اليوم.. مجلس النواب يستأنف عقد جلسته العامة    بعد تخطي عيار 21 قيمة 3150 جنيه.. سعر الذهب اليوم 20 مايو 2024 ببداية التعاملات    الاثنين 20 مايو 2024.. البنك المركزي يطرح سندات خزانة ب4 مليارات جنيه    الأمم المتحدة تحتفي باليوم العالمي للنحل لإذكاء الوعي    مصر تنعى رئيس إيران إبراهيم رئيسي (نص البيان)    بدأت بسبب مؤتمر صحفي واستمرت إلى ملف الأسرى.. أبرز الخلافات بين جانتس ونتنياهو؟    السوداني يؤكد تضامن العراق مع إيران بوفاة رئيسها    السيسي: مصر تتضامن مع القيادة والشعب الإيراني في مصابهم الجلل    تداول امتحان العلوم للشهادة الإعدادية في القاهرة.. والتعليم ترد    اليوم.. محاكمة طبيب نساء بتهمة إجراء عمليات إجهاض داخل عيادته    اليوم.. الذكرى الثالثة على رحيل صانع البهجة سمير غانم    دعاء النبي للتخفيف من الحرارة المرتفعة    الرعاية الصحية تعلن حصول مستشفى الرمد ببورسعيد على الاعتراف الدولي من شبكة المستشفيات العالمية الخضراء    زد يسعى لمواصلة صحوته أمام الاتحاد السكندري بالدوري اليوم    باكستان تعلن يوما للحداد على الرئيس الإيرانى ووزير خارجيته عقب تحطم المروحية    التأخيرات المتوقعة اليوم فى حركة قطارات السكة الحديد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 20-5-2024    مجلس الوزراء الإيرانى: سيتم إدارة شئون البلاد بالشكل الأمثل دون أدنى خلل عقب مصرع إبراهيم رئيسي    تفاصيل الحالة المرورية اليوم الإثنين 20 مايو 2024    الشعباني يلوم الحظ والتحكيم على خسارة الكونفيدرالية    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري قبل اجتماع البنك المركزي    استقرار أسعار الفراخ عند 82 جنيها فى المزرعة .. اعرف التفاصيل    السيطرة على حريق بمنفذ لبيع اللحوم فى الدقهلية    اليوم.. أولى جلسات استئناف المتسبب في وفاة الفنان أشرف عبدالغفور    اليوم.. محاكمة 13 متهمًا بتهمة قتل شقيقين واستعراض القوة ببولاق الدكرور    جوميز: هذا هو سر الفوز بالكونفدرالية.. ومباراة الأهلي والترجي لا تشغلني    رحل مع رئيسي.. من هو عبداللهيان عميد الدبلوماسية الإيرانية؟    نجمات العالم في حفل غداء Kering Women in Motion بمهرجان كان (فيديو)    عمر كمال الشناوي: مقارنتي بجدي «ظالمة»    تسنيم: قرارات جديدة لتسريع البحث عن مروحية رئيسي بعد بيانات وصور وفيديوهات الطائرة التركية    أول صورة لحطام مروحية الرئيس الإيراني    ما حكم سرقة الأفكار والإبداع؟.. «الإفتاء» تجيب    فلسطين.. شهداء وحرجى في سلسلة غارات إسرائيلية على قطاع غزة    فاروق جعفر: نثق في فوز الأهلي بدوري أبطال إفريقيا    معوض: نتيجة الذهاب سبب تتويج الزمالك بالكونفدرالية    خلال أيام.. موعد إعلان نتيجة الصف السادس الابتدائي الترم الثاني (الرابط والخطوات)    محمد عادل إمام يروج لفيلم «اللعب مع العيال»    سمير صبري ل قصواء الخلالي: مصر أنفقت 10 تريليونات جنيه على البنية التحتية منذ 2014    الأميرة رشا