خطوة خطوة.. كيف نفهم قانون الإيجار القديم بعد موافقة النواب؟    يويفا يقرر الوقوف دقيقة صمت في يورو السيدات حدادا على جوتا وشقيقه    ضبط 7 أطنان دقيق مدعم في قضايا تموين خلال 24 ساعة    أسعار الفاكهة اليوم الخميس 3-7-2025 في الدقهلية    محافظ الجيزة يشدد على سرعة البت في شكاوى المواطنين وتحقيق الاستجابة الفورية    أسعار طبق البيض اليوم الخميس 3-7-2025 في الدقهلية    وزيرتا البيئة والتنمية المحلية تعلنان التسليم الابتدائي لخلية الدفن الصحي بالجيزة    إعلام إسرائيلي: تل أبيب مستعدة لصفقة شاملة تبدأ باتفاق جزئي في غزة    حاكم منطقة كورسك الروسية: مقتل نائب قائد البحرية الروسية في المنطقة    وزير الخارجية لنظيره السوري: نرفض الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة السورية    الحرائق تضرب جزيرة كريت اليونانية.. ومحاولات للسيطرة عليها | فيديو وصور    خطوات وإجراءات وأوراق توصيل الغاز الطبيعى للمنازل    الزمالك يعلن عن التعاقد مع البلجيكي يانيك فيريرا لتدريب الفريق خلال ساعات    مونديال الأندية.. الإصابات صداع في رأس إنزاجي قبل مواجهة فلومينينسي    مصر تواجه الأردن في الجولة الثانية بالبطولة العربية لسيدات كرة السلة    أمانة العضوية بالجبهة الوطنية تكثف جهودها لضمان جاهزية القواعد الحزبية    إصابة 19 شخصًا إثر تصادم ميكروباصين ب "صحراوي" البحيرة    نقل مراقب ثانوية عامة إلى المستشفى بقنا بسبب ألم شديد في الصدر    محافظ المنوفية يسلم ميكروباصًا جديدًا لأسرة صاحبة حادث الطريق الإقليمي    فيلم "أحمد وأحمد" يحقق نجاحًا كبيرًا بشباك التذاكر في أول أيام عرضه    برئاسة مصطفى كامل.. نقابة الموسيقيين تعلن إقامة عزاء ل أحمد عامر    " اختيار غلط.. شغل غلط "..رضوي الشربيني توجه رساله صادمه ل شيرين عبد الوهاب    عرض "نارمر" و"مرسل إلى" الليلة بمهرجان فرق الأقاليم المسرحية    ألبوم عمرو دياب الجديد "ابتدينا" .. 15 أغنية بأشكال موسيقية متطورة    أمين الفتوى: التدخين حرام شرعًا لثبوت ضرره بالقطع من الأطباء    "نقلة جديدة".. أسوان تنضم رسميًا لمنظومة التأمين الصحي الشامل    توصيات هامة من الصحة لتقليل زمن انتظار المواطنين بمستشفى حلوان العام    استجابة لما نشرناه.. وزير الصحة يوجه بعلاج مريضة نفسية تعاني من كسور    مستشفى الفرنساوي بجامعة القاهرة يواصل جهوده نحو التطوير وتحسين جودة الخدمات الطبية    الكأس الذهبية - تأهل أمريكا والمكسيك في نهائي مكرر للمرة الثامنة    إصابة شخص صدمته سيارة أثناء عبوره للطريق فى إمبابة    هشام جمال يحتفل بتخرج زوجته ليلى.. وأحمد زاهر: ربنا يبعد عنكم العين    بن جفير: لن أسمح بتمرير صفقة فى غزة وآمل أن ينضم إلى سموتريتش    طلبة الثانوية الأزهرية بالأقصر يؤدون امتحان الأدب والنصوص والمطالعة للأدبى    حكم صيام يوم عاشوراء وإفراده بالصيام.. دار الإفتاء تجيب    وزارة الأوقاف توضح القيم المشتركة بين الهجرة النبوية وثورة 30 يونيو    أول تعليق من نادى ليفربول بعد وفاة ديوجو جوتا    منظمة التحرير: تصريحات إسرائيل الداعية لضم الضفة وفرض السيادة تصعيدا خطيرا    مصرع 4 أشخاص وفقدان 38 آخرين إثر غرق عبارة فى إندونيسيا    ماذا قدم محمد شريف مع الأهلي قبل العودة لبيته فى الميركاتو الحالى؟    