أسرار العلاقة بين باسم يوسف وبن يهوذا الكاتب البريطاني صاحب المقال المسروق المقالة ابتزاز صهيوني معروف للجانب الغربي والأمريكي لاتخاذ موقف أكثر تشددا الكاتب الأصلي صاحب كتاب "الإمبراطورية الهشة "والذي شن فيه هجوما قاسيا على الرئيس بوتين لا نستطيع أن نتهم باسم يوسف في وطنيته , وليس من حقنا أن نسأله عن علاقاته بالأوساط الغربية , لكننا نحاول فقط أن نبحث عن الأسباب التي دفعته لكتابة هذا المقال المسروق والمتعلق بالأزمة الروسية الغربية الحالية . ولن نمارس هنا نفس الضجيج الذي مارسته الصحف والمواقع المختلفة والتي ركزت فيه على قضية -أو بالأحرى- جريمة السرقة , دون أن تتحدث عن قيمة ومحتوى المسروق ! فالمقال – إضافة إلى ما به من مغالطات سياسية - يحمل شحنات وجدانية وعاطفية متحيزة للجانب الغربي , تصل في بعض مقاطعها إلى ما يشبه المرثية والبكاء على زمن الغطرسة الأمريكيةالغربية , كما يحتوي بطريقة ضمنية على بعض ملامح الابتزاز والتهييج الصهيوني للجانب الأوروبي والأمريكي المعروف بتبني مواقف متشددة في كثير من الأزمات السابقة والذي يطالب باتخاذ موقف أكثر تشددا فيما يتعلق بالأزمة الروسية الغربية الراهنة , وهذا هو المسكوت عنه في تحليل مقالة باسم . فهل كان اختيار الموضوع محض صدفة ؟ إم إننا ينبغي أن نتخلى بعض الشيء عن سذاجتنا الفطرية , لنشير بأصابع الاتهام إلى السيد باسم يوسف , وبخاصة إذا علمنا أن هذا الكاتب صاحب المقال الأصلي يحمل هذا الاسم اليهودي المحض بن يهوذا أو Ben Judah , وهو كاتب بريطاني شاب من مواليد عام 1988 , ودرس التاريخ والعلوم السياسية في جامعة أكسفورد , ثم عمل مراسلا صحفيا للعديد من الصحف والمجلات الأوربية وخصوصا في روسيا والبلقان وبعض بلدان الشرق الأوسط , ويحمل بين ضلوعه وسطوره حقدا مبالغا فيه و في حاجة إلى تفسير ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين , لدرجة أنه قام بتأليف كتاب بعنوان الإمبراطورية الهشة أو fragile empire يهاجم فيه الرئيس بويتن بطريقة عدائية , أطلق فيه على حقبة رئاسته بوتينزم , وعلى الرغم من اعترافه بأن بويتن قام بعمل طفرة اقتصادية واضحة في بنية الاقتصاد الروسي, فإنه شن هجوما قاسيا على البيروقراطية المؤسسية التي سلكها بويتن (من وجهة نظره ) , تعرض لأشياء أخرى ربما تتاح الفرصة للحديث عنها . فيما بعد .واللافت للنظر أن النهج الذي يتبعه "بن يهوذا "لا يختلف كثيرا عن نهج المحافظين الجدد الذين عرضنا بعض كتبهم من قبل , وهو يحمل صبغة معروفة لمساندة المشروع الصهيو أمريكي , ويطالب دائما بحلول عسكرية دفاعا عن مصالح إسرائيل والغرب . وفي النهاية نكرر السؤال ثانية : هل هي صدفة ؟ أم من حقنا أن نشير بأصابع الاتهام إلى السيد باسم ؟