استنكرعضو المكتب الإعلامي ل "حزب التحرير" الفلسطيني، ماهر الجعبري موقف الرئيس الفلسطينى من الاعتراف بهيودية الدولة قائلا: "إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يعترف بكيان الاحتلال اليهودي بلا مواربة". وأشار الجعبري في حوار مع "قدس برس"، الاثنين (24|2)، إلى أن تصريحات عباس "اعتراف فعلي بدولة اليهود، الذين أقاموا دولتهم على أساس اليهودية ابتداءً"، متابعاً: "ولا يجدي عباس التراقص حول الألفاظ". واتهم الجعبري عباس ب "خيانته لقضية فلسطين"، قائلاً: "هو أيضاً اعترف بخيانته لقضية فلسطين أصلاً في كتابه طريق أوسلو، عندما ذكر بوضوح أنه مارس الاتصالات السرية مع اليهود في السبعينيات والثمانينيات عندما كانت منظمة التحرير تجرّم تلك الإتصالات"، متابعًا القول: "لذلك فالاعتراف بما يناقض الثوابت نهج راسخ عند عباس، ويحاول باستمرار تجهيز الأجواء الشعبية لتمرير اعترافاته فقط لا غير". وحول المراهنة على الأممالمتحدة في رفض الاعتراف ب "يهودية الدولة"، رأى الجعبري أنه "لا يصح النظر إلى الصراع مع اليهود عبر نافذة المحافل الدولية إطلاقاً"، واصفاً القضية الفلسطينية بأنها "قضية عسكرية ذات أبعاد سياسية، وليست مجرد قضية سياسية تعالج في تلك المحافل الدولية". ووأوضح الجعبري أن الأممالمتحدة هي "أصل شرعنة الاحتلال اليهودي فوق تراب فلسطين، وهي التي أصدرت قرار التقسيم، الذي تضمن نصه (تؤسس في فلسطين دولتان مستقلتان: واحدة عربية وأخرى يهودية)، وفقاً لنص قرار التقسيم رقم 181"، واستطرد: "ولذلك فإن أي تعويل على الأممالمتحدة ومنابرها لإنصاف أهل فلسطين وقضيتها هو تضليل ومشاركة في التآمر على القضية". وحول علاقة سعي الحكومة الإسرائيلية لإقرار قانون أساس حول تعريف إسرائيل ك "دولة يهودية" وبين إحتمالية توجه تل أبيب إلى الأممالمتحدة لنيل هذه الصفة، أكد الجعبري أن الاحتلال يخوضع الصراع على أساس "اليهودية"، أما الحكام العرب ومعهم ساسة السلطة الفلسطينية "فهم يتهربون من استحقاقات ذلك الصراع العقدي، بينما يتصرف اليهود بعقلية أمنية ويخشون من الأمة الإسلامية ومن صحوتها". ولفت الجعبري النظر إلى أن اليهود يتحركون في كل اتجاه ل "سدّ" باب التحرير أمام المسلمين، وهم يخشون من أن يتحول المسلمون فيها إلى قنبلة موقوته تهدد أمنهم. متابعاً: "لذلك لا غرابة أن يسعى اليهود بهذه العقلية لنيل صفة دولة يهودية، وهم سائرون في ذلك ويشجعهم عليه تخاذل السلطة وانبطاح منظمة التحرير الدائم". وحول النتيجة التي ستترتب على وضع السلطة ورئيسها، محمود عباس، رئيس حركة "فتح" ب "يهودية إسرائيل"، ذكر القيادي في "حزب التحرير" الإسلامي: "الحقيقة أن السلطة الفلسطينية ورئيسها منفصلون عن الشعب، ولا يمكن أن يعبّروا عما يحتل عقول وقلوب الناس من مشاعر وأفكار، ولا يغرد في سرب السلطة إلا المنتفعون". وشدد الجعبري على أن "تجديد وتأكيد اعتراف السلطة الفلسطينية ب "يهودية الدولة"، يمثل مزيداً من الفضح لساسة السلطة ورموزها، ومن المأمول به أن يؤدي إلى مزيد من الصحوة فيمن لا زال يغرد في سرب السلطة من أتباع بعض الفصائل الفلسطينية".