يسري ل«بين السطور»: دور مصر بشأن السلام في المنطقة يثمنه العالم    دعاء الرياح مستحب ومستجاب.. «اللهم إني أسألك خيرها»    اتحاد الصناعات: وثيقة سياسة الملكية ستحول الدولة من مشغل ومنافس إلى منظم ومراقب للاقتصاد    استعدادات عيد الأضحى في قطر 2024: تواريخ الإجازة وتقاليد الاحتفال    مصدر أمني يكشف حقيقة حدوث سرقات بالمطارات المصرية    الإعلامية ريهام عياد تعلن طلاقها    قبل إغلاقها.. منح دراسية في الخارج للطلاب المصريين في اليابان وألمانيا 2024    ملف يلا كورة.. الكونفدرالية زملكاوية    الشماريخ تعرض 6 لاعبين بالزمالك للمساءلة القانونية عقب نهائي الكونفدرالية    أول رد رسمي من الزمالك على التهنئة المقدمة من الأهلي    استشهاد رائد الحوسبة العربية الحاج "صادق الشرقاوي "بمعتقله نتيجة القتل الطبي    تعرف على أهمية تناول الكالسيوم وفوائدة للصحة العامة    كلية التربية النوعية بطنطا تختتم فعاليات مشروعات التخرج للطلاب    الصحة: طبيب الأسرة ركيزة أساسية في نظام الرعاية الصحية الأولية    نقيب الأطباء: قانون إدارة المنشآت الصحية يتيح الاستغناء عن 75% من العاملين    حتى يكون لها ظهير صناعي.. "تعليم النواب" توصي بعدم إنشاء أي جامعات تكنولوجية جديدة    عالم بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة    أيمن محسب: قانون إدارة المنشآت الصحية لن يمس حقوق منتفعى التأمين الصحى الشامل    تقديم الخدمات الطبية ل1528مواطناً بقافلة مجانية بقلين فى كفر الشيخ    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف تعامل رسول الله مع أمريكا عصره؟
نشر في الشعب يوم 12 - 01 - 2014

عندما وعد الرسول بفتح بلاد الروم كان التوازن الاستراتيجى كالتالى:
عدد الجيش الإسلامى 3 آلاف –عدد جيش الروم نصف مليون
عدد السكان المسلمين30 ألفا-عدد سكان الإمبراطورية الرومانية 57 مليونا
لا يملك المسلمون قاربا واحدا –مقابل أسطول بحرى بآلاف السفن
مساحة دولة المسلمين دائرة قطرها 8 كيلومترات-مقابل 48 مليونكيلومترمربع
ميزانية فوق الصفر بقليل- 8 ملايين دينار ميزانية جيش إقليم الشام
لقد أصابنا الطاعون منذ 40 عاما ولابد أن نشفى منه بإذن الله؟ وسنظل ندعو لذلك حتى الأنفاس الأخيرة من حياتنا، ولابد للشعب أن يوقن بالحق والحقيقة، وسننتصر على الزيف والكذب والخداع وتشويش العقول وغسيل الأدمغة، الذى حوّل الحق إلى باطل والباطل إلى حق. الطاعون هو كامب ديفيد (اتفاقتا كامب ديفيد 1978 كإطار للسلام + معاهدة السلام 1979) كمدرسة وموقف وخيار: الاستسلام أمام العدو الاستيطانى وتسليمه فلسطين التى لانملك التفريط فيه، وسيناء مرهونة، بل شرفنا واستقلالنا وكرامتنا تم رهنها مع سيناء، فإذا قبلت كل هذا التدخل فى حياتك الداخلية، إذا فرطت فى بنت من بناتك،فلماذا لاتفرط فى الثانية، وأمهم فى نهاية المطاف؟! ومن عود نفسه على الهوان أصبح سهلا على نفسه أن تتجرع مزيدا من الإهانة. وكل ذلك تحت هيمنة وسيطرة وإشراف الولايات المتحدة.
