أصبح جندي بريطاني في فرقة دوق لانكستر التي خدمت في العراق اول جندي يعترف بإساة معاملة المدنيين العراقيين وبشكل منظم. وينتظر ان يصدر قرار بالسجن عليه والذي قد يصل الي 30 عاما. واعترف الجندي برتبة عريف انه هو وزملاءه قاموا بتعذيب منظم لعدد من العراقيين مما ادي لمقتل احدهم بسبب التعذيب. واعترف الجندي دونالد بين (32 عاما) امام محكمة عسكرية تحاكم ستة اخرين لم يعترفوا بالاتهامات الموجهة اليهم وذلك في قضية عامل الفندق بهاء موسي (26 عاما) الذي اعتقل مع عدد من رفاقه في مدينة البصرة في عام 2003. وقالت مصادر ان المحاكمة التاريخية استمعت الي الكيفية التي تمت فيها معاملة المعتقلين الذين اقتيدوا الي زنازين حيث تم الطلب منهم البقاء واقفين لمدد طويلة وهو الاسلوب الذي منعه الجيش البريطاني. وقال معتقل ان الجنود هددوه بحرقه ببترول خفيف، فيما قال معتقل اخر ان الجنود اجبروه علي التبول في زجاجة ثم قاموا بسكبها عليه، وبلغ العنف ذروته بمقتل بهاء موسي، والذي مات متأثرا بجراحه التي قال طبيب طب شرعي انها وصلت الي 94 جرحا في كامل جسده، بما فيها اطراف مزقت وكسرت.
وقال محامي الدفاع في بداية المحكمة اننا لا نتعامل مع معاملة قاسية قد تحدث في مسرح الحرب ولكن مع شيء اخطر من ذلك . وقال ان ما حدث قد حدث بسبب اهمال ثلاثة اشخاص ، الضابط القائد، والقائد الميداني المراقب، وقائد الاشارة المسؤول عن مراجعة اساليب التحقيقات.
وكان الحادث قد وقع في 14 سبتمبر 2003، عندما قام اعضاء في فرقة لانكستر الملكية بمداهمة فنادق، اعتقدوا بوجود مقاتلين فيها. وفي واحد منها وجدوا ذخائر ووثائق مزورة، وتم اعتقال عدد من الموجودين فيها بما فيهم عامل استقبال، الذي قيد واقتيد الي قاعدة عمليات عسكرية حيث عذب مع زملائه لمدة 36 ساعة متواصلة وتم ضربهم بشكل مستمر، وحرموا من النوم، وتعرضوا لانتهاكات، وتوفي بهاء موسي في يوم الاثنين 15 سبتمبر 2003.
واعتبر المحامي ان العريف بين كان المسؤول الاول عن عملية اساءة معاملة العراقيين، وهذا لا يعني ان احدا منهم لم يشارك في التعذيب، ويبدو ان بعضهم قام بالتعذيب من اجل الترفيه عن النفس او بسبب دوافع عدائية وعدوانية. وفي درجة حرارة عالية منع المعتقلون من التحرك من مواقعهم، وتم التأكد من عدم نومهم من خلال ضربهم بقضيب حديدي او الصراخ عليهم. وانكر بين انه قام بتعويق مسار العدالة عندما اخبر زملاءه ان بهاء موسي مات عرضا عندما ارتطم رأسه بالارض، ولكنه اعترف بمعاملة غير انسانية لبهاء ورفاقه. وقالت مصادر صحافية ان فعل بين يرقي إلي مستوي الجريمة حسب قانون محكمة الجنايات الدولية لعام 2001.
وأجرت بريطانيا الحليف الرئيسي لواشنطن في العراق تحقيقات في عشرات من حالات الوفاة والاصابات التي تعرض لها عراقيون منذ انضمامها للغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق عام 2003. وسجن ثلاثة جنود بريطانيين في فبراير عام 2005 لاساءة معاملة محتجزين عراقيين في قضية دفعت الي عقد مقارنات بينها وبين قضية اساءة جنود امريكيين معاملة محتجزين عراقيين في سجن أبوغريب.