أثناء و قوفه بين يدي الرئيس الروسي في أدب جم و تذلل مبالغ فيه في موسكو، كانت دهب حامد التي اختطفتها قواته تضع مولودتها بعد عملية قيصرية و هي مقيدة بأصفاده في القاهرة . و بينما كان المصريون يتناقلون صوره و كلمات تضرعه لفلاديمير بوتين بأن تعطف عليه بجزء من وقته الثمين لمقابلته . كانت صورة دهب تتطاير لاعلان ميلاد حرية جديدة لمصر و المصريين . ذهب الماريشال عبدالفتاح السيسي إلي روسيا لضمان دعمها له إذا ما تطورت الأمور في مصر إلي ما هو أسوأ . و إذا ما دخلت مصر إلي المصير السوري ، نتيجة جرائمه اليومية المتزايدة في سبيل تحقيق أحلامه بالساعة " أوميجا " . فمن غير الروس يدعم بشار الأسد الذي قتل ما يقرب من الربع مليون شخص و شرد الملايين و دمر دولة كاملة و حضارة عظيمة بسبب شذوذ نفسه ؟!! . انتهت الزيارة ولم يعلن عن إجراء عقد واحد لشراء لعبة نارية حتي للأطفال ، أو حتي برتوكول تعاون فيما يفيد الشعب المصري . رغم أن وسائل الدعاية المصرية أكدت و ألحت أن أكبر صفقة في التاريخ سيعقدها عبدالناصر الجديد مع الدب الروسي . لم تجن مصر من الزيارة سوي فضيحة تمثلت في مجموعة من الصور لقائد الجيش المصري و هو يقف بطريقة مهينة أمام الرئيس الروسي ، و تلعثم لوزير خارجيته الفاشل كعادته في مؤتمراته الصحفية . لكن المهم و الأهم لروسيا كما لقائد الانقلاب الدموي أن يعلن بوتين دعمه للجنرال في الوصول للرئاسة . و لم لا ؟ أليس الأفضل لها أن تدعم دمية لا يملك من أمره شيئ أن يكون رئيسا لدولة كبيرة في الشرق الأوسط تكون أرضا جديدة لملاعبة الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد انتهاء أمر الحليف السوري . وخراب دولته ؟. أليس من الأفضل أن يقف أمامه الرئيس المصري الجديد و هو خاضع ذليل و كأنه سائق سيارته ؟ أو نادل في مطعم قد يدخله عرضا ويعرف شخصيته ؟! .علي عكس الرئيس المنتخب الذي عامله الند بالند . ارتدي المشير جاكيت عليه نجمة حمراء ، قيل أن بوتين أهداه إياه ، دون تورع أو خجل منه فالجاكت ليس هدية تذكارية قد يحتفظ بها ضمن نياشينه و رتبه التي منح نفسه أعلاها قبل أيام ، و إنما لها علاقة بالعرف الاجتماعي و ما يليق بمن هو في منصبه خاصة و أنه في زيارة رسمية يفترض فيها ارتداء زيه العسكري الذي يتطلع دوما لخلعه حتي يكون رئيسا لمصر المنكوسة في عهده و حياته .
مصر التي ستكون " أد الدنيا " حسب كلام المشير أمام مجموعة من المطربين و الراقصات في عهد الرئيس مرسي والذين يحتفي دوما بهم ، تخرج من الخريطة يوما بعد الأخر بصورة فاقت وضعها في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك ، و رغم عودتها القوية في عهد الرئيس المنتخب لتأخذ مكانا يليق بها ، فانها سرعان ما هبطت إلي الحضيض في عهد العسكر ، خلال أشهر قليلة فقط . و رغم سوء الوضع و بشاعته فإن وسائل الدعاية المصرية الحاضة دوما علي القتل و الارهاب بحق المصريين ، لاتزال تمارس دعايتها السوداء بأكاذيب واضحة وفاضحة تأخذ مصر و قطاع المغيبين من الشعب إلي المجهول و إلي نكسة جديدة ستكون أكثر فداحة من نكسة عبدالناصر . وسائل الدعاية النازية تلك لا تري سلبيات في تصرفات أجهزة الدولة في حق المصريين ، ولا في جرائم المشير السيسي بحق الشعب و بناته و أطفاله ، و اتجاهه بالوطن نحو عصور الظلام و انتشار الخرافة و القتل علي الهوية . لكن الأكثر انحطاطا من وسائل الاعلام التي تتحدث وفقا لما يأمرها به مالكها و هو بالضرورة رجل أعمال فاسد وذو مصالح اقتصادية مع السلطة . هم أولئك الذين يدعون زوا وبهتانا أنهم ليبراليون أو تقدميون و يدافعون عن حقوق الانسان وربما الحيوان . وأخذوا ينتقدون تصرفات السلطة التي جاءوا بها بعد أن أزكمت جرائمها الأنوف وطالت نيرانها أنصارها من القتلة المشاركين في 30 يونيو . بدأ هؤلاء يتحدثون عن جرائم تعذيب تحدث في حق معتقلين " ليسوا إخوانا " و إهانات يتعرضون لها في سجون الانقلاب العسكري ، رغم أنهم من أنصار السلطة و 30 يونيو و 3 يوليو . و كأن قضيتهم الأساسية ليست كون هؤلاء المعذبون مؤيدون لقمع السلطة ضد الاخوان و الثوار ، و أنما الخطأ الأساسي للسلطة هو تعذيب أنصارها . الذين ساندوا قهرها وظلمها وبطشها لعشرات الألاف غيرهم من الثوار المدافعين عن الحرية و الديموقراطية . و مع هذه التصرفات الانتقائية و الاجرامية أيضا من قبل هؤلاء المدعون ، أخذت وسائل الاعلام الدموية تنقل علي استحياء أخبارا عن تعرض أنصار 30 يونيو إلي التعذيب من رجال السلطة . هذه الوسائل و هؤلاء الأشخاص لم يتحدثوا عن محنة عشرات الألاف من المصريين الذين ماتوا حرقا و المعذبون يوميا في سجون السيسي ، أو ألاف المطاردين خارج منازلهم ، أو أولئك الذين دفعوا عشرات الألاف من الجنيهات ظلما لاخلاء سبيلهم ، أو الذين تحرق ممتلكاتهم و تنتهك أعراضهم وستر بيوتهم من ميليشيات الدولة ، أو البنات اللاتي يتعرضن للتحرش أو للضرب من قبل ذكور السلطة . أخر هذه المشاهد المؤلمة كانت دهب التي رفض ممثل الادعاء العام أو ما يعرف بوكيل النيابة إخلاء سبيلها و هي حامل في الشهر التاسع ، و قامت بعملية الولادة و هي مقيدة ب" بالكلابشات " في سرير القتلة . خوفا من هروب سيدة أجرت للتو عملية ولادة . هذه السيدة العظيمة الرائعة لم يلتفت إليها إعلام القتلة ولا النخبة المحرضة علي القتل التي تتحدث عن التعذيب الأن . هذه السيدة ألهمت الثوار إصرارا علي استكمال ثورتهم حتي يتم شنق أخر قاتل بأمعاء أخر قاض و فرد من نخبة الخيانة العار . بين صورة السيسي المهينة في موسكو و صورة دهب التي سيخلدها التاريخ ، كرمز لنضال المرأة المصرية ، ستتحرر مصر من كبوتها ، و طغمتها الفاسدة و الخائنة مهما طال الطريق و زاد بطش السفاح . صحفي وباحث إعلامي https://www.facebook.com/ahmed.k3oud https://twitter.com/ahmedelkaoud