عميد معهد القلب الأسبق يفسر أسباب وفاة المطرب أحمد عامر    فرص عمل فى محطات المترو برواتب تصل إلى 10 آلاف جنيه    «فاقد الشغف ولا يستحق الاستمرار مع الفريق».. أيمن يونس يفتح النار على نجم الزمالك    توقعات بإعلان توفير 115 ألف وظيفة جديدة في أمريكا خلال يونيو الماضي    تسريب امتحان الكيمياء للثانوية العامة 2025.. والتعليم ترد    9 جنيهات لكيلو البطاطس.. أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    30 دقيقة تأخرًا في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الخميس 3 يوليو 2025    جثث الأطفال تفحمت.. الاحتلال يقصف مدرسة تؤوي نازحين في حي الرمال ب غزة (فيديو)    40 حكما يجتازون اختبارات الانضمام لدورة الحصول على رخصة "VAR"    هل الجنة والنار موجودتان الآن؟.. أمين الفتوى يجيب    أب ينهي حياة أولاده الثلاثة في ظروف غامضة بالمنيا    مي عمر أنيقة ونسرين طافش بفستان قصير على البحر.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    تريلا تدهس 7 سيارات أعلى الطريق الدائري بالمعادي.. صور    البلشي: لست مسؤولًا عن تظاهرات أحمد دومة على سلم نقابة الصحفيين    عصام السباعي يكتب: مفاتيح المستقبل    الأعداد المقرر قبولها ب الجامعات الحكومية من حملة شهادات الدبلومات الفنية 2025    تعرَّف علي قيمة بدل المعلم والاعتماد ب مشروع تعديل قانون التعليم (الفئات المستحقة)    «الإفتاء» توضح حكم صيام يوم عاشوراء منفردًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"إيكونوميست": تفكك المشهد السعودي داخلياً وخارجياً
نشر في الشعب يوم 02 - 02 - 2014

نشرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية تقريرا عن مأزق المملكة العربية السعودية، وماذا سيحدث لها بعد رحيل الملك عبدالله، وغياب الرؤية لدى جيل من القادة ممن هم في خريف أعمارهم؛ معزولين تحيط بهم فئة من المستشارين والأبناء أو يتآمرون فيما بينهم على الخلافة. ويتحدث التقرير عن تخبط سياسة المملكة الخارجية، خاصة في سورية والعراق ولبنان وبعض النجاحات المتواضعة فيها، خاصة ضد الإخوان المسلمين ودولة قطر.
ويشير التقرير إلى أن معضلة المملكة نابعة من كونها تتعثر في الداخل، بينما تواجه تحديات خارجية من حلفائها الإقليميين في مجلس التعاون الخليجي بعد رفض عُمان مبادرة الوحدة السياسية، وتشعر بالغضب على حليفتها التاريخية وهي أمريكا.
وترى المجلة في تقريرها أن السعوديين، ورغم المال والثروة التي يملكونها غير سعداء أو راضين بما عندهم، فهم على خلاف المثل الذي يقول إن المال يشتري الكثير من الأشياء؛ "الرفاه والتأثير والأمن"، "فمن المحبط إذاً أن تكون غنيا بدرجة غير محدودة، ولا تستطيع الحصول على ما تريد، هذا هو مأزق أغنى عائلة في العالم؛ آل سعود".
وتقدم المجلة بلغة الأرقام ما حصلت عليه السعودية خلال الأعوام الماضية، فقد باعت العالم نفطا بقيمة تريليون دولار أمريكي، وراكمت كميات من الثروة السيادية كبيرة، بلغ الناتج القومي 745 مليار دولار.
وتشير المجلة إلى مشاريع الاستثمار في مجال البنية التحتية التي تقوم بها المملكة، على الصناعة والصحة والتعليم و"توزيع الثروة بالمجرفة"، مشيرة إلى مشروع لبناء قطار أنفاق في الرياض سيتم البدء به، ليس خطا واحدا، ولكن ستة خطوط في وقت واحد، ومن المتوقع الانتهاء منه عام 2018. وهذا مجرد مشروع للأنفاق من عدد من المشاريع الكثيرة، فالمملكة تقوم بإنفاق 30 مليار دولار على مشاريع نقل جماعي في مدينتي جدة، وكذا 12 مليار دولار لإنشاء خط سريع طوله 450 كيلو مترا يربط بين مكة والمدينة، بالإضافة لمليارات من الدولارات على شبكة الشحن الوطنية.
وبدلا من الشعور بالحماسة، فالمزاج العام بين السعوديين (30 مليون نسمة؛ ثلثهم من العمال الأجانب) هو القلق، فقد ظلت آلية عمل الحكومة قديمة من الأعلى إلى الأسفل، ومحكومة بالروتين أكثر من أي وقت مضى، كل ذلك رغم البنايات الجديدة اللامعة، الجامعات، المراكز المالية، بل ولادة مدن جديدة بكاملها.
وحتى مع تطور وعي السعوديين وانفتاحهم (هناك أكثر من 160 ألفا منهم يتلقون دراساتهم على حساب الحكومة في الخارج، ومن بقوا في الداخل من أكثر الناس إدمانا على الإنترنت)، إلا أن القيود الاجتماعية والدينية والسياسية تظل خانقة.