ونتوقف اليوم على فكرة واحدة: هم يقولون فى أقوى حججهم إن أمريكا دولة عظمى لاقبل لنا بها، ومعها إسرائيل وهى ذات قوة عسكرية شديدة.. فكيف نواصل مناكفتهما، حتى وإن أخذوا جزءا من الوطن وجزءا من الشرف... إلخ؟! وتحدثنا من قبل لعلهم يخجلون من صمود غزة الأسطورى ضد إسرائيل وخلقها لمعادلة ردع مع الكيان الصهيونى رغم حالة الحصار التى توجد فيها، وتحدثنا عن المقاومات اللبنانية والعراقية والأفغانية، وماذا فعلت فى القوات الأمريكية والإسرائيلية، وحالة الردع التى توصلت إليها إيران وكوريا الشمالية ودول أمريكا اللاتينية. وماليزيا قدمت نموذجا فى الردع الاقتصادى. ودعك من الهند والصين حتى لايقال إنهما من الدول الكبرى.نتحدث اليوم عن سيرة رسول الله لأنه هو الذى يضع لنا المبادئ والطريق والقواعد بعد القرآن الكريم. ولنر كيف تعامل الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- مع الدول العظمى فى عهده؟ وسنتوقف بشكل خاص على علاقته بالإمبراطورية الرومانية التى توازى الولايات المتحدة فى عصرنا: فكرا وقوة عسكرية وتقدما حضاريا وحتى من الناحية العرقية، لأنها كانت هى الأقرب جغرافيا بل على حدود دولة المدينة. مع ملاحظة أن الإمبراطورية الرومانية لم تكن مخترقة للسلطة فى مكة ولا مجتمع الجزيرة العربية لزهدها فى هذا المجتمع الصحراوى، أى أننا ملزمون فى مصر الآن أكثر من عهد الرسول أن نتصدى للإمبراطورية الرومانية المعاصرة المتربعة على عرش مصر باسم بعض المصريين الخونة.
موازين القوى
موازين القوى هى أهم حجة تستخدم للانبطاح أمام أمريكا وإسرائيل والغرب. وبالمناسبة فقد كان عند رسول الله إسرائيله الخاصة فى يثرب وفى أحشاء دولته الفتية. وكان عنده الوضع الإقليمى والدولى غير موات من ناحية الشرق (الإمبراطورية الفارسية) وكانت تطوقه من الجنوب من خلال سيطرتها على اليمن. وكانت علاقته الطيبة المستقرة مع الحبشة وكانت قوة إقليمية متراجعة بعد انسحابها من اليمن لحساب الفرس، ولكنها كانت جبهة مأمونة، بل كانت ملجأ للهجرة مرتين، ولكن حتى قبل وبعد ذلك كانت جبهة صديقة، لم تنجح سلطة مكة فى تقليبها على المسلمين.
ونؤكد دائما فى أحاديثنا وأبحاثنا عن السيرة أن رسول الله كان مؤيدا من الله، وأنه كان من المحتم أن ينتصر فى إبلاغ رسالات ربه، فهو الرسول الخاتم، ولكن الله جعل كل انتصاراته وإنجازاته ترتبط بالأخذ بالأسباب المادية والروحية، وبسنن الله الاجتماعية والسياسية والعمرانية، دون معجزات، حتى يتسنى لنا أن نقلده ونقتدى به بوضوح، ولا ننتظر عصا موسى أو ريحا صرصرا عاتية. وهذا يختلف عن ضرورة الإيمان بالتوفيق الإلهى، وقدر الله، ويد الله فى التاريخ، ودور الملائكة، ودور قوة إيمان وتقوى المسلمين وغير ذلك من الاعتبارات المقدرة، فهذه مستمرة أبد الدهر كانت قبل بعثة محمد وستظل إلى يوم القيامة.
ولذلك فلابد من دراسة كل جوانب السيرة بمنتهى الموضوعية فى مجال اكتشاف هذه السنن حتى نتأسى بها.
