كشفت مصادر دبلوماسية صهيونية أن وزير الدفاع الصهيوني إيهود باراك ورئيس هيئة أركان الجيش الفريق غابي أشكينازي سيزوران واشنطن بشكل منفصل هذا الشهر لإجراء محادثات تتعلق ببرنامج إيران النووي. وأفادت المصادر بأن باراك -الذي قام بآخر زيارة لواشنطن في أكتوبر الماضي- سيتوجه الاثنين الى العاصمة الأمريكية لإجراء محادثات مع كبار مسؤولي إدارة الرئيس جورج بوش، بينهم نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع روبرت غيتس. ونسبت وكالة رويترز للأنباء إلى دبلوماسي إسرائيلي -لم تكشف اسمه- قوله إن هذه الزيارات تعد أمرا روتينيا نظرا لعلاقات التحالف الوثيقة بين واشنطن وتل أبيب، وأكد في الوقت نفسه أن الملف النووي الإيراني سيتصدر جدول الأعمال. وكان باراك أكد في تصريح إعلامي الخميس أن إسرائيل لا تخشى القيام بأي إجراء عندما تكون مصالحها الأمنية في خطر، في إشارة إلى تطورات الملف النووي الإيراني. وشهدت الأشهر الاخيرة سلسلة من الاتصالات رفيعة المستوي بين اسرائيل والولاياتالمتحدة التي تتهم ايران بمحاولة تطوير اسلحة نووية. وتنفي طهران الاتهام. وأثارت المحادثات في انحاء العالم بان الحليفين يعتزمان توجيه ضربة عسكرية اجهاضية رغم قولهما انهما يؤيدان عقوبات مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة التي تهدف الي حرمان الايرانيين من تكنولوجيا ذرية لها امكانات في مجال التسلح.
وعلى الصعيد نفسه فقد أفادت تقارير صهيونية بأن الطائرات الصهيونية أجرت سرا تدريبات بالعراق من أجل هجوم محتمل على طهران انطلاقا من قواعد أمريكية بالعراق، وقيام سلاح الجو الصهيوني بالتحليق في الأجواء العراقية في طلعات تدريبية على مهاجمة أهداف هامة في العمق الإيراني، مستخدما قواعد جوية تسيطر عليها القوات الأمريكية في العراق، وقد أكد موقع صحيفة "جيروزاليم بوست" على الإنترنت هذه الأخبار نقلا عن شبكة إخبارية محلية. وقد نفى متحدث باسم الجيش الصهيوني مضمون التقارير الإعلامية، واعتبر ما جاء في هذه التقارير من معلومات لا أساس له من الصحة، وزعم مصدر أمني صهيوني إن التقرير الذي نشر على موقع صحيفة "جيروزاليم بوست" على الإنترنت غير صحيح ويفتقر للمصداقية. كذلك نفت وزارة الدفاع العراقية علمها بتدريبات لسلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء العراقية، وقال اللواء محمد العسكري المتحدث باسم الوزارة إنه لم ترصد أي مقاتلة إسرائيلية تتدرب في أجواء العراق، فيما استبعد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إقدام الكيان الصهيوني أو الولاياتالمتحدة على مهاجمة بلاده بسبب برنامجها النووي.
وكان تقرير صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية نسب إلى مصادر في وزارة الدفاع العراقية قولها لشبكة إخبارية محلية إن طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي كانت تتدرب في المجال الجوي العراقي وهبطت في قواعد جوية أمريكية في البلاد استعدادا لضربة محتملة ضد إيران. وأشار التقرير إلى قاعدة جوية في محافظة الأنبار غرب العراق قرب بلدة حديثة تخضع لسيطرة الجيش الأميركي الذي يتولى المسؤولية الأمنية في هذه المنطقة. وكانت مقاتلات إسرائيلية أجرت الشهر الماضي مناورات مشتركة شرقي المتوسط مع نظيرتها اليونانية وصفها محللون عسكريون بأنها تدريبات على ضرب أهداف إيرانية.
