تحيا مصر ، تحيا عالية في سماء الوجود الإنساني، تحيا مصر الثورة، التي ما زالت في ثورتها تتحرك بأقدام نحو حريتها ولو كره المستبدون. أقولها بأعلى صوتي وبكل كياني وبكل حروف الأبجدية ولكن هل تحيا مصر شعارا فقط يقال في المناسبات الوطنية؟ هل تحيا مصر كانت دوما شعارا ضحك به السياسيين على الشعب ليبقوا في مكانهم ؟ كل كتب التاريخ تقول أنه حينما يزداد الجهل ويقل الوعي تصبح الأمة في حاجة إلى الجهاد العقلي أمام معاني مستغلة كالمجد والضرورة الحضارية والوطنية والزعيم المخلص ، وسيتوقف كثير على مصطلح "الجهاد" بزاوية ضيقة ولكن هذا الجهاد عادة هو الذي يسبق بأميال كثيرة لأن الوعي يسبق الخطوة والفعل، أنا وكذلك كثير لا نريد أن تحيا مصر دوننا أن تحيا بنا ولا أن نبقى ديكورا جميلا في الوطن لنهتف فقط بحياة مصر وبحياة الزعيم معا. لا نريد لهذا الوطن الذي أصبح يعيش على مخزون الذكريات والإبداع وأمجاد الماضي التي تبقى فقط رغم جمالها وكبريائها ماض لا يحرك ساكن الحاضر بتعقيداته ولا تأملات المستقبل بتخوفاته،سأبقى مصرا دائما على أن مصر بكل ما فيها حين يستيقظ في ثورته القادمة سيلفظ كل من كرهها يوما وكل من تعمد بجهل أن يبقيها له وحده ليصنع مجده ومجدها معا ويذهب الجميع حين يمتنعون عن الهتاف إلى الجحيم كملوك الفراعنة الذين بنوا الأهرامات التي مات في حفرها الألوف ولكنها لم تسجل إلا بإسمه فقط وكالفلاحين البسطاء الذين ماتوا تحت الشمس الحارقة وهم يحفرون قناة السويس ليفتتحها الخديوي إسماعيل وفي صحبته إمبراطورة فرنسا الجميلة أوجيني ومرت على القناة ولم تشعر إلا بزهو المكان وعظمته ولكن هل شعروا بمن رحلوا ؟، ماتوا ليعيش الزعيم وكأن حياته وحياة بلده روح واحدة!، مصر ستحيا وسنحيا ايضا معها ولا مكان للزعيم الأوحد بيننا لأن كل المصريين زعماء ولن نخدع بالشعارات مرة أخرى ,يحيا المصريين.