كانت موازين القوى بين دولة المدينةوالإمبراطورية الرومانيةإذا طرحت للمناقشة يمكن أن تثير الضحك والسخرية. كما يمكن أن نتحدث اليوم عن توازن القوى مثلا بين جزيرة مالطا فى القرن الحادى والعشرين، وحلف الناتو أو الاتحاد السوفيتى. فالموضوع لو تم طرحه للمناقشة بالأرقام فسيكون أقرب للهزل منه إلى الجد.بل حدث هذا الموقف فعلا فى غزوة الخندق؛ فعندما حدد رسول الله الخط الذى يتعين الالتزام به فى حفر الخندق، واجه الصحابة صخرة كبيرة عجزوا عن تفتيتها ورفضوا عدم الالتزام بما خطه الرسول فعادوا إليه، فذهب إليهم وحدث مايلى:
فَهَبَطَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ سَلْمَانَ الْخَنْدَقَ وَالتِّسْعَةُ «من الصحابة» شَفَةٌ عَلَى الْخَنْدَقِ، فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ مِنْ سَلْمَانَ فَضَرَبَهَا ضَرْبَةً صَدَعَهَا، وبَرَقَ مِنْهَا بَرْقٌ أَضَاءَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا، يَعْنِى الْمَدِينَةَ، حَتَّى كَأنَ مِصْبَاحًا فِى جَوْفِهِ بَيْتٌ مُظْلِمٌ، وَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكْبِيرَ فَتْحٍ، فَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ، ثُمَّ ضَرَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَسَرَهَا، وَبَرَقَ مِنْهَا بَرْقٌ أَضَاءَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا حَتَّى كَأَنَّهُ مِصْبَاحًا فِى جَوْفِهِ بَيْتٌ مُظْلِمٌ، وَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ تَكْبِيرَ فَتْحٍ وَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ، وَأَخَذَ يَدَ سَلْمَانَ وَرَقِى، فَقَالَ سَلْمَانُ: بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ شَيْئًا مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الْقَوْمِ فَقَالَ:«رَأَيْتُمُ مَا يَقُولُ سَلْمَانُ» قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «ضَرَبْتُ ضَرْبَتِى الأُولَى فَبَرِقَ الَّذِى رَأَيْتُمْ أَضَاءَتْ لِى مِنْهَا قُصُورَ الْحِيرَةِ وَمَدَائِنَ كِسْرَى كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلَابِ، وَأَخْبَرَنِى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أن أُمَّتِى ظَاهِرَةٌ عَلَيْهَا، ثُمَّ ضَرَبْتُ ضَرْبَتِى الثَّانِيَةَ فَبَرِقَ الَّذِى رَأَيْتُمْ، أَضَاءَتْ لِى مِنْهَا الْقُصُرُ الْحُمْرُ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلَابِ، وَأَخْبَرَنِى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أن أُمَّتِى ظَاهِرَةٌ عَلَيْهَا ثُمَّ ضَرَبْتُ ضَرْبَتِى الثَّالِثَةَ، فَبَرَقَ الَّذِى رَأَيْتُمْ أَضَاءَتْ لِى مِنْهَا قُصُورُ صَنْعَاءَ كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلَابِ، وَأَخْبَرَنِى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أن أُمَّتِى ظَاهِرَةٌ عَلَيْهَا، فَأَبْشِرُوا»، فَاسْتَبْشَرَ الْمُسْلِمُونَ وَقَالُوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ مَوْعِدَ صِدْقٍ وَعَدَنَا النَّصْرَ بَعْدَ الْحَفْرِ، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ: أَلَا تَعْجَبُونَ يُمَنِّيكُمْ وَيَعِدُكُمُ الْبَاطِلَ، وَخَبَّرَكُمْ أَنَّهُ يُبْصِرُ مِنْ يَثْرِبَ قُصُورَ الْحِيرَةِ وَمَدَائِنَ كِسْرَى وَأَنَّهَا تُفْتَحُ لَكُمْ، وَأَنْتُمْ إِنَّمَا تَحْفُرُونَ الْخَنْدَقَ مِنَ الفَرَقِ وَلَا تَسْتَطِيعُونَ أن تَبْرُزُوا؟ قَالَ: فَنَزَلَ الْقُرْآنُ: «وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًا»(الأحزاب: 12) (البيهقى وطبقات ابن سعد والطبرى وغيرها).
كان عدد المسلمين المحاصرين من المقاتلين 3 آلاف بينما كان الجيش الرومانى فى ذلك الوقت لايقل عن 500 ألف، أى نصف مليون. والمسألة ليست بالعدد فحسب بل بتطور التنظيم ومستوى التسليح.(الرومان لم يشاركوا طبعا فى غزوة الخندق، ولكننا نقارن بين قوة المسلمين ساعتها وبين قوة الرومان التى أكد رسول الله أن المسلمين سينتصرون عليها، وقد حدث ذلك بالفعل بعد سنوات قليلة وبالأخذ بالأسباب وليس بالمعجزات، بل كان بعد انقطاع الوحى والنبوة أى فى عهد الصحابة).
وتم تطويرجيش الإمبراطورية الرومانية لمواجهة الأخطار المتزايدة التى تحدق بها، والتى كان أخطرها الإمبراطورية الساسانية الفارسية. ونتيجة لهذه الإصلاحات فقد تم حل الفيالق الرومانية القديمة.وحل محلها كتائب صغيرة من المشاة، أو أفواج من الفرسان تسمى التاجما أو نوميروس. وتتكون التاجما من (300-400) رجل يقودها قائد يحمل الرتبة تريبيون Tribune وتشكلوحدتين أو أكثر من التاجما لواء.
