تعليقا على إعلان الرئيس الانقلابي عدلي منصور تعديل "خريطة المستقبل" المتعلقة بالمسار السياسي في البلاد بعد الاطاحة بالرئيس محمد مرسي، مقدما الانتخابات الرئاسية على البرلمانية، قالت صحيفة "شيكاغو تريبيون" الأمريكية إن هذا القرار من شأنه تعميق التوترات السياسية في مصر. وأضافت الصحيفة أن ذلك يأتي في الوقت الذي تعاني فيه مصر بشدة في مواجهة موجات من العنف السياسي، وكانت أحدث المشاهد الدالة على ذلك سقوط 49 قتيلا في مسيرات مناهضة للحكومة في الذكرى الثالثة لثورة الخامس والعشرين من يناير. واعتبرت أن هذا التعديل من شأنه أن يمهد الطريق أمام تمرير الانتخاب السريع للفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع رئيسا للبلاد وكان عدد من الخبراء قد طالبوا بتعديل خريطة المستقبل لاعتقادهم أن مصر في حاجة إلى قائد منتخب لحكومة مباشرة في وقت تعاني فيه البلاد أزمات سياسية واقتصادية، ويمكنه تكوين تحالف سياسي قبل الانتخابات البرلمانية الحاسمة. خطوة متوقعة وقالت الصحيفة الأمريكية إنه من المتوقع أن يعلن السيسي ترشحه للرئاسة بعد أيام قلائل، وأن يفوز في الانتخابات الرئاسية بأغلبية كاسحة، حيث يراه أنصاره رجلا قويا ورمزا حاسما لديه القدرة على إعادة الاستقرار للبلاد. ولفتت الصحيفة إلى أن الدستور الجديد الذي تم التصويت عليه في وقت سابق من الشهر الجاري مهد الطريق أمام إجراء تعديل في ترتيب الاستحقاقات الانتخابية، حيث ترك الإجابة مفتوحة على سؤال "أيهما أولا .. البرلمان أم الرئاسة." ونقلت الصحيفة عن الناشط الليبرالي والمتحدث باسم حزب الدستور خالد داود قوله إن هذه الخطوة كانت متوقعة في ظل تنامي المؤشرات على أن السيسي بات جاهزا لتولي منصب الرئيس. وسلطت الصحيفة الضوء على المظاهرات الاحتجاجية التي طافت العديد من شوارع المحافظات ، مشيرة إلى أعمال العنف التي باتت تشكل خطرا على أمن البلاد. وقالت إن هذا العنف يعكس الانقسامات الشديدة التي تصاعدت في مرحلة ما بعد ثورة يناير التي أطاحت بنظام مبارك وكانت تحمل آمالا في تحقيق ديمقراطية مستقرة. وأشارت "شيكاغو تريبيون" إلى أن بعض الخطوات التي اتخذتها السلطة القائمة في مصر مؤخرا تعزز وجهة نظر المعارضة بأن الحكومة الحالية تعيد إحياء نظام الحكم بالقبضة الحديدية الذي اتبعه الرئيس المخلوع حسني مبارك، وربما أسوأ من نظام مبارك نفسه.