قدم 5 مصريين يعملون في قبرص شكوي رسمية إلي السفارة المصرية وعدد من منظمات حقوق الإنسان هناك، بعدما تعرضوا لعمليات ضرب مبرح في أحد السجون القبرصية المحتجزين فيه الآن، تمهيداً لترحيلهم إلي القاهرة بعد مخالفتهم شروط الإقامة.. وكان المصريون الخمسة قد سبق وتقدموا الأسبوع الماضي بشكوي رسمية إلي السفير أحمد راغب، سفير مصر في نيقوسيا، ضد اثنين من المصريين المقيمين في قبرص واللذين تعاقدا مع 50 عاملاً مصرياً، معظمهم من صعيد مصر، للعمل في قبرص لمدة 4 سنوات بعقود رسمية دفعوا مقابلها مبالغ تراوحت بين 17 و30 ألف جنيه، إلا أنهم فوجئوا بعد ذلك بأن العقود التي وقعوا عليها لا تزيد مدتها علي 6 أشهر. وكان العمال المصريون قد سافروا في أكتوبر الماضي للعمل في مزارع الفاكهة مقابل 20 يورو في اليوم الواحد علي أمل البقاء في قبرص لمدة 4 سنوات لكنهم فوجئوا بمطاردة السلطات القبرصية لهم لترحيلهم إلي مصر بعد إنهاء مدة الإقامة الممنوحة لهم. وفي حين زار السفير المصري أحمد راغب المعتقلين الخمسة مساء أمس الأول ووعدهم بحل مشكلاتهم، كشفت مصادر مصرية في العاصمة القبرصية عن أن الأزمة الحقيقية تواجه حوالي 150 عاملاً مصرياً وصلوا قبرص عن طريق اثنين من المصريين، وتعرضوا لعملية نصب. قالت ياسمين بطرس إسكندر، مصرية تعيش في قبرص، إنها حاولت مساعدة هؤلاء العمال المعرضين للطرد، واصطحبت 14 منهم إلي السفارة المصرية في نيقوسيا صباح الثلاثاء الماضي، لتقديم شكوي رسمية ضد المصريين «أمين مسعد» و«هاني يونان»، مشيرة إلي أنها تعرضت لمعاملة قاسية من مسؤولي السفارة المصرية لكنها فوجئت بعد ذلك بتهديدات تصلها للابتعاد عن القضية، وهو نفس ما حدث لبعض العمال الذين قدموا الشكوي.. وأكدت ياسمين أن أحد مسؤولي السفارة طالبها باللجوء للكنيسة، خاصة أن كل العمال من الأقباط. من جهته، نفي هاني يونان حنا وجود أي عمليات نصب في عقود العمال المصريين، مؤكداً أن كل العقود رسمية وموثقة من السفارة القبرصية في القاهرة وأنه وشريكه أمين استقبلا العمال ونفذا تعهداتهما لهم بالعمل، مشيراً إلي أن عددهم لا يتجاوز ال 30 عاملاً جاءوا للعمل، في حقول ومزارع الفاكهة بعقود مدتها 6 أشهر فقط، إلا أنهم، وبعد انتهاء مدة عقودهم، أرادوا البقاء وعدم العودة إلي مصر.. ونفي يونان أن يكون قد تلقي أي مبالغ من هؤلاء العمال سوي 8 آلاف جنيه مصاريف تأشيرة الإقامة وتذاكر السفر، وأضاف أن الشكوي التي قدمت للسفارة في قبرص كيدية وتم سحبها من قبل العمال أنفسهم بعد ذلك. وكشف هاني عن أن عدداً من هؤلاء العمال وقعوا علي طلبات لجوء سياسي إلي قبرص بحجة الاضهاد الديني في مصر، خاصة أنهم جميعاً من الأقباط، مشيراً إلي أن هذا إجراء روتيني يتخذه بعض العمال الذين تنتهي مدة إقامتهم في قبرص للحصول علي مدة إقامة إضافية.