وكان هناك ست تقسيمات لقوات الجيش:
1- قوات الحرس الإمبراطورى.
2- الجيوش الرومانية الميدانية وهمالجنود النظاميون فى الدولة الرومانية.
3-القوات الحدودية.(limitanei)
4- الفوديرتىfoederati: ويطلق عليها أيضا اسم القوات الصديقة،وهم عنصر جديد نسبيا فى الجيش، وكان يتم تجنيدهم منذ القرن الخامس فصاعدا من المتطوعين الجرمان البرابرة، وكانوا يقاتلون فى تشكيلات من الخيالة يقودهم ضابط رومانى.
5- الحلفاء: وهم قبائل الهون والقوط، وغيرهم من البرابرة الذين تعهدوا –وفقا لاتفاقيات مسبقة- بتزويد الإمبراطورية بوحدات عسكرية يقودها قائد منهما فى مقابل منح الدولة لهم بعض الأراضى أو مبالغ مالية.
6- البوسيليرياىbucellarii: هى قوات خاصة تخدم تحت إمرة القادة من رتبة بريتوريان بيرفيكتوس فأقل، وتخدم أيضا الأغنياء والميسورين. إذا فهى قوات لا تتبع الدولة مباشرة. وكانت قوات البوسيليرياى تشكل نسبة كبيرة من قوات الخيالة، أما عن عددها فيتوقف ذلك على ثروة الشخص التى تخدم تحت قيادته، ويعطى قادتهم لقب «دوريفوروى» أو حملة الرماح. وكان هؤلاء القادة المعروفون باسم الدوريفوراى يحلفون يمين الولاء لزعيمهم الأعلى -الذى يدفع لهم- وللإمبراطور.
وكانت قوات البوسيليرياى فى أغلبها من الخيالة.
بلغ عدد جيوش الدولة البيزنطية قرابة ال500000 مقاتل، وكان عدد الجيوش الميدانية ما بين 50000- 100000 مقاتل. وكان أغلبها من الجيوش الميدانية المعروفة باسم الكوميتاتنسيس والقوات الصديقة، وكان يتم دعمها بقوات البوسيليرياى وقوات الحلفاء.
وقد انطلقت حملة الإمبراطورية من خليج البوسفور إلى شمال إفريقيا على متن 1000 سفينة حاملة للجند تحرسها 250 سفينة حربية. (لم يكن هناك قارب واحد لدى رسول الله حتى توفاه الله)!
وقد اضطر البيزنطيون إلى تغيير خططهم العسكرية ومعداتهم الحربية للتعامل مع الخطر الفارسى المتنامى؛ فقد اقتبس الرومان من الفرس العديد من أنواع الدروع، وقمصان زرد، وأخذوا عنهم نظام الفارس المدرع بالكامل من عينيه إلى قدميه، والذى يقاتل بالحربة والقوس وقد عرف فى الجيش البيزنطى باسمالكاتافركتاى.
وكان يشارك فى القتال أعداد كبيرة من المشاة الخفاف مزودين بالأقواس،وكانت مهمتهم دعم قوات المشاة الثقيلة المعروفة باسم «سكوتارى»، وكانوا يرتدون معاطف منزرد، ويحملون الرماح، الفئوس والخناجر.وكانوا يشكلون المركز (الوسط) فى خطوط الرومان الحربية، بينما يشارك المشاة حملة الحراب فى المواقع الحربية التى تكون مناطق المرتفعات والجبال ساحتها.
كما تمتلك القوات أشكالا وأنواعا مختلفة من المجانيق والقاذفات (المدافع والصواريخ بلغة العصر) ترمى حجارة ونيرانا.
عند وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم-قدر عدد سكان المدينة ب30 ألفا، وكانت مساحة المدينة دائرة قطرها 8 كيلومترت.وكان عدد سكان الإمبراطورية الرومانية نحو 57 مليون نسمة، وكانت مساحة الإمبراطورية الرومانيةنحو 48 مليون كيلومترا مربعا.