ونقلت المجلة عن دبلوماسي في الرياض قوله إن "الحكومة تشتري سكوت الناس بالمال، وفي حالات نادرة لا ينفع فيها المال تسكتهم بالتهديد". ولكن السعودية كما يقول "ليست مكانا تشعر فيه بالسعادة"، لسبب واحد هو أن المواطنين لا رأي لهم في أين تذهب الأموال وكيف تنفق الثروة؟ وكل ما يرونه بعد حفلات كبيرة باهرة بحضور أميري لمشروع جديد، هو مجمعات سكنية فارغة ومنشآت غير مستخدمة، وكل ما يسمعون عنه في النهاية هو ما حصل عليه الوسيط أو رجل الأعمال من مال.
وتضيف المجلة أنه رغم الانقسام الحاد بين المحافظين المتشددين في السعودية وبين التقدميين أو الإصلاحين إلا أن الطرفين يتفقان على نقطتين اثنتين؛ الأولى أن الوقت ليس وقت تحطيم القارب، فقد راقب السعودين ما جرى في دول الربيع العربي ودفعهم هذا للصمت المتجهم.
أما النقطة الأخرى فتتعلق بالقيادة التي تبدو بلا هدف، فالملك عبدالله يبلغ من العمر حوالي 90 عاما، ويبدو وكأنه محاط بحلقة صغيرة من المستشارين والأبناء، فيما يحيط المتنافسون، ومن يرون أنهم أحق بالخلافة بولي العهد (الأمير سلمان) البالغ من العمر 83 عاما. وبحسب رجل أعمال في جدة، فإنه بعيدا عن المؤامرات والتسابق على السلطة، هناك شيء واضح وهو غياب الخيال أو الرؤية "بعمرهم هذا لا يستطيعون مواجهة الأمور المتوقعة أو حركة غير مشاهدة إذا أردنا استخدام مصطلحات الكريكيت".
وتقول المجلة إن جيران السعودية وحلفاءها قلقون؛ ليس فقط فيما يتعلق بالضغوط الداخلية، بل على المسار الخارجي، ففي الأعوام القليلة الماضية، أظهرت السياسة الخارجية السعودية حساسية وبدت شاذة، ولم تحقق سوى نجاح متواضع، فالمملكة الخائفة من الإخوان المسلمين الذين ترى في مؤيديهم داخلها خطرا عليها، دعمت الإطاحة بالحكومة في مصر التي كانت ترى فيها تهديدا عليها.
كما تدخلت السعودية وبقوة في البحرين من أجل تعزيز سلطة العائلة السنيّة الحاكمة هناك ضد ما رأت أنها انتفاضة خطيرة متأثرة بإيران والشيعة.
ويرى المسؤولون السعوديون أنهم تغلبوا على منافسيهم في المنطقة في هذه الأمور، أي إيران وقطر، ولكن البحرين ومصر لا تزالان في وضع غير مستقر وتعتمدان على المساعدات السعودية.
لكن الرياض لم تحقق نجاحا مماثلا في سورية والعراق ولبنان، فجهودها هنا لم تمض بطريقة سهلة، ولم تكن السعودية قادرة على موازنة إصرار إيران وقدراتها الدبلوماسية والمالية التي أنفقتها واستثمرتها في حروب الوكالة هذه، فكل من حاولت السعودية الاعتماد عليه في هذه الدول، إما لم يكن جديرا بالثقة، أو اكتشف لاحقا أنه متطرف.
وبحسب الدبلوماسي الأجنبي فقادة الدولة "لديهم رؤية ضيقة ومترددة"، و"بالكاد كافية لحكم بلدهم، علاوة على أن يكون لديهم أجندة طموحة".
ولم يتعثر السعوديون أمام أعدائهم فقط، بل مع حلفائهم الإقليميين، فقد تم رفض مبادرة تقدمت بها المملكة لتحقيق وحدة سياسية بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، وذلك بعد رفض عُمان للمبادرة في كانون الأول/ ديسمبر، وكان الموقف العماني مصدر راحة لبقية الدول الأعضاء.
وأكثر جرحا هو شعور السعوديين أن أهم حلفائهم التقليديين وفي مقدمتهم أمريكا لم تعد راغبة بهم؛فحليفهم باراك أوباما فشل في انتهاز فرصة لا تعوّض للقضاء على نظام بشار الأسد بعد هجوم الكيماوي في الغوطة الشرقية قرب دمشق في آب/ أغسطس العام الماضي. وفي نوبة غضب نادرة قررت السعودية رفض مقعد لها في مجلس الأمن، ويعلق رجل الأعمال "كنا نُعرف بأننا أصحاب سياسة الريال"، ولكننا الآن نُعرف "بسياسة الحنق".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.