أعلنت مصادر حكومية أن حكومة د. نظيف تدرس هذه الأيام البدائل المقترحة بعد نقل مشروع "أجريوم" من مكانه الحالي بمحافظة دمياط، وهو الإجراء الذي اتخذته الحكومة تحت الضغط الشعبي الهائل والرائع لأهالي دمياط. وأوضحت تلك المصادر أن الحكومة تعتزم نقل المصنع المشبوه إلى مكان جديد، وهو المنطقة الصناعية التابعة لشمال غرب خليج السويس وفور توارد تلك الأنباء بدأ عدد من القيادات الدينية والشعبية بالسويس تنظيم حملة لرفض إقامة هذا المشروع على أراضي السويس وحشد التأييد الشعبي لهذا الأمر أسوة بأهالي دمياط الذين نجحوا في إنقاذ أنفسهم وأطفالهم من الأخطار التي كانت محدقة بهم من هذا المشروع الملوث للبيئة. وقد صرح الشيخ حافظ سلامة زعيم المقاومة الشعبية إبان حرب أكتوبر عام 1973م وأحد أبرز القيادات الشعبية بالسويس أنه يعتزم تدشين حملة شعبية، ابتداء من الجمعة القادم، لإيصال رسالة للحكومة، مفادها أن شعب السويس لن تقل معارضته للمشروع ضراوة عن معارضة سكان رأس البر، التي أثمرت عن صدور توصية من مجلس الشعب بنقل المشروع إلى خارج محافظة دمياط. من جهة أخرى، تحاول الحكومة بكل السبل إفشال تلك الحملة قبل أن تبدأ، فقد سعت جهات حكومية وأجهزة سيادية إلى إحباط الفعاليات الاحتجاجية في مهدها، ومارست في هذا الإطار ضغوطا شديدة على مسئولي المحافظة والقيادات الشعبية والدينية بها، وذلك للتوقف عن حشد المواطنين في حملات شعبية لمعارضة نقل المشروع، كما حصل بمحافظة دمياط. وإلى جانب ذلك، سعت الحكومة إلى تقديم إغراءات ل "السوايسة"، لإثنائهم عن موقفهم المعارض، وهي عبارة عن حزمة من الامتيازات، في مقدمتها تقديم دعم مالي كبير لصندوق المحافظة يخصص لإقامة عدة مشاريع تنموية، ودعم المشاريع الخيرية بها، لكن من غير المستبعد أن تنجح تلك الجهود في وأد حملات الاحتجاج الشعبية المرتقبة والتراجع عن معارضة المشروع. وأوضح قائمون على الحملة الشعبية ضد نقل "أجريوم" إلى السويس، أنه يتم حاليا حشد المواطنين للمشاركة في الحملة الهادفة إلى الضغط على الحكومة لإيقاف مساعيها لنقل المشروع، مشيرين إلى أنها ستتم بطابع شعبي، بعد تراجع حركات المعارضة السياسية، ومن بينها "كفاية" عن تأييدها لموقفهم الرافض للمشروع. وأوضحت المصادر أن قيادات شعبية وجمعيات مجتمع مدني تقوم حاليا بطبع دراسات وتقارير صحفية تحذر من الأضرار الشديدة لهذا المشروع، وذلك من أجل إيجاد نوع من التوافق الشعبي حول رفض نقله إلى المحافظة. وكان الشيخ حافظ سلامة أكد ل "المصريون" تلقيه معلومات مؤكدة من كبار المسئولين بالسويس وأعضاء مجلسي الشعب والشورى عن عزم الحكومة نقل مشروع "أجريوم" للمحافظة، وهو ما يتطلب حشد شعبي معارض لهذا المشروع، الذي يهدد بتدمير الأخضر واليابس داخل المحافظة، على حد قوله. وأشار إلى أن الضغوط الحكومية تأخذ بعضها شكل إغراءات شديدة لشعب السويس حتى لا يقوم بمعارضة نقل المشروع، فضلا عن ممارسة ضغوط شديدة على السلطات التنفيذية والشعبية للتراجع عن معارضتها للمشروع. لكنه قال إن تلك الضغوط لن تفلح في إثناء أبناء المحافظة عن موقفهم المعارض المشروع، فهذا الشعب الأبي ليس للبيع، ولن تكون معارضته لهذا المشروع أقل من معارضة شعب دمياط، موضحا أنه سيتم تدشين حملة شعبية لإيجاد رأي عام مضاد بين سكان محافظة السويس.