كشفت اللجنة السورية لحقوق الإنسان تفاصيل جديدة عن الاشتباكات التي وقعت في سجن "صيدنايا" العسكري، عن طريق ما أسمته "شاهد حي" من داخل السجن. وبحسب الشاهد فقد بدأت الاشتباكات عندما قام الحراس بوضع نسخ المصحف الشريف الموجودة بحوزة المعتقلين على الأرض وداسوا عليها أكثر من مرة". وأضاف الشاهد أن تعزيزات من الشرطة العسكرية السورية وصلت إلى السجن يقدر عدد أفرادها بين 300 - 400 شرطي. وأصدرت اللجنة بيانًا جاء فيه: إن التصرُّف المذكور أثار احتجاج المعتقلين الإسلاميين الذين تدافعوا نحو الشرطة لاسترداد نسخ المصحف، منهم ففتح عندها عناصر الشرطة العسكرية النار، وقتلوا تسعة منهم على الفور، وهم: "زكريا عفاش، محمد محاريش، محمود أبو راشد، عبد الباقي خطاب، أحمد شلق، خلاد بلال، مؤيد العلي، مهند العمر، خضر علوش". وأضاف البيان أنه، إثر ذلك "عمّت الفوضى في السجن، لا سيما وأن المعتقلين تلقوا تهديدات- لم يشر البيان مَن أطلقها- بمجزرة على غرار مجزرة تدمر خلال الأسابيع الماضية، فبادروا إلى خلع الأبواب على أقفالها وخرجوا للتصدي للشرطة العسكرية التي فتحت عليهم النار مجددًا، مما أوصل عدد القتلى إلى نحو 25 قتيلاً. وبحسب البيان، فقد كان عدد المعتقلين في سجن صيدنايا العسكري "أكثر بكثير من عدد الشرطة العسكرية، لذلك استطاعوا توقيفهم واتخذوهم رهائن مع مدير السجن، وضباط آخرين و5 برتبة مساعد أول، فاستسلم جميع من كانوا بداخل السجن. لكن بقية كتيبة الشرطة العسكرية المرابطة حول السجن مع التعزيزات التي وصلتهم فورًا قاموا بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والقنابل الدخانية داخل السجن فهرب المعتقلون إلى سطح السجن وبقوا هناك حتى الساعة الثالثة بتوقيت دمشق حيث انقطع الاتصال مع المصدر بعد ذلك". واستقدمت السلطات الأمنية السورية حوالي 30 دبابة ومدرعة، بالإضافة إلى عدد كبير من قوات حفظ النظام ومكافحة الشغب المعززة بالقناصة والآليات والدروع. وعند ظهر السبت، بدأت عملية تفاوض بين المعتقلين وقوات الأمن، فانتدب المعتقلون السجين سمير البحر (60 سنة) لنقل الرسائل المتبادلة بينهم وبين الأمن، كان مطلب المعتقلين الوحيد هو الحصول على وعد قاطع بعدم قتلهم في حال استسلامهم، وقدموا على ذلك دليلاً بحسن النية أنهم لم يستخدموا السلاح الذي وقع بأيديهم، وأنهم مسالمون وأنهم احتجوا فقط على الإهانات والإساءات التي يتعرضون لها". وتابع البيان: "السلطات من جهتها رفضت منحهم أي وعد بعدم قتلهم أو إيذائهم وتطالبهم بالاستسلام فورًا وإطلاق الرهائن، ثم يتحدثون بباقي القضايا.. وهددت السلطات باقتحام السجن في حال استمرّ الرفض ودخوله بالقوة ولو أوقع ألف قتيل.. نقل المعتقل المراسل سمير البحر رفض المعتقلين فقاموا بضربه وأخذوه في سيارة مصفحة بعيدًا عن السجن.. بقيت الأمور عالقة عن هذه النقطة وفقد الاتصال بالمصدر من داخل سجن صيدنايا". تجدر الإشارة إلى أن السلطات السورية لم تصدر حتى الآن أي بيان بشأن الأحداث التي شهدها السجن.