنان منهم". في المقابل قالت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن مسؤول أمني إن المداهمة أسفرت عن مقتل ثلاثة مسلحين كانوا يحضرون لهجوم انتحاري. وجاءت هذه العملية قبيل ساعات من وصول رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني إلى المدينة الأكبر في البلاد، لكن لم تتوفر أي دلائل على أنه كان المستهدف بالهجوم المزعوم.