اعتبرت صحيفة "تايمز" البريطانية أن إبداء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمه لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وإشادته بقرار السيسي خوض سباق الانتخابات الرئاسية؛ يرسل رسالة قوية إلى واشنطن بتغير الولاءات في الشرق الأوسط. ولفتت الصحيفة إلى أن بوتين أبدى دعمه للمشير عبد الفتاح السيسي أمام الكاميرات في موسكو، على الرغم من أن السيسي لم يعلن ترشحه للرئاسة حتى الآن. وترى الصحيفة أن دعم روسيا للسيسي يظهر رغبتها في أن تحل محل الولاياتالمتحدة، كأهم حليف أجنبي لمصر، وتحاول أن تنتهز فرصة انسحاب أمريكا من الشرق الأوسط بصورة عامة، ومن مصر بصورة خاصة، لإعادة تأكيد نفوذها في المنطقة. روسيا والربيع العربي وتقول "تايمز" إن الربيع العربي سلب من موسكو مليارات الدولارات من عقود سلاح لم تتم وأضاع منها نفوذًا كبيرًا جراء الإطاحة بزعماء يتمتعون بعلاقات طيبة مع موسكو في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتضيف الصحيفة أن مستقبل آخر حلفاء موسكو التقليديين في الشرق الأوسط، الرئيس السوري بشار الأسد، تكتنفه الشكوك بينما تعاني سوريا الحرب الأهلية. وتشير إلى أن مصر أبدت ترحيبها باستمالة روسيا لها إثر ضعف علاقاتها بواشنطن مع الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي. وفي أكتوبر الماضي أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنها ستوقف ثلث معوناتها العسكرية لمصر التي تصل إلى 1.5 مليار دولار، إعرابًا عن عدم رضاها عن الحملة الدامية على مؤيدي مرسي والإخوان المسلمين. وحذر وزير الخارجية المصري نبيل فهمي من أن مصر ستبحث عن سبل أخرى لتلبية احتياجاتها العسكرية وأنها منفتحة في علاقاتها على "جميع القوى العظمى". وتقول الصحيفة إن رحلة السيسي إلى موسكو هي أولى رحلاته منذ عزل مرسي، وإنه توجد تقارير عن أن مصر ترغب في شراء طائرات مقاتلة روسية من طراز ميج 29، وصواريخ روسية وغيرها من المعدات لتحل محل طائرات إف 16 ومروحيات الأباتشي وغيرها من الأسلحة التي علقت واشنطن تسليمها.