لقي 12 شخصا بينهم نساء وأطفال مصرعهم كما أصيب أكثر من عشرة آخرين، في هجوم صاروخي أميركي وقع في منطقة قبلية بشمال غرب باكستان قرب الحدود مع أفغانستان. وقال مسؤول أمني إن طائرة من دون طيار أطلقت صاروخين على منزل في تول خيل بضاحية ميرنشاه كبرى مدن إقليم وزيرستان الذي يعد ملاذا لمقاتلي تنظيم القاعدة وحركة طالبان. وأكد مسؤولون محليون أن المنزل المستهدف كان مستأشجرا لمنظمة البدر الافغانية المدعومة من رئيس الوزراء الأفغاني الأسبق قلب الدين حكمتيار ويساند أنصارها مقاتلي طالبان منذ أواخر العام 2001. وعلى الفور دعت المعارضة الباكستانية إلى عقد جلسة للبرلمان لبحث تزايد الهجمات الأميركية في مناطق الحدود مع أفغانستان، واعتبرت أن الأمر بات خطيرا. ويأتي الهجوم الجديد غداة تبادل تصريحات قاسية بين واشنطن وإسلام أباد حليفتها في "الحرب على الإرهاب"، حيث هددت الأولى بمضاعفة العمليات العسكرية في المناطق القبلية الباكستانية المتاخمة لأفغانستان فيما تعهدت باكستان بمواجهتها "مهما كان الثمن". ورغم احتجاجات إسلام أباد المتكررة، كثفت القوات الأميركية في الأشهر الأخيرة إطلاق الصواريخ مستهدفة من تشتبه بأنهم من طالبان أو من القاعدة في المناطق القبلية بباكستان، لكن المدنيين كانوا في الأغلب بين الضحايا. غارات متكررة ويعد هذا الهجوم هو الرابع على شمال غرب باكستان في أسبوع وشهد مصرع 38 شخصا بينهم مدنيون، فيما شهد العام الجاري 12 هجوما من هذا النوع. من جهة أخرى نقل مراسل الجزيرة في إسلام أباد عن مصادر أمنية أن ما يزيد على 70 من مقاتلي طالبان قتلوا على يد الجيش الباكستاني الذي يشن حملة عسكرية في منطقة باجور، وذلك إثر كمين نصبه المسلحون لإحدى دورياته وأسفر عن مقتل أربعة جنود. وأوقعت المواجهات بين الجيش الباكستاني والمسلحين في الأسابيع الأخيرة أكثر من 600 قتيل وأدت إلى نزوح أكثر من 260 ألفا آخرين، علما بأن واشنطن ترى أن الجيش الباكستاني لم يبذل جهودا كافية في إطار "الحرب على الإرهاب". وفي تطور متصل بالتصعيد الميداني في المناطق القبلية المحاذية للحدود الأفغانية، قال مسؤولون باكستانيون إن مسلحين من طالبان قتلوا ثلاثة رجال قبليين بتهمة التجسس لحساب الحكومة الباكستانية قرب طريق في باجور بمنطقة تالي القبلية. اعتراف أميركي وكان الجيش الأميركي أقر بأنه لا يكسب الحرب التي يخوضها في أفغانستان منذ عدة سنوات هناك وأنه سيراجع إستراتيجيته للتركيز على ما وصفه بملاذات للمسلحين في باكستان. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الرئيس الأميركي جورج بوش وافق سرا في يوليو الماضي على السماح ولأول مرة لقوات أميركية خاصة بشن هجمات برية داخل باكستان دون موافقة الحكومة الباكستانية. لكن قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني قال في بيان شديد اللهجة إن باكستان لن تسمح بعمل أي قوات أجنبية على أراضيها، مضيفا أن بلاده ستدافع عن سيادتها وسلامة أراضيها "بأي ثمن"، ثم أكد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني تصريحات قائد الجيش وأكد أنها تعكس سياسة الحكومة ورأيها.