أظهرت دراسة أجراها باحثون عسكريون أمريكيون أن عددًا كبيرًا من الجنود الأمريكيين الذين خاضوا الحرب في العراق وأفغانستان بدءوا إدمان الكحوليات بعد عودتهم من ميدان القتال وأظهرت الدراسة أن الجنود الأصغر سنًا والنساء الذين كانوا في السابق من مدمني الكحوليات والجنود الذين استدعوا من الحرس الوطني وقوات الاحتياطي هم في الغالب الذين يزيد بينهم إدمان الكحوليات ويواجهون مشكلات مرتبطة بالإدمان. ويعيش جنود الاحتلال الأمريكيون واقعًا شديد القسوة في كل من العراق وأفغانستان في ظل تزايد حدة المقاومة في كل منهما؛ حيث صرح الكثيرون منهم بعدم قدرتهم على نسيان ما رأوه من فقد زملائهم أو ما تعرضوا له من عمليات دبرتها المقاومة العراقية والأفغانية بإحكام شديد. وقالت إيزابيل جاكوبز وزملاؤها بمركز الأبحاث الصحية التابع لسلاح البحرية في سان دييجو بولاية كاليفورنيا: "جنود مشاة البحرية لموجودون بالفعل في الخدمة يواجهون أيضًا احتمالات متزايدة لمواصلة تعاطي الكحوليات بعد نشرهم وأيضًا مشكلات مرتبطة بالكحوليات جديدة عليهم". وتتمثل أسباب زيادة معدلات إدمان الكحوليات بين أفراد الحرس الوطني وقوات الاحتياطي في أنهم يتلقون تدريبات وخدمات دعم أقل من الأفرع الأخرى للقوات المسلحة, ويتعين عليهم أن ينتقلوا من الحياة المدنية إلى منطقة الحرب, كما أن وحداتهم أقل ارتباطًا وتماسكًا. وتنسجم نتائج الدراسة مع دراسة أجريت مؤخرًا على جنود عائدين من العراق وجدت أن 12% من العسكريين بالخدمة واجهوا مشاكل تتعلق بالكحوليات مقارنة مع 15% من أفراد الاحتياطي والحرس الوطني. وأشار الباحثون إلى الحاجة إلى علاج التوتر الناتج عن الإصابة بصدمة نفسية عاناها الجنود العائدون الذين قد يحاولون نسيان ذكرياتهم بإدمان الكحوليات.