لم تمنعها قدماها الواهنتان من ثقل سنين العمر التي تخطو نحو المائة، واعتمادها في السير على سيدتين تسنداها، من الرقص وإطلاق الزغاريد بعد إدلائها بصوتها واطمئنانها من احتضان الصندوق لبطاقتها الانتخابية. 3 سنوات فقط يفصلن المسنة المصرية فريدة أحمد عن إتمام قرن من العمر، والتي رفضت في حديثها مع مراسل الأناضول أن تعلن عن موقفها من الدستور إلا أنها أكدت أن نزولها للتصويت دافعه "الحفاظ على مصر والسعي إلى أن يكون مستقبلها أفضل". وتابعت فريدة التي تعاني صعوبة في السمع "جيت عشان (أتيت لأجل) ربنا يعليها ما يوطيها ويحفظها" في إشارة إلى مصر، مؤكدة على أنها حريصة منذ الثورة على الإدلاء بصوتها في جميع الانتخابات والاستفتاءات. ورغم أن كبار السن يتم السماح لهم بتجاوز الطوابير الطويلة والدخول إلى لجان الاستفتاء على الدستور المصري والإدلاء بأصواتهم مراعاة لأوضاعهم الصحية، إلا أن فريدة كانت حريصة على الحضور قبل موعد فتح اللجان في الثامنة صباحاً (6 صباحا )، لتقف مستندة على سيدتين منتظرة فتح اللجان ودورها في التصويت. ولفت احتفالها بعد إدلائها بصوتها في المرحلة الثانية للاستفتاء اليوم عبر إطلاق الزغاريد والرقص أنظار الجميع، حيث بادر القاضي المشرف على اللجنة والموظفين بتهنئتها والاحتفاء بها كما دعمتها سيدات أخريات بإطلاق الزغاريد تضامنا معها . وأكد مرافقوا فريدة إلى أن حرصها على التصويت رغم كبر سنها دفعت الكثيرات من نساء بلدتها أوسيم بمحافظة الجيزة (جنوبالقاهرة) إلى الإدلاء بأصواتهن رغم عدم اهتمامهن بذلك. وتشهد لجان مدينة أوسيم البالغ عددها 8 لجان ويبلغ عدد الأصوات بها 54 ألفاً و601 ناخباً كثافة في الإقبال على التصويت، خاصة اللجان النسائية حيث تتكدس صفوف السيدات منذ ساعات الصباح الأولى. وتجري المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور اليوم في 17 محافظة تضم نحو 50% من اصوات الناخبين المصريين، فيما أسفرت النتائج غير الرسمية للمرحلة الأولى التي جرت السبت الماضي عن تأييد الدستور بنسبة 56.5% مقابل 43.5% يرفضونه.