وزير الصناعة والتجارة والاستثمار المصري منير فخري عبد النور تراجع في الدقائق الأخيرة عن السفر الى بريطانيا وقرر البقاء في القاهرة خوفاً من اعتقاله فور وصوله مطار لندن، حيث تأكد بأن الشرطة البريطانية تقوم بالتحقيق في ملفه مع عدد آخر من المسؤولين بتهمة الضلوع في ارتكاب مجازر ضد الانسانية وذلك على خلفية فض اعتصامي “رابعة” و”النهضة”. وبحسب المعلومات فقد كان مقرراً أن يصل عبد النور بصحبة وفد اقتصادي مصري رفيع المستوى وصل بالفعل الى لندن مساء الخميس 15-05-2014 لكن عبد النور لم يكن من بين أعضائه، فيما حضر وزير المالية هاني قدري على رأس الوفد، ومعه رئيس البورصة المصرية محمد عمران، وعدد آخر من المسؤولين الاقتصاديين.
ولم يعلن عبد النور ولا الوفد الاقتصادي أسباب إلغاء زيارته الى لندن التي كانت حافلة باللقاءات والفعاليات، إلا أن مصادر مطلعة أكدت ل”أسرار عربية” أن الترجيحات لدى السفارة المصرية في لندن أبلغته بأن الشرطة البريطانية ربما تقوم باعتقاله فور وصوله أي من المطارات أو المنافذ الحدودية للمملكة المتحدة، ولذلك تم إلغاء الزيارة في اللحظات الأخيرة.
وبحسب المعلومات فان الوزير عبد النور كان محجوزاً له غرفة في أحد فنادق الخمس نجوم بمنطقة “نايتسبريج” الفارهة وسط لندن، ولم يتم الغاء الحجز حتى صباح الجمعة 16-11-2014، وهو ما يؤكد أيضاً أن الالغاء تم في اللحظات الأخيرة قبل السفر.
وكانت هيئة قانونية رفيعة تضم محامين وقضاة سابقين قد تقدموا ببلاغات ودعاوى قضائية أمام المحاكم البريطانية تطلب اعتقال عدد من المسؤولين الحكوميين المصريين بتهمة “ارتكاب جرائم حرب” وذلك على خلفية فض اعتصامي “رابعة” و”النهضة” الذي انتهى بمقتل عدد كبير من المتظاهرين السلميين في مصر.
ومن بين الشخصيات التي قد تتعرض للاعتقال كل من المشير عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء آنذاك حازم الببلاوي، ووزير داخليته محمد ابراهيم، أما الوزير منير فخري عبد النور فكان آنذاك وزيراً للتجارة الخارجية في حكومة الببلاوي.
وقال المصدر الذي كشف المعلومات ل”أسرار عربية” إن كافة أعضاء حكومة الببلاوي من بين المشتكى عليهم، وإن أي منهم قد يتعرض الى الاعتقال في حال زار أي من دول الاتحاد الأوروبي وليس فقط بريطانيا، مشيراً الى أن وزير المالية الذي يزور لندن حالياً لم يكن وزيراً في حكومة الببلاوي، كما أنه يتولى حقيبة وزارية لأول مرة في حياته في حكومة ابراهيم محلب، ولذلك فانه غير ملاحق ولا مطلوب ضمن القضية المشار اليها، وهو ما يفسر كونه جاء على رأس الوفد القادم لترويج الاستثمارات المصرية في بريطانيا.
وحصل موقع “أسرار عربية” على جدول أعمال إحدى الفعاليات التي كان مقرراً أن يشارك فيها في لندن كل من وزير الاستثمار منير فخري عبد النور، ووزير المالية هاني قدري، حيث لم يحضر عبد النور الفعالية ولم يصل الى لندن.