في خطوة تصعيدية تؤكد ما ذهب إليه العديد من المحللين عن دور محتمل لتحالف درزي مسيحي لخلق أزمة تعيد طرح الملف اللبناني على أسس جديدة تلتف على نتائج الحرب الصهيونية الفاشلة، انتقد وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي مقولة النصر الإلهي التي أكد عليها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطابه الأخير، وأوضح أن القضية هي قضية سلاح متطور ، لكنه أشار إلى أن خسائر لبنان كانت أكبر بكثير من خسائر إسرائيل خلال الحرب الأخيرة. وجدد جنبلاط وصفه للحرب بأنها حرب استباقية قررتها إيران عبر النظام السوري لصالح ملفها النووي وعودة سوريا للإمساك بالملف اللبناني، مستغربا مطالبة الأمين العام لحزب الله بدولة قوية ومحذرا مما تخبئه الأيام المقبلة.
كما هاجم مروان حمادة وزير الاتصالات اللبناني المقرب من جنبلاط والذى سبق وسربت بعض الصحف الصهيونية معلومات عن تورطه فى نقل معلومات عن مكان تواجد نصر الله وقيادات حزب الله أثناء الحرب فى محاولة لاغتيال نصر الله هاجم حسن نصر الله لأنه جر البلاد لحرب غير مرغوب فيها ، على حد تعبيره . ولكنه أقر فى الوقت نفسه بأن النصر الذي تحقق أمر يبعث على الفخر .
جعجع الوجه المكشوف .. نفس اللحن عزفه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ولكنه استخدم آلات النفخ النحاسية قسما كبيرا من خطاب ألقاه أمام حشد من مناصريه خصصه للرد على كلمة الأمين العام لحزب الله قبل يومين ، وأشار فيه إلى عنوان مهرجان حزب الله بالضاحية بقوله إن الشعب اللبناني لا يشعر بالانتصار "بل يشعر بأن كارثة حلت عليه وجعلت مستقبله في مهب الريح" ؟! ورفض جعجع في خطابه دعوة حسن نصر الله إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية ، معتبرا أن حزب الله انتقص من السيادة عندما أقام ما أسماه دولة داخل الدولة . وطالب حزب الله بالبقاء تحت سقف اتفاق الطائف ، معتبرا أن الوحدة الوطنية قائمة عبر هذا الاتفاق الذي يوزيع السلطة بين الطوائف . واستخدم جعجع في الخطاب - الذي ألقي بحضور رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل - جملا كاملة من خطاب نصر الله للرد عليها، خصوصا تلك المتعلقة باحتفاظ حزب الله بسلاحه . وفى محاولة للتلويح بقوة القوات اللبنانية قال إن أي سلاح لن يرهبه ويدفعه للقبول "بالأمر الواقع" ، مشيرا إلى أنه عند الانتهاء من "مشكلة السلاح" يمكن بناء الدولة القوية . وقد ترددت أحاديث فى صحافة العدو الصهيونى عن أسلحة يمولها السعوديون تتدفق على ميليشيات لبنانية مسيحية ودرزية وفق مخطط مسبق لنزع سلاح المقاومة .
تهديد المر في سياق آخر هدد وزير الدفاع إلياس المر اليوم بأن الجيش اللبناني سيرد على أي خرق إسرائيلي للحدود اللبنانية بعد إنهاء الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان . وكان الوزير يتحدث إلى الصحفيين بعد اجتماعه في منزله اليوم مع وزير الدفاع البلجيكي أنريه فلاهو الذي يزور لبنان حاليا. وقال "عندما يتم الانسحاب الإسرائيلي وينتشر الجيش على الحدود، فإن أي خرق للعدو الإسرائيلي سيواجه بالإمكانات التي لدينا ، وبكل الإمكانات، وهذا موضوع محسوم" ، فى محاولة للإشارة لحلول الجيش اللبنانى محل المقاومة ، وانتهاء دور الأخيرة .
يأتى هذا متواكبا مع تصعيد فى الضغوط الدولية على المقاومة ، وعلى سوريا فى الملفات المختلفة ، بعد أن أثبت الرسميون العرب أنهم غير قادرين على استثمار حالة الصعود المتنامية لثقافة المقاومة .