وقالت مصادر سياسية صهيونية رفيعة المستوي الجمعة، إن مسؤولين من دولة عربية، لم يُفصح عن اسمها، لمحوا خلال محادثاتهم مع مسؤولين في الدولة العبرية انهم لا يعارضون قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية. وقالت صحيفة هآرتس الصهيونية إن هذا الكشف جاء بعد أن هدد وزير الأمن ايهود باراك إيران الخميس بقوله إن إسرائيل هي أقوي دولة ولا تخشي توجيه ضربة لطهران، وانها أثبتت في الماضي أنها لا تخاف القيام بعمليات عسكرية في حال شعورها بأن التهديد يحدق بها. وقال المراسل السياسي للصحيفة إن ممثلي الدولة العربية المذكورة أبلغوا المسؤولين الإسرائيليين، ان العديد من الدول العربية قلقة جدا من السياسة الإيرانية في ما يتعلق بالبرنامج النووي، وزادوا أن قسما من الدول العربية تخشي أن يؤدي صعود نجم إيران في المنطقة إلي انشقاق حاد بين السنة والشيعة في العالم العربي، وهذا القلق وفق المصادر عينها، يتنامي جدا في الدول التي تسكنها الأقليات الشيعية. ولفتت المصادر أيضا إلي أن هناك خلافا جوهريا وتاريخيا بين دول الخليج وعلي رأسها السعودية، وإيران. وأشارت الصحيفة إلي أن إيران هددت في الأسبوعين الأخيرين بإغلاق مضيق هرمز بين عُمان وإيران في حال تعرضها لهجوم عسكري، الأمر الذي يعني ارتفاعا حادا جدا في أسعار النفط في العالم لأن ناقلات النفط من دول الخليج إلي العالم تمر عبر مضيق هرمز. من ناحيتها أعلنت أمريكا أنها لن تسمح بإغلاق مضيق هرمز، وتابعت المصادر عينها قائلة أن الولاياتالمتحدة أنهت في الأيام الأخيرة تدريبات عسكرية لحماية مضيق هرمز وناقلات النفط، وشاركت في التدريبات أيضا بريطانيا، مملكة البحرين ودول عربية أخري. وزادت المصادر الصهيونية قائلة إن حكومة ايهود اولمرت تتابع عن كثب الحملة الدبلوماسية الإيرانية لإقناع الدول الأوروبية بعدم الموافقة علي فرض العقوبات الجديدة علي طهران، مشيرة إلي أن إيران تستغل الدستور الأوروبي الذي يقضي بأن قرارات من هذا القبيل يجب أن تتخذ بموافقة جميع الدول الأعضاء، والتي من المقرر أن تجتمع في السادس والعشرين من الشهر الجاري. وأكدت المصادر أنه في إطار الحملة الدبلوماسية التي تقودها طهران لثني الدول الأوروبية عن اتخاذ قرار العقوبات الجديدة توجهت إلي ايرلندا والنمسا وإلي دول أوروبية أخري، وهددتها أنه في حال تصويتها إلي جانب قرار العقوبات، فإن إيران ستقوم بإلغاء صفقات تجارية موقعة مع العديد من الدول الأوروبية، والتي تصل قيمتها إلي عشرات مليارات الدولارات. مع ذلك، أكدت هآرتس نقلا عن مسؤولين رفيعي المستوي في الدولة العبرية قولهم إن الدول الأوروبية أبلغت الحكومة الإسرائيلية أنها لا تخشي التهديدات الإيرانية وأنها ستصوت إلي جانب القرار الجديد بفرض عقوبات سياسية واقتصادية علي الجمهورية الإسلامية في إيران.
55 شركة إسرائيلية تعمل في العراق .. وتأسيس بنك لشراء الأراضي وعلى صعيد التواجد الصهيوني في أرض العراق فقد كشفت تقارير إخبارية عن أن الأراضي العراقية أصبحت مرتعاً خصباً للمشاريع الصهيو أمريكية، مؤكدة أن 55 شركة إسرائيلية تعمل الآن في العراق تحت أسماء وهمية. وبحسب تقرير نشره موقع "مأرب برس" الإخباري فإن حوالى 55 شركة إسرائيلية تعمل الآن في العراق تحت أسماء وهمية في شتى المجالات المختلفة، خاصة في البنية التحتية والتسويق وغيرها من المعاملات التجارية. ويوضح التقرير أن الموساد الإسرائيلي أسس (بنك القرض الكردي) الذي يتخذ من مدينة السليمانية التابعة ل (كردستان العراق) مقراً له. وقال: إن "مهمة البنك المذكور السرية تقتصر على شراء أراضي شاسعة زراعية ونفطية وسكنية تابعة لمدينتي (الموصل، وكركوك) الغنيتين بالنفط وذلك بغية تهجير أهلها الأصليين العرب والتركمان والآشوريين منها بمساعدة قوات البيشمركة الكردية. وحسب هذا الموقع فإن حجم الصادرات الإسرائيلية لبلاد الرافدين يبلغ أكثر من 300 مليون دولار سنوياً وتُحال عقود إعمار الساحة العراقية على الشركات الإسرائيلية عبر (الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية- AID US) المسئولة عن توزيع عقود إعمار العراق. وتشرف شركة المعلومات الإسرائيلية (دان آند بردستريت إسرائيل- D&B) على عملية تنظيم عقود الاستثمار والإعمار المحالة من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على الشركات الإسرائيلية. كما تقوم شركة المعلومات الإسرائيلية بإعداد معطيات وتقديرات عن الوضع الاقتصادي في العراق. ويشير التقرير إلى أن من أبرز المستثمرين والمسئولين الإسرائيليين عن العلاقات التجارية الإسرائيلية العراقية (أمنون ليبكين شاحاك)، الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للجيش الاسرائيلي، الذي كان يشغل منصب وزير للمواصلات في حكومة إسرائيلية سابق.