اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ضمنا حزب العمال الكردستاني بالمسؤولية عن التفجير المزدوج الذي وقع في إسطنبول الليلة الماضية وخلف 17 قتيلا و154 جريحا، فيما نفى الحزب المتمرد تورطه في الهجوم وألقى باللائمة فيه على من وصفها ب"قوى الظلام". ودعا أردوغان أثناء زيارته لموقع التفجيرين في إسطنبول الشعب إلى الوحدة في هذا اليوم، وتجنب رئيس الوزراء التركي ذكر اسم حزب العمال بالاسم، مشيرا إلى أن ذلك يشكل "دعاية" للمتمردين. وأوضح أن التفجيرين جاءا انتقاما للعمليات العسكرية التي استهدفت المتمردين الأكراد، قائلا إن تركيا تكافح منذ ثلاثين عاما ضد "الإرهاب"، مضيفا "مع الأسف إن ثمن (العمليات العسكرية التركية) باهظ، وألغى أردوغان الاجتماع الأسبوعي لحكومته في أنقرة وتوجه إلى إسطنبول لزيارة موقع التفجيرين. من جانبه اعتبر قائد الجيش التركي يشار بويوكانيت في بيان له أن الهجومين -اللذين نفذا في شارع مزدحم وفي ساعة ذروة ودون تمييز بين رجل أو امرأة أو كبير وشاب وطفل- يظهران مرة أخرى الوجه الهمجي والقاسي واليائس لما أسماه لإرهاب. كما أشار محافظ إسطنبول معمر غولر إلى أن المتمردين الأكراد -على ما يبدو- نفذوا أكثر الهجمات دموية بحق المدنيين في تركيا منذ خمسة أعوام. وكانت الصحف التركية أشارت إلى أن تحقيقات الشرطة تركز على تورط حزب العمال الكردستاني في التفجيرين، بل إن بعضها ذهب إلى اتهام الحزب علانية بقتل المدنيين. وعزت الصحف الهجوم المزدوج في إسطنبول إلى تراجع قوة الحزب الكردي المتمرد بفعل الهجمات التي يشنها الجيش التركي في تركيا وفي شمال العراق حيث لجأ مئات المتمردين، وأشارت إلى اعتقال ثلاثة أشخاص على علاقة بالتفجيرين. لكن حزب العمل الكردستاني أدان التفجيرين ونفى أي تورط له في الحادث، ونقلت وكالة أنباء الفرات المقربة من المتمردين عن القائد العسكري في الحزب زبير أيدار قوله إن حزبه حركة حرية ولا علاقة لها بالتفجيرين، متهما "قوى الظلام" بالمسؤولية عنهما ومقدما تعازيه لأسر الضحايا والشعب التركي. ارتفاع الضحايا وقد ارتفع عدد قتلى التفجيرين إلى 17 بعد وفاة أحد المصابين متأثرا بجروحه، فيما توقع وزير الصحة رجب أكداغ ارتفاع عدد الضحايا بسبب وجود أكثر من سبعة جرحى من مجمل المصابين بحالة خطيرة. وأكد الوزير وجود أطفال بين قتلى التفجيرين اللذين وقعا بفارق عشر دقائق في حي غنغورن التجاري على الضفة الأوروبية لإسطنبول. وتفيد أقوال شهود عيان نقلتها وسائل الإعلام بأن الانفجار الثاني كان أقوى مما يدعم فرضية نصب فخ لإسقاط عدد كبير من الضحايا. وقد نسب العديد من الهجمات التي شهدتها إسطنبول في الماضي إلى الكردستاني الذي يقاتل منذ 1984 من أجل انفصال جنوب شرق الأناضول ذي الغالبية الكردي. وشهدت إسطنبول يوم 20 نوفمبر 2003 تفجيرا انتحاريا ارتبط بتنظيم القاعدة، واستهدف القنصلية البريطانية وبنكا بريطانياً مما أسفر عن مصرع ثلاثين شخصا كما قتل 27 آخرون بشاحنة مفخخة استهدفت كنيسين لليهود. وفي التاسع من يوليو الجاري هاجم مسلحون يعتقد أنهم من القاعدة القنصلية الأميركية في إسطنبول، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الأمن وثلاثة مسلحين لقوا مصرعهم باشتباكات مع الشرطة.