أما ميزانية الإمبراطورية الرومانية فلتقريب حجمها للأذهان، فقد كانت قبل الإسلام بفترة كما تظهر فى مصروفات الإمبراطورية فى بلاد الشام كالتالى:
إن المصروفات التى كانت تنفق على العساكر من أجل حماية الأمن الداخلى والحدود الخارجية بالغة الأثمان؛إذ قدر المبلغ الذى دفع من أجل حدود الولايات ب260 مليون سيستر ويعادل 65 مليون دينارى، أو 2،5 مليون أورى.
ولهذا السبب فقد تضاعف إنتاج صك النقود ومن مختلف الفئات والمعادن.وقد أظهرت الدراسة التى قام بها ميشيل أماندرى عن وجود مجموعة من الصكوك أو الأختام تم تصنيفها فى 8 مجموعات، استعملت تقريبا 320 ختما أو سكة.
وفى هذه الحالة فقد اعتبر أن حجم الإنتاج النقدى قد وصل إلى ما يقارب 6،5 مليون تترادراخما، وربما يساوى 26 مليونا من الدنانير. بينما المجموع العام لهذا الإنتاج من القطع الذهبية والفضية فيساوى 76 مليونا من الدنانير.
وكان القسم الأعظم من الإنتاج يتم دفعه إلى عساكر الفرق العسكرية الموجودة فى المنطقة، إضافة إلى القوات الإضافية التى قدمت وشاركت فى الحملات العسكرية من أجل احتلال الساحل السورى الجنوبى، وقد بلغ عدد هذه القوات خمس فرق نظامية وعناصر ملحقة من أماكن متعددة حتى بلغ عددها 50 ألف عسكرى. وقد قدر الملبغ الذى دفع لهذه القوات الإضافية فى عام واحد ب77.55 مليون دينار، أما المبلغ الكامل الذى صرف على الفرق العسكرية فقد بلغ 38، 775 مليون دينار.
ولتوضيح الأمر فقد كانت تكلفة الفرقة العسكرية الواحدة كل عام 1،34000 دينار تدفع إلى4880 عسكرى راجل أو جندى مشاة، إضافة إلى الخيالة والعناصر الملحقة، وبذلك يكون المبلغ الذى كان يدفع لخمس فرق عسكرية كاملة سنويا وبشكل معتاد 5،670000 دينار.
أما رصيد العساكر الملحقين فمن الصعب حسابه وتحديد المبلغ المدفوع، وذلك إذا وضع فى الحسبان أن المبلغ الذى كان يدفع للعسكرى الراجل 75 دينارا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الجندى المشاة. أما العسكرى الخيال فى الأجنحة أو خيال الجناح فيحصل على 250 دينارا، وبذلك يصبح من المستوجب إضافة 2085000 دينار سنويا بموجب المعادلة التالية:7800 جندى مشاة × 75 دينارا مرتب الجندى المشاة + 6000خيال ×250 دينارا مرتب الجندى الخيال)، وبالمحصلة يصل المبلغ إلى 7،755،000 دينار، وهو الحساب السنوى للفرق الخمس التى وجدت فى المنطقة الجنوبية من الساحل السورى (د. خليل المقداد).
والآن أرجو أن تبقى هذه المعلومات فى الذهن حين نتحدث بعد ذلك عن غزوات مؤتة وتبوك وبعثة أسامة بن زيد. ولكن يعلم الجميع ابتداء أن غزوة تبوك، جرت والميزانية الرسمية للدولة شبه خاوية. وأنها سميت غزوة العسرة لأنها قامت على التبرعات!
فقد استهل أبو بكر الصدقات فأتى بكل ماله وكان أربعة آلاف درهم، وقد تصدق عثمان بن عفان بالشىء الكثير حيث ساق ثلاثمائة بعير بأقتابها وأحلاسها، وأتى ب10 آلاف دينار وألقاها فى حجر رسول الله، ورسول الله يقول:«ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم»، وعثمان لا يزال يتصدق، وقد قدرت صدقاته بهذه الحادثة بمائة فرس وتسعمائة بعير، وكان الصحابة رجالا ونساء يقبلون على الرسول من كل صوب بما استطاعوا من قليل وكثير.
وتبرع عبد الرحمن بن عوف بأربعين ألف دينار. وتبرعت النساء بحليهن وزينتهن من الذهب.
وهذه قطرة من بحر فى مواجهة ملايين ومليارات الإمبراطورية الرومانية. نستكمل فى العدد القادم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.