اشتبك وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ، حول أسباب أزمة الاحتجاجات المناهضة للحكومة في أوكرانيا، والمستمرة منذ أكثر من شهرين، حيث تراشقا بالكلمات الحادة، فيما حذر زعيما المعارضة الأوكرانية فيتالي كليتشكو وأرسيني ياتسينيوك في اجتماعات عقداها مع مسؤولين أميركيين وأوروبيين على هامش المؤتمر، من «نية الجيش الأوكراني استخدام القوة لتفريق المتظاهرين». واتهم لافروف الدول الأوروبية ب «تشجيع المتظاهرين في أوكرانيا على اللجوء إلى العنف»، وسأل: «هل يرتبط التحريض على الاحتجاجات العنيفة ومهاجمة الشرطة وحرق مبانٍ حكومية بالديموقراطية؟ ولماذا يشجع سياسيون أوروبيون هذه الأعمال، فيما لا يترددون في معاقبة أي انتهاك للقانون بشدة في بلادهم؟». أما كيري، فأكد دعم واشنطن المتظاهرين الأوكرانيين، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي يقفان إلى جانب الأوكرانيين في «معركتهم» للتقارب مع أوروبا، وقال: «يناضل هؤلاء لتحقيق التقارب مع شركاء سيساعدونهم في تحقيق تطلعاتهم، ويعتبرون أن مستقبلهم لا يعتمد على دولة واحدة»، في إشارة إلى روسيا. وحض موسكو على «عدم اعتبار الأحداث في أوكرانيا تهديداً لمصالحها». وكان لافتاً اعتراف كيري بوجود «عناصر مشاغبة في شوارع كييف»، لكنه استدرك أن «الغالبية الساحقة من الأوكرانيين تريد العيش بحرية في بلد آمن ومزدهر». واستبق قادة المعارضة الأوكرانية لقاءً جمعهم مع كيري في ميونيخ ووصفته موسكو بأنه «سيرك»، بتحذير الأوروبيين من أن تدخل الجيش الأوكراني لتفريق المتظاهرين «بات مرجحاً جداً»، مشيرين إلى أن فتح أجهزة الاستخبارات الأوكرانية أول من أمس تحقيقاً في «محاولة للاستيلاء على السلطة» استناداً إلى وثائق ضبطتها الشرطة في مقر حزب تيموشنكو في كانون الأول (ديسمبر) الماضي «تحضير لفرض الطوارئ».