قال مصدر قريب من العائلة المالكة في السعودية إن ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أصبح يتدخل بصورة متزايدة في الشأن الداخلي السعودي مسبباً غضباً في أوساط بعض المسؤولين بالمملكة، إلا أن المصدر فسر تدخل بن زايد في الشأن السعودي بأنه تخوف من وصول الأمير محمد بن نايف الى الحكم في المملكة. وقال المصدر إن محمد بن زايد في قلق متزايد منذ الاطاحة بحليفه وصديقه السعودي الأمير بندر بن سلطان الذي كان رئيساً للاستخبارات وكان الآمر الناهي في المملكة قبل أن يتم الاطاحة به مؤخراً، وهو ما عزز من نفوذ محمد بن نايف. وبحسب المصدر فإن رؤية وموقف الأمير محمد بن نايف مما يجري في المنطقة تختلف عن السائد في السعودية حالياً، وتختلف تماماً عما تريده الامارات، فالأمير محمد لا يرى أن الخلاف مع قطر يجب أن يوصل الأمر إلى القطيعة، بينما يدفع كل من محمد بن زايد والأمير بندر إلى قطيعة كاملة مع دولة قطر. كما أن محمد بن نايف يعارض فكرة شن حملة اعتقالات في صفوف جماعة الاخوان واعتبارها منظمة إرهابية، وهذا ما يفسر لماذا لم يتم اعتقال ولو شخص واحد من جماعة الإخوان في السعودية منذ إعلانها منظمة إرهابية، حيث أن محمد بن نايف يرفض إصدار أوامر بهذا الصدد لأجهزته الأمنية التي يديرها. خلافات قديمة وكان الكاتب البريطاني الشهير ديفيد هيرست، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط قد أكد أن وزير الداخلية السعودي الحالي الأمير محمد بن نايف، رجل السعودية القوي حاليا، لم ولن ينس السباب والشتائم والاستهزاء الذي صدر من ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، بحق والده الأمير الراحل نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي السابق، والملقب ب”أسد السنة”. وأشار هيرست إلى برقية تسربت عبر “ويكيليكس”، وتعود الى العام 2003، يسخر فيها محمد بن زايد من الأمير نايف بن عبد العزيز في حديث دار بينه وبين دبلوماسي أمريكي، ووصف بن زايد الأمير نايف بأنه “قرد”، حيث قال للدبلوماسي الأمريكي في معرض اشارته للأمير نايف: “الآن اقتنعت بنظرية داروين التي تقول بأن الانسان يتطور من الأسفل إلى الأعلى”، قاصداً بذلك أن الأمير نايف كان يشبه القرد في تصرفاته!! وقال هيرست في مقاله إن شبح التصريح العابر الذي أدلى به محمد بن زايد لدبلوماسي أمريكي قبل 11 عاماً عاد ليطارده الآن، لأن الأمير محمد بن نايف لم ينس ذلك التصريح، ولأن حليف محمد بن زايد في السعودية وهو الأمير بندر بن سلطان بدأ يبتعد عن المشهد تدريجياً بسبب فشله الذريع في الملفات التي تولاها –بحسب تصريحات هيرست قبل الإطاحة ببندر-. وأضاف الكاتب الشهير: ” لم ولن ينسَ الأمير محمد بن نايف، ولم ولن يغفر تلك الإهانة التي لحقت بوالده الذي كان يتمتع بحنكة سياسية وحكمة نادرة وقوة بين الأمراء السعوديين “. وأكد الكاتب البريطاني الشهير في ختام مقاله الهام، أنه يستدل من الخصومات والمنافسات، ليس فقط فيما بين الدول الخليجية وإنما أيضاً فيما بين القوى المتنفذة في كل منها، على أن الوضع القائم حاليا في الشرق الأوسط لن يدوم طويلا وستكون الإمارات أول الخاسرين . المصدر: الصفوة