حذر الدكتور باسم نعيم وزير الصحة الفلسطيني ، من خطورة ممارسات الاحتلال الصهيوني بحق الجرحى والمعاقين الفلسطينيين ، مبيناً أن أعداد المرضى الذين استشهدوا جراء الحصار الصهيوني فاق ال "180شهيد " ،محذراً من أن استمرار سياسة الحصار الصهيوني أمام الصمت العربي و الدولي ، ستحصد أرواح أعداد جديدة من طابور المرضى المسجيين على أسرة مستشفيات قطاع غزة ، الذين يمنع الاحتلال سفرهم للعلاج بالخارج . وقال نعيم ، في حديث "للشعب" أجراه مراسلنا فى قطاع غزة(7/6/2008) ":" لاحظنا في الشهور القليلة الماضية ازدياد ملحوظ في عدد شهداء الحصار والسبب في ذلك هو منع الاحتلال المرضى من الخروج للعلاج بالخارج " . وفيما يخص معبر بيت حانون " البوابة الشمالية لقطاع غزة "، قال :"إغلاق المعبر أدى إلى حرمان مئات المرضى من العلاج بالخارج ، في المستشفيات المتقدم لإجراء الفحوصات الطبية . غزة من مراسلنا: عمر عوض لافتاً إلى مماطلة الاحتلال على المعبر ورفضه لعدد كبير من المرضى للخروج للعلاج تحت حجج أمنية. وأكد نعيم على أن قطاع غزة يحتاج يوميا، لتحويل أكثر من 70 مريضاً للعلاج بالخارج. وعن الآلية التي تواصل من خلالها وزارة الصحة مع المؤسسات الدولية الحقوقية والقانونية لفضح ممارسات الاحتلال، بين وزير الصحة أن الوزارة على تواصل دائم مع هذه المؤسسات من أجل إيصال الصورة عن الواقع الصحي الفلسطيني، وذلك من خلال البيانات واللقاءات المختلفة التي تعبر عن الآثار المترتبة على الواقع الصحي الفلسطيني.
الجهود والتعنت الصهيوني
واستدرك قائلاً:من الواضح أن هذه الجهود تصطدم بالتعنت الإسرائيلي كونه يضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات الدولية التي تضمن للمواطنين حقهم في العلاج والغذاء والسفر حتى في حالة الحرب. وفيما يخص قطاع المعاقين ، أكد نعيم على أن وزارة الصحة كانت من الوزارات المبادرة لتفعيل القانون الذي يطلب من الوزارات والمؤسسات الحقوقية بتوظيف نسبة ما يقارب ال "5%" من المعاقين في المؤسسات الحقوقية ،وقال:" العام الماضي قمنا بتوظيف "30 ألف" من مختلف ذوي الاحتياجات الخاصة ، منهم من هو معاق بصرياً ، وجسدياً وسمعياً ". وأضاف:"وفي هذا العام قمنا بتوظيف 20 ألف موظف من مختلف مناطق القطاع ، ونجتهد أن تختلف هذه النسبة شيئاً فشيئاً ، على اعتبار أن شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة هي الشريحة التي أهملت على مدار سنوات طويلة في السابق وأيضا هي الشريحة التي تمثل لنا نموذج التضحية بالكثير من أجل هذا الوطن. وأوضح نعيم أن وزارة الصحة منذ عامين وهي تعاني من نقص في كثير من الأدوية والمعدات الطبية ومنها المتعلقة بالمعاقين . وقال :" في الأدوية كان يتراوح النقص بين 70 إلى 130 صنف من الأدوية ، وفي المستهلكات الطبية كان هناك ما بين 150 ، هناك نقص في قطع الغيار للأجهزة ، ونقص في استكمال المباني الإنشائية التي ابتداناها سابقاً ، ونحاول بذل كل الجهود لتعويض التناقصات ونجحنا في تحقيق انجازات كبيرة .
محاولات لإدخال قطع الغيار
وكشف الوزير نعيم ، عن محاولات الوزارة لإدخال بعض قطع غيار الأجهزة الطبية، عبر المؤسسات الدولية ، مشيداً بصمود الوزارة لتقديم الخدمات للمواطنين ،مؤكداً أن وزارة الصحة لن تصمد وتقدم الخدمة للمواطن بشكل جيد ومنقول وان نترك بصمات بالذات لهذه الوزارة والحكومة في كل المواقع في الرعاية و المستشفيات الأولية في دعم الهندسة والصيانة ورغم الحصار والمعيقات. وعن ميزانية وزارة الصحة في ميزانية الحكومة لعام 2008م ،قال:" الموازنة الحالية لا زالت قيد القراءة والبحث وتحتاج إلى تطوير ووضع الملاحظات ". وأكد أن الحكومة بشكل عام ودولة رئيس الوزراء بشكل خاص يوليان اهتماماً ودعماً كاملاً لوزارة الصحة ، وقال:"نشعر دائماً بأن هناك احتضان لهذه الوزارة من قبل المواطنين والموظفين ". مبيناً هذه الميزانية لم نقدمها نحن كموازنة للوزارة وتقريباً تم اعتمادها كما هي.
وطالب وزير الصحة الحكومة المصرية ، بفتح معبر رفح للسماح للفلسطينيين بحرية الحركة وخاصة الجرحى ومرضى القلب والسرطان ويعد معبر بيت حانون ، والذي يطلق عليه الاحتلال الصهيوني "معبر ايريز" واحداً من المعابر التي تستخدمها قوات الاحتلال ، لإذلال الفلسطينيين لا سيما المرضى والمعاقين منهم ، فالمعبر صاحب سجل كبير احتوى بين صفحاته صوراً ومواقف لا تحصى شهدت على غطرسة الاحتلال وانتهاكه للحقوق الأعراف الدولية التي توصي باحترام حقوق الإنسان ، فأصبح المعبر شاهداً على عشرات المرضى الذين لفظوا أنفاسهم الأخيرة على بوابته المدججة بالثكنات العسكرية ، والأسلاك الشائكة والكتل الإسمنتية التي تجسد معنى الاحتلال.