تتزايد وتيرة المواجهات المسلحة بين الموالين لروسيا والجيش الأوكراني وتطيح بالآمال التي أشاعها إطلاق سراح مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في الوقت الذي يواصل الغرب وروسيا تقاذف المسؤولية عن تدهور الوضع في البلد. أطلق مئات المحتجين المؤيدين للفيدرالية في أوكرانيا نحو 50 معتقلاً لدى الشرطة في اوديسا، جاء هذا بعدما اقتحم المحتجون مركزًا للشرطة احتجزت فيه العشرات من الموالين لروسيا، وذلك عقب حادثة إحراق موالين لكييف مبنىً نقابياً قضى فيه أكثر من 40 شخصًا وأثار موجةً دولية من الاستنكار. الأزمة الأوكرانية تستمر بإلقاء تبعاتها على العلاقة بين موسكو وواشنطن اللتين تبادلتا الاتهامات بشأن التصعيد الجاري في أوكرانيا، فيما قال رئيس مجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني اندري باروبي "إن القوات المسلحة ستوسع مسرح عملياتها في مدنٍ أخرى يشن فيها المتطرفون والإرهابيون"، كما سماهم، "نشاطاتٍ غير قانونية". نار اوديسا لم تهمد بعد، فأحداث الميناء الواقع جنوب البلاد التي خلفت أكثر من 40 شخصا قضوا حرقاً، تتكرر بوتيرة ولو أخف في مدن أخرى. لم يأبه تسارع الأحداث الأوكرانية ليومي الحداد على أرواح ضحايا اوديسا، فالمواجهات المسلحة تزايدت بين الجيش الأوكراني والموالين لروسيا، بالكاد يتسع المشهد الملبد لنافذة أمل تبدت في اطلاق مراقبي منظمة الأمن والتعاون في اوروبا بعد 8 أيام على اعتقالهم في سلافيانسك شرق البلاد. التوتر يزيد بدوره من تصاريح الدعوات المكررة إلى التهدئة؛ جون كيري مرتاح لإطلاق المراقبين الأوروبيين، لكنه وجه رسائله مراراً إلى روسيا، دعا الكرملين إلى سحب دعمه لمن سماهم الإنفصاليين.. سيرغي لافروف في المقابل يرد الكرة سريعاً ويقول في اتصال مع نظيره الأميركي "إن على الولاياتالمتحدة أن تستخدم نفوذها لإجبار نظام كييف الخاضع لسيطرتها على وقف عملياته العسكرية فوراً". وكما كيري، كذلك الحلف الأطلسي، فروسيا برأي راسموسين ترتكب خطأ تاريخياً بمواصلة العمل على زعزعة الاستقرار في أوكرانيا، ومن شأن ذلك أن تكون له تداعيات كبيرة على العلاقات بين روسيا والغرب. في بورصة التوتر الأمني أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية أن من سمتهم الإنفصاليين المسلحين هاجموا وحدة عسكرية ونقطة تجنيد في لوغانسك شرق البلاد، وأصابوا جنديين بجروح ليستمر التصعيد في شرق أوكرانياوجنوبها وصولاً إلى القرم. إحدى القيادات الموالية لروسيا في لوغانسك أعلنت حظر التجول والتعبئة الشاملة لكل الرجال، وأضافت "لن ننتظر إلى أن نحاصر ونحرق، ننوي الصعود إلى كييف".