زحمة عائمة تجتاحنا , وصخب جامح يكاد أن يعصف بنا , أبواق صارخة تزأر هنا , وزيف من العهر يعوي هناك , وصراخ ينادي في الأعماق باحثا عن الحقيقة , وأسئلة تترى تحفل بالكثير من الشكوى , وبقايا الم هنا , جنون من الوهم هناك , عقل شارد , وذهن متسائل , ذوات حائرة , ولعبة كبرى تدار من معقل التيه , وكأن التاريخ يعيد نفسه , فهل نحن في صحراء التيه , وإن كان فإلى متى , فالصراع الحقيقي يكمن في البحث العميق عن كنه الحقيقة , حتى وإن كانت تمشي عارية امامنا كما قال آرسطوا؟ وإن كنت أنا ارى أن الحقيقة تكمن في الخلود إلى السلام الداخلي , والذهاب في رحلة كبرى الى اعماق النفس , الى كينونة الوجود , الى معرفة الذات , هنالك في حجر النفس وقبلة الريح , ومواجهة الانا , والدخول في غياهب الوجدان , وتمحيص الذات , فالإنسان كون كبير وعالم آخر , فهو مدينة السلام , وان ترك الحبل لهم لعبوا به ووجوه الى ما يشاءون ليتيه في عوالمهم البائسة , ويركض خلف افكارهم القاصرة , ويلهث خلف كل شيء حتى وان كان لا يمت له بصلة ؟ آخر قطرة هنا الى كل الراكضون خلف الوهم , لا تتعبوا انفسكم فالكون فيكم , وتوهج اللحظة بأيديكم , فلا يتعبكم الصراع كثيرا , ووقتكم اغلى من ركض متسارع خلف دوائر الالم , وإمعان النظر في القضايا المختلفة التي لا تثري فيكم شيئا , سوى مزيدا من الشتات الذي انتم حتما في غنى عنه , وقبل النهاية اسألكم قبل ان تركضوا هنالك بعيدا , هل عرفتم انفسكم ؟