بسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحيمِ - زيورخ في الخامسَ عشرَ من مايو 2014م عزيزي البطل مجدي حسين بعدَ السّلامِ ألف شكر على هذه المقالة الممتازة. المنافقون لابدّ من فضحهم، وكشف جرائمهم. لكنّي أشعر بحزن شديد على ما وصلت إليه أخلاق المصريّين بصورة عامّة. مشكلتنا ليس في إبراهيم عيسى كشخص، بل في كون هذا الشّخص، الحثالة، يعتبر مثالًا لملايين من المصريّين الّذين يمكنهم القيام بالدّور نفسه. هو ليس حالة استثنائيّة، بل صورة كربونيّة لنموذج شائع من الشّخصيّة المصريّة في عصر الانحطاط. يهمني ذكر الملاحظات التّكميليّة التّالية: قابلت إبراهيم عيسى، وعبد اللّه كمال، وعادل حمودة، في آخر زيارة لي لمصر في سنة 1993م-1994م بدا الأوّلان وكأنهما طفلان في الحضانة. وبدا الأخير متفرعنًا، متبجحًا. الأخير يأمر، والأوّلان يطيعان، والجميع يتشدّقون أنّهم من المعارضين للحكومة. تمثيليّات قبيحة الإخراج. الملفت للنّظر هنا هو الشّخصيّة الرّخوة لإبراهيم عيسى. فعندما دعوته إلى فندقي «سميراميس» لتناول مشروبًا معي، كان يتصرّف بحياء شديد، وبتردّد، وعدم ثقة. وبدت عليه علامات الانبهار من فخامة مدخل فندق «سميراميس». وهذه هي الصّفات الّتي يشترطها الأمن، فيما يبدو، عند انتقاء العملاء. أنا صرت أتقزّز كلّما قرأت قصص هذه الحثالات. لكنّ لولا هؤلاء الرّمم والحثالات، لما تأخرت مصر قرونًا للوراء. الفقر، يا ناس، هو آفة المصريّين الكبرى. الفقر يجبر ضعفاء النّفوس على الرّكوع والاستسلام. لكن عودة إلى موضوع الدّيكتاتوريّات المجرمة، دعوني أذكر: كلّ هذه الجرائم الّتي يرتكبها مجرمو عسكر مصر، وأكثر منها، قد سبق أن ارتكبها قبلهم مجرومون آخرون في ألمانيا الهتلريّة، ثمّ ألمانيا الشّرقيّة، ثمّ مختلف ديكتاتوريّات أمريكا الجنوبيّة، وقبل ذلك في إمبراطوريّة الاتّحاد السّوفييتي. وانتهت معظم هذه الدّيكتاتوريّات نهاية دراميّة. والمطلوب منّا الآن هو دراسة هذه التّجارب، والاستفادة منها. مبدئيًّا يهمني أن أسجّل هنا حقيقة مهمّة أرجو أن تشاركوني في توضيحها للنّاس في مصر: لولا مساعدة الألمان والأمريكيّين بالذّات، لما تمكّنت عصابة عبد النّاصر من تأسيس هذه الدّيكتاتوريّة العسكريّة المقيتة في مصر سنة 1952م. فنحن نعرف أنّ جميع هؤلاء العسكر المجرمين كانوا في الأصل طلبة فاشلين، لم يحصلوا إلّا على أربعين أو خمسين في المئة في الثّانوية العامّة. ولتنظروا إلى حوستي مبارك أو هذا الأبله المدعو السّيسي: فهما لا يستطيعان تركيب جميلة مفيدة واحدة. وهذا يعني أنّ عصابة العسكر كانت، ولا تزال، أبله، وأضعف من أن تتمكّن من إدارة وحكم دولة كبيرة مثل مصر، بالنّار والحديد. هنا جاء عملاء المخابرات الألمانيّة الّذين كانوا يعملون مع هتلر، ثمّ فرّوا من ألمانيا بعد هزيمتها في الحرب سنة 1945م، وعرضوا خدماتهم على المجرم عبد النّاصر وعصابته. وفي الوقت نفسه ذكر الشّيخ الباقوري أنّ عملاء المخابرات الأمريكيّة كانوا على صلة وثيقة بعيد النّاصر. فقط بمساعدة هؤلاء الخواجات تمكّنت عصابة عبد النّاصر من وضع أسس الدّولة البوليسيّة في مصر: فأسّسوا أجهزة الأمن، والمخابرات، وزوّار الفجر، والسّجون، والمعتقلات، ولاحقًا الأمن المركزيّ، ناهيك عن تطبيق المبدأ القديم الّذي وضعه الرّومان لأيّ ديكتاتوريّة عسكريّة: «الخبز واللّعب»! فاهتمّ المجرمون بالفنون المزعومة لإلهاء الشّعب، وبالإعلام الكاذب لتضليل العباد. أمّا «الخبز»، فلم يوفّروه، بل اعتمدوا مبدأ آخر هو «جوّع كلبك، يتبعك». فلم تعد القاعدة: «الخبز واللّعب»، بل صارت: «التّجويع والتّضليل»!! كان المجرمون من أمثال صلاح نصر يذهبون إلى مختلف دول العالم، ليس لنقل العلم، بل لكي يتعلّموا فنون تضليل الشّعب، وقمعه، وترويعه. كلّ هذه المغامرات استمرّت أكثر من ستّين عامًا. وهذه مهزلة. لكنّ التّاريخ لن يسامح هؤلاء المجرمون، بل هو أعدّ لهم مزبلة خاصّة، بل محرقة خاصّة، تليق بجرائمهم وأضاليلهم. عندما يستردّ هذا الشّعب وعيه، فلابدّ أن نكشف أكاذيب إنسان تافه مثل محمّد حسنين هيكل الّذي ينبغي أن نقوم بإعدام كتبه، لأنّها ببساطة مملوءة بالأضاليل والأكاذيب والسّخافات. نريد إعادة بناء مصر على حقائق، وعلى أسس قويّة، وليس على أكاذيب، وشخصيّات هشّة من أمثال إبراهيم عيسى. مع خالص تقديري، ثابت عيد طالع مقال مجدي حسين: مجدى حسين يكتب: الوقائع الدامغة فى عمالة ابراهيم عيسى لأجهزة الأمن http://elshaab.org/thread.php?ID=110564