بعد وصلات الرقص للجميع التي أصبحت على مدخل كل لجان الانتخاب لتحديد رئيس مصر القادم، لجان في طول البلاد وعرضها تقيم الأفراح والليالي الملاح وتصطف الطوابير الطويلة التي يقف فيها الناخبين لا ليناقشوا البرنامج الانتخابي ولكن ليرقصوا على وحدة ونص!. قبل أن ترقص أنظر حولك ، دع عقلك يسافر وعيناك ترحل للبلاد الأخرى التي لا يخرج فيها الناخب قبل أن يقرأ جيدا وبعناية البرنامج الانتخابي للمرشح ويتفحصه ، يا ترى هل سيستفيد أبناؤه منه أم لا ، كيف سيواجه التعليم والصحة والبنية التحتية ومشاكل العشوائيات التي أصبحت توهن البلد التي كانت يوما إشعاع حضاري وثقافي لكل البلاد التي تجاورها. عزيزي الناخب قبل أن ترقص فكر جيدا أن صوتك ليس ورقة توضع في صندوق خشبي ثم تنصرف بعدها بهدوء إلى بيتك ، صوتك هو مستقبل الوطن وتباشير مرحلة ترفض الحضور والانسلاخ من تجاعيد عجوزة تدعي الشباب والفتوة وهي تعيش على أجهزة إنعاش لتستطيع أن تستمر في الحياة فقط، هذه الفئة التي كل همها أن تحكم بصرف النظر عن طريقة مواجهتها لكل هذه الأخطار التي يصعب حلها بكلمات الحب والوطنية التي تتغنون بها . لقد حزنت كثيرا على احدى السيدات التي تهتف أمام إحدى اللجان "سير يا سيسي وإحنا وراك مفلسين" كيف ستعشين سيدتي الناخبة وأنت مفلسة ومريضة ، فعلا كم ذا بمصر من المبكيات ،عزيزي الناخب فكر جيدا فهذا مستقبل مصر ولا تدع جلبة الموسيقى الصاخبة وأصوات الغوغائية تنسيك القضية الأم وهي الحرية ولا تنس أنك ترقص على جراح الوطن.