في ذكراه نلتقي ، كان أمل دنقل أمل كل ثورة و حلم جميل لم يتحقق على أرض مصر وأراضي كل الشعوب الحالمة بالحرية. كان صوته خفيضا غير مسموع أو هكذا أرادوه ولكنه أحدث جلبة وضوضاء حرضت طوب الأرض على كل ظالم ، كان جسدا ضعيفا تتمايل به الأمراض يمينا وشمالا ولكنه كان صلدا أمامها قويا تعجب منه الأطباء كيف لهذا النحيف الدقيق أن يخرج لنا قصائد الثورة التي تغنى بها الثوار في العالم حتى أصبحت أيقونة وترانيم العشق الثوري التي تتناقلها الأجيال تباعا حفظا ونقلا والتي قالت يوما كيف "نبكي بين يدي زرقاء اليمامة" ، وأخبرتنا عن "مقتل القمر" هذا القمر الذي هام به الشعراء مدحا وحبا وأحيانا حزنا حتى أختتمها "بأوراق الغرفة رقم 8 "التي كان يقطن بها حين مرضه. عاش فقيرا ومات ملكا ، تنقل في شوراع المحروسة معبرا عن كل آهات الغلابة والبسطاء ، بشّر بأن هنالك "عهدا آتي" لا محالة ، عهد لا تمايز فيه ولا طبقات ، عهد ترتفع فيه رايات الحق والعدل بين جميع المصريين الذين كانوا يسمعون صوته المنتحب على أحلام النصر حين قال بأعلى صوته للرئيس السادات حين عقد اتفاقا للسلام مع العدو الإسرائيلي "لا تصالح ولو منحوك الذهب "لم يمت أمل دنقل لأن كلماته لم ترحل بعد فالثورة التي أشعلها لا تزال مستمرة وما تزال نيران كلماته متقدة لتحرق كل الظلم الذي شاع، سوف تبقى كلماته معنا لتحقق أحلام كل من رحلوا .