فيه إيذاء بدني وإهانة للمضروب واستخفاف بقدراته، وادعاءات الصراع الديني والمذهبي والطائفي ضرب على القفا يمثل قمة الاهانة والخداع، ففي لبنان يقف الشيعة وبعض السنة بالمرصاد للمشروع الصهيوني ومعهم بعض الطوائف المسيحية، بينما بعض آخر من هؤلاء يمالئونه، وفي العراق معظم الشيعة وبعض السنة يتعاونون لأقصى مدى مع الاحتلال الأميركي ويطالبون باستمراره، لهذا فإن القضية يا ولد العم لا علاقة لها بأي دين او مذهب .. مجرد مصالح وأطماع تحاول أن تخفي قبحها بقناع ديني مغشوش، مثل الذي تغلغل الكحول في كل خلايا مخه ليخرج علينا بادعاء أن العناية الالهية نصّبته أميرا لجيش احتلال العراق! وعلى امتداد التاريخ الانساني كله لا يوجد ما يسمى حروبا دينية أو مذهبية، فكلها صراع مصالح تحاول التستر بالدين او المذهب، وجوهر الصراع العربي الاسرائيلي لا علاقة له بالدين اليهودي في مجتمع لا يزيد عدد المؤمنين فيه عن عشرين بالمائة، لكنه مقاومة لمشروع استعماري استيطاني عنصري قائم على التوسع واستلاب الحقوق وممارسة جرائم ضد الانسانية لتحقيق ذلك حتى لو كان أصحابه لا دينيين مثل شرائح عريضة من المجتمع الاسرائيلي، ومعظم مصائب العرب والمسلمين أتت وما زالت تتواصل من إثارة النعرات الدينية والطائفية والمذهبية، لهذا تبّت يدا كل من يحاول الضرب على القفا بدعاوى اختلاف الدين أو المذهب فقذائف المارينز والاسرائيليين لا تفرق بين مسلم ومسيحي، سني وشيعي، عربي وكردي.. فالجميع مستهدفون. لهذا فإن ثقافة العربي والمسلم المعاصر يجب ان تكرّس احترام الآخر وصون حقوقه وتوظيفه ضمن نسيج وطني متجانس موحّد الغايات، ومناخ الحرية والديموقراطية هو الذي يقطع الطريق أمام غوغائية التعصب الديني والمذهبي والطائفي، ولا أحد يستطيع القول انه مفوّض من الله تعالى لإقامة محاكم دنيوية تحاسب عباده على عقائدهم، ومن يدعون ذلك عليهم أن يقدموا لنا أوراق اعتمادهم لهذه المهمة كما يقول فولتير، فحرية العقيدة مكفولة وكل إنسان يحاسب على خياراته، لذلك يبدو أن الامر يحتاج إجراءات حمائية للقفا من الصفع بأيدي تعمل لحساب الغير أيّا كان بدعاوى صراع دين او مذهب او طائفة، كما فعل عميد شرطة مصري متقاعد في كتاب جميل أسماه: حتى لا تنضرب